سيل من التسريبات الكاذبة

خبر مصدر يفجر مفاجاة عن حقيقة تفاهمات حماس - دحلان - مصر

الساعة 03:06 م|22 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

شهدت الحالة الفلسطينية في قطاع غزة سيلاً من التسريبات والتصريحات الإعلامية في أعقاب زيارة وفد من حركة حماس بقيادة رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار للعاصمة المصرية (القاهرة) في الثاني من يوليو/ تموز الماضي.

وذكرت مصادر صحفية – في حينها – ان التفاهمات مع مسؤولين مصرين، كانت بمشاركة القيادي في حركة « فتح »، محمد دحلان، تقضى بتقديم تسهيلات لقطاع غزة، مقابل ضبط « حماس » لحدود مصر مع غزة.

وكانت حركة « حماس »، قد أعلنت أن وفدها الذي توجه إلى القاهرة في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، قد توصل إلى تفاهمات مع مصر، قالت إنها ستخفف من « أعباء قطاع غزة »، بموجب هذه التفاهمات، شرعت « حماس » في إقامة منطقة عازلة على طول الحدود، وإغلاق كافة الأنفاق الممتدة أسفل المنطقة الحدودية، في المقابل سمحت مصر لأول مرة، بإدخال بضائع تجارية عبر معبر فح من بينها إدخال كميات كبيرة من الوقود.

لحقَ بيان حماس، إعلان قادة من الحركة « أن مصر ستفتح معبر رفح، أمام الأفراد والبضائع، بعد الانتهاء من أعمال البناء والتطوير الجارية فيه »، وفي السياق توقع عضو المكتب السياسي في الحركة خليل الحية « أن يكون المعبر جاهزًا للذهاب والإياب قبل عيد الأضحى ».

ولم يُصرح أي طرف من الثلاثة (حماس – مصر – تيار دحلان) بشيء من التفصيل على التفاهمات الأخيرة التي حصلت، واكتفى نواب محسوبين على النائب في التشريعي محمد دحلان بالحديث عن انفراجة في الأوضاع في اعقاب التفاهمات، ولم يوضحوا تفاصيل ذلك الاتفاق المبهم لكثيرٍ من الناس، واكتفت (حماس) ببيان مجرد من التفصيل والايضاح، ولبعض التصريحات الفضفاضة غير المُفصلة.

وأمام هذا المشهد تُرك الباب مفتوحاً على غاربه امام نشطاء التواصل الاجتماعي، وبعض الكُتاب الذين نشروا معلوماتٍ تفتقد للمصدرية والمصداقية، وزاد الطين بلة تناقل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتلك المعلومات على نطاقٍ واسع، وغالبية ما تم نشره كان منافي للحقيقة، وخير دليل انها لم تطبق على أرض الواقع، واًصبحت ضرباً من الاحلام عند الناس في قطاع غزة والتي من بينها فتح المعبر بشكلٍ دائم قبل أو بعد عيد الأضحى المبارك مباشرة.

الإجراءات والتفاهمات بين مصر ودحلان وحماس تسير بوتيرة بطيئة

وكشف المصدر مقرب من النائب محمد دحلان لـ« فلسطين اليوم » أن ما نشر على وسائل الإعلام، وعلى صفحات الكتاب في (فيس بوك) لم يكن واقعياً، ويفتقد للمنطقية، موضحةً أن ما تناقله أحد الكتاب السياسيين في قطاع غزة، وبعض تهويلات القيادات الفلسطينية التي تريد أن تسجيل انجازاتٍ وهمية، كان عبارة عن مسودات لاجتماعات، ونقاشات تمت في إطار التفاهمات المصرية – الحمساوية بحضور النائب دحلان.

وقال المصدر : كان هناك توصية داخلية بين تيار النائب دحلان، وتوصية داخلية لدى الإخوة في حركة حماس بضرورة عدم رفع مستوى سقف توقعات المواطنين في غزة، لعدم إحباطهم، ولعدم التشويش على التفاهمات.

وذكر المصدر أن الكتاب السياسيين وبعض القيادات هوّلت من حجم التفاهمات، ونشرت على صفحاتها نقاشات لم ترتق لإنجاز، واتفاق حقيقي، من أمثلة ذلك ارسال الامارات لسفينة محملة بالغاز لشواطئ قطاع غزة لمد المحطة بالوقود اللازم خلال أيام، ونسيَّ من نشر الخبر أن ذلك مجرد نقاشات عابرة، والخبر يفتقد للمنطقية، إذ أن تحويل المحطة من السولار إلى الغاز بحاجة إلى 18 شهراً على الأقل.

وأوضح المصدر أن بعض الكتاب لم يفرقوا بين النقاشات والإنجازات، قائلاً « كان بعض القيادات في إحدى التنظيمات يسرب بعض المعلومات لأحد الكتاب، وهي عبارة عن نقاشات خلال الاجتماع لم ترتق لإنجاز حقيقي ينفذ على ارض الواقع ».

وذكر أن الإجراءات والتفاهمات بين مصر ودحلان وحماس تسير بوتيرة بطيئة للغاية، ولم يتم إنجاز أي ملف حتى اللحظة سوى إدخال كميات من الوقود لغزة فقط.

البابُ تُرك مفتوحاً على غاربه امام نشطاء التواصل الاجتماعي، وبعض الكُتاب الذين نشروا معلوماتٍ تفتقد للمصدرية والمصداقية

وكشف المصدر، أن معبر رفح لن يكون متاح امام الغزيين بالطريقة التي ذكرها الكتاب وبعض قيادات الفصائل، في أقل تقدير قبل 3 شهور على الأقل، مشيراً إلى أن المعبر -حتى اللحظة- غير جاهز إطلاقاً لمرور المواطنين، وان الشركة المصرية لم تنته من تطويره البتة، وبحاجة إلى وقتٍ كبير، وان المعبر لن يشهد في القريب العاجل إنفراجة بسبب عدم وجود شبكات ربط بين ادارته من الناحية المصرية، وبين الجهات السيادية المسؤولة، وذكر أن جوازات السفر يتم اخذها من معبر رفح شمال سيناء، وتذهب للتدقيق في مدينة شرم الشيخ ومن ثم تعود في رحلة تستغرق أكثر من 10 ساعات.

معبر رفح غير جاهزة ولن يشهد إنفراجة كبرى قبل أقل من 3 شهور في أقل تقدير ومن الممكن ان يتخلله ذلك الوقت فتحه استثنائياً

وذكر « أن الأمور لن تتحسن في معبر رفح قبل انتهاء الجانب المصري من عملية تطويره، الأمر الذي يحتاج على اقل تقدير 3 شهور، ولكن من الممكن ان يتخلله ذلك الوقت فتحه استثنائياً لخروج التنسيقات والعالقين ».

وكشف المصادر أن الجانب المصري ذكر صراحة لقيادات فلسطينية « ان مصر ملتزمة بفتح معبر رفح ولكن وفقاً لاتفاقية 2005 للمعابر، وبروتوكول باريس التجاري الذي ينص على وجود السلطة على المعبر، لكن ذلك لا يعني عدم فتحه بين الفينة والأخرى أمام الحالات الإنسانية ».

وفد التكافل الأخير الذي زار مصر حقق بعض الإنجازات لكنها لا ترقى للحديث عن انفراجة

وأشار المصدر أن التفاهمات الأخيرة التي جرت في القاهرة هدفها امني بحت من الناحية المصرية، ولازالت مصر الدولة ترى في حماس أنها جزء من الاخوان على الرغم من التعديلات التي طرأت على وثيقة حماس السياسية، وان التفاهمات على سقفها لن تجعل من علاقة حماس بمصر علاقة استراتيجية يبنى عليها.

وكشف ان وفد التكافل الأخير الذي زار مصر في 11/أغسطس حقق بعض الإنجازات لكنها لا ترقى للحديث عن انفراجة تتخطى الحصار « الإسرائيلي » على قطاع غزة، قائلاً « إذا كان الامر كذلك لماذا تخرج قيادات الفصائل المشاركة في اللجنة في مؤتمر صحفي للحديث عن انفراجة، لأنه في الواقع هي عبارة عن إنجازات، وخرج أحد القيادات وتحدث عن انفراجة ولكن لم يكن من الشخصيات المؤثرة ».

وعن زيارة المشهراوي، كشف المصدر أن الزيارة التي كانت مقررة الأسبوع الماضي أُجلت لأجلٍ غير مسمى -حتى اللحظة- لأسبابٍ عدة من بينها تلقي المشهراوي إشارات وتقارير امنية مصرية بان الوضع في سيناء لا يسمح بتحركه من القاهرة إلى المعبر.

زيارة المشهراوي مؤجلة بعد ورود تقارير امنية بأن الوضع في سيناء لا يسمح بتحركه، ولكن قد ياتي في حال سمحت الظروف

ودعا المصادر وسائل الإعلام والكتاب إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية تجاه ما تم نشره، وعدم نشر النقاشات على انها إنجازات تم تحقيقها، والتفريق بين الطلبات والإنجازات.

تجدر الإشارة إلى أن النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر أكد، أن السلطة الفلسطينية مستمرة في محاولاتها لعرقلة التفاهمات التي جرت في مصر.

كلمات دلالية