خبر سيادة الرئيس السيسي .. عدلي صادق

الساعة 07:12 م|17 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

أيتها « الجهة السيادية » المصرية من يستحي من ابنة عمه لن ينجب أطفالاً. أصبح لزاماً علينا، باسم الشعب العربي الفلسطيني النبيل، أن نناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي بما يلي:

سيادة الرئيس: إن ما تفعله سلطاتكم بأبناء الشعب الفلسطيني حاملي جوازات السفر الموسومة باسم وطنه؛ يتعرضون لعمليات إذلال لم يتبق بعدها سوى نصب الخوازيق وإشعال النيران في البشر، حسب طقوس الرومان في عهود الظلام.

اليوم، اتصل بي من مطار القاهرة، طالب دكتوراه، وبجانبه عدد من الأطباء، وأقل ما قاله المتحدث أنه فلسطيني يعشق تراب مصر، ووصف لي المتصل الذي أفصح عن هذا الحب العميق لمن يذلونه، ما تعرض له هو وزملاؤه في مطار القاهرة وكان يجهش بالبكاء، فيما هو على باب الطائرة التي قرروا ارجاعه عليها بحجة أن المعبر قد أغلق. هو: أحمد عبد الرحيم عبد الرحمن شهاب. والده مهندس طيران كان يعمل في مطار رفح. التحق بجامعة الاسكندرية لنيل درجة الماجستير وحصل عليها قبل عام واحد، وأوراقه معه، وسافر لنيل الدكتوراه من ماليزيا لعدم وجود فرصة عمل.

هو شاب وطني معروف ومتعدّ بكرامته، وكان معه أطباء يماثلونه، الذين انتظروا في الاسكندرية عدة أشهر، وعند فتح المعبر أصعدوهم الى الطائرة.

للأسف، لما وصلوا قيل لهم إن المعبر أغلق، عودوا. ربما في تلك اللحظة دخل ألف جاسوس إلى مصر يحملون جوازات سفر محمية.

إن هذا يا سيادة الرئيس سلوك تخجل منه الصومال، ولا يليق بمصر ولا بتراثها وحجمها وتضحياتها في معارك الأمة. وكيف يمكن أن نصدق أن سلطاتكم سوف تعطي للشعب الفلسطيني في غزة حقه الطبيعي في التنقل، إن كان هذا هو سلوكها.

ولعل موضع الاستغراب أو التساؤل هو عدم وجود مستشار أو خبير ناصح، يؤكد على أن مثل هذا السلوك يغذي ذهنيات النائشة بالأحقاد، ويفتح الثغرات في رؤوس بعضها لتقبل التلقين الإرهابي.

وأنت أيتها « الأجهزة السيادية » لقد كانت حماس ذريعة خنق شعب كامل، فما هي الذريعة اليوم، بعد « التفاهمات » وبعد أن استشهد جندي من حماس وجرح آخرون، في مواجهة مع إرهاب كان قادماً إليكم، وأسفرت الواقعة عن تأكيد حماس على عزمها بأن تقاتل الإرهابيين معكم عن قوس واحدة!

إنني هنا لا أتحدث باسم تنظيم ولا باسم جماعة. هذه سطور باسم شعبي اليتيم وأستسمحه العذر في أن اتحدث باسمه. نحن شعب يتيم لا يرعاه أحد. مندوب سفارتنا في القاهرة، كان يشاهد الإذلال بنفسه، ولا يملك وقفه. ومندوب التيار الإصلاحي على علم، وأنتم « يا أجهزة سيادية » لا تستمعون لنداءات العقل. أوقفوا هذه المهزلة المريرة السوداء، ضد شعب فلسطين الذي يصعب عليه أن يمس مصر بكلمة واحدة!

الكاتب عدلي صادق

كلمات دلالية