خبر تدخل مصري في سوريا لصد النفوذ الإيراني

الساعة 10:40 ص|21 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

كتب محلل الشؤون العربية في صحيفة « هآرتس » تسيفي برئيل عن انضمام مصر كلاعب جديد ومفاجئ على الساحة السورية، حيث حصلت مصر على إذن من السعودية وروسيا لإجراء مفاوضات بين النظام والمليشيات في الغوطة الشرقية وفي شمال حمص، وقد تم وقف إطلاق النار.

وبحسب برئيل، التدخل المصري يعتبر مهمًا لإسرائيل، كونها تعمل على صد إيران، والأهم من ذلك هو الحديث عن شراكة إسرائيلية في الحرب على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.

هذه الشراكة نشأت مع تولي السيسي لمنصبة في 2013، والذي أعلن عن دعم مصر للجيوش الوطنية من أجل حل الصراعات في المنطقة، وسمح بإجراء لقاءات في القاهرة بين رئيس الاستخبارات المصرية وبين علي مملوك، رئيس الاستخبارات السورية. لقاء مملوك برئيس الاستخبارات المصرية تبعه العديد من اللقاءات في السنة الأخيرة بين شخصيات مصرية رفيعة وأخرى سورية. ووفق الكاتب، في الأسبوع الأخير وصل وفد من المسؤولين ورجال الأعمال المصريين للمشاركة في المعرض التجاري في دمشق، ممّا استدعى وزير الخارجية السوري للثناء على المشاركة المصرية في المعرض.

مشاركة الوفد المصري في المعرض - بحسب الكاتب - لا تعتبر فضولًا تجاريًا، وإنما رسالة سياسية واضحة، « سياسة الرئيس السيسي الذي يؤيد بقاء الأسد في الحكم خشية من انهيار سوريا ».

لقد عاقبت السعودية مصر بسبب دعمها في الأمم المتحدة لمشروع القرار الروسي، حيث أوقفت تزويدها بالنفط الرخيص، هذه الخطوة أجبرت مصر على البحث عن مصادر جديدة توفر لها النفط بأسعار السوق في هذه الأثناء، توطدت العلاقة بين مصر وروسيا.

رغم الصداقة التي تجددت بين مصر وواشنطن عند تولي ترامب زمام الحكم، ولكن روسيا والولايات المتحدة لن تشكل البديل للعلاقة السياسية والاقتصادية التي تربط بين مصر والسعودية وللمصالحة بينهما.

التغيير بدأ - حسب برئيل - عندما انضمت مصر للسعودية والامارات في فرض العقوبات على قطر، التحالف الأهم بالنسبة للسعودية من الشأن السوري، إضافة إلى اعتراف السعودية بعدم مقدرتها على حسم عسكري في سوريا، وأن المليشيات التي تعمل ضد الأسد لن تنجح ، وسياسة السعودية أيضًا لم تنجح في وقف التدخل الإيراني في سوريا، وعلى خلفية الحلف الايراني التركي الروسي، فلا يوجد للسعودية أو الولايات المتحدة أي دور؛ قررت السعودية تغيير الاستراتيجية، ففضلت الدفع بمصر على التدخل التركي، وبالتأكيد التدخل الإيراني.

من ناحية روسيا هذا يشكل تطورًا مهمًا، لأنه مصر عندما تعمل على استئناف التطبيع بينها وبين سوريا وتحسين العلاقة الدبلوماسية والاقتصادية معها، فهذا يعني إعطاء الشرعية الرسمية المصرية، وبعد ذلك العربية لنظام الأسد؛ وبهذا تستطيع مصر سحب البساط من تحت أردوغان الذي يريد ان يكون المهيمن على الوضع السوري، بل ان ذلك يوفر لسوريا البديل العربي للعلاقة الحصرية مع إيران.

ولكن من المبالغ فيه التقرير الآن بأن دور وتدخل إيران في سوريا سيتبدد بسبب التدخل المصري، فالنظام في سوريا مدين ببقائه لإيران وروسيا.

 

كلمات دلالية