خبر بيبي الملك- يديعوت

الساعة 09:48 ص|13 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

لا تسارعوا الى الاحتفال

بقلم: يفعت ايرلخ

(المضمون: الهجمة على بيبي لا تمنعه من أن يكون ويبقى ملكا وقد تجلب له عشرة مقاعد اخرى في الانتخابات القادمة - المصدر).

بعد اسبوع ونصف الاسبوع من الاجازة عدت الى لوحة مفاتيح الحاسوب. كم مرة حاول المسؤولون ازعاجي في اثناء الاجازة كي أكتب رأيي عن تحقيقات نتنياهو. كان عندي عذر كامل: « في اجازة »، اوضحت بحزم. فليبحث بيبي الملك له عن مؤيدين آخرين، فكرت بنفسي. الاجازة انتهت، والمعاذير نفدت.

قبل الانتخابات الاخيرة كتبت بانه كان من الافضل لو لم يتنافس نتنياهو بل شجع زعماء شبان في حزبه. ليس صحيحا ان تغير الدولة زعماءها كما يغير المرء جرابه، كما ليس صحيحا ان تلتصق الدولة والزعيم الواحد بالاخرى دون ان يكون ممكنا الفصل بينهما. كتبت في حينه ان كل شخص يوجد لسنوات عديدة جدا تحت الاضواء المشوشة، وبالتأكيد في موقع القوة والابهة، من شأنه ان يزوغ بصره ويسقط. وقد كتب هذا قبل قضايا 1000 حتى 3000.

اما الجمهور فاعتقد بخلافي وانتخب بيبي. لان بيبي هو ملك بالفعل، مفعم بالكاريزما، طليق اللسان، ذكي، قيمي وفنان في اطفاء الحرائق. هو ليس مميزا في تصدر الامور الى الامام والتنفيذ الحقيقي لسياسة اليمين، ولكن لا مثيل له في ادارة الازمات، فان يكون المرء مطفيء حرائق موهوب كبيبي هي بالتأكيد ميزة هامة جدا في دولتنا المشتعلة. وبشكل عام، تحت حكمه عديد السنين تقلصت البطالة، ازدهر الاقتصاد وبنيت وشقت الطرق والتحويلات والسكك الحديدية. باختصار ليس سيئا جدا هنا في البلاد. ومن الحال سيء له حقا، يمكنه ان يجد رحلة طيران زهيدة الثمن الى الخارج، إذ أن السماء فتحها هذا البيبي المثيير للاعصاب.

بيبي ليس فقط ملك، بل هو ايضا محبا غير صغير للاستمتاع. بعيد عن ان يكون متواضعا كبيغن. انا لا احب هذا، ولكن الى ان يكتب قرار محكمة نهائي وقاطع يدينه بالجنائي، سيبقى نتنياهو ملك، ملك توجه الشعب، ملك فاز بالقيادة بطريقة ديمقراطية.

من يهتف الان بمناسبة تتويج آري هارو كشاهد ملكي يمس بالديمقراطية. فالناس العاديون يفترض ان يكونوا حزانه حين يشتبه برئيس وزرائهم بالاعمال الجنائية. فهذا مخيف. اما عندنا فيحتفلون، ها هو بيبي فاسد. هكذا يلوث اجراء التحقيق الهام، هكذا يمنح نتنياهو عشرة مقاعد اخرى في الانتخابات التالية. وبالمناسبة احتمال عال ان يتنافس نتنياهو مرة اخرى حتى لو رفعت ضده لائحة اتهام – فما بالك ان الطريق الى لائحة الاتهام لا يزال طويلا. لقد سبق ان كنا هناك. في قضية « النقليات » في 1999 وقع عمادي على اتفاق شاهد ملكي، ولكن في نهاية المطاف لم ترفع ضد نتنياهو لائحة اتهام بسبب انعدام الادلة.

ولكن في اليسار يهتفون منذ الان. كما انضم صحافيون الى الاحتفال ونسوا ان يسألوا بضعة اسئلة: هل اتفاق الشاهد الملك مع آري هارو مناسب؟ الا توجد هنا ممارسة للضغط، على حدود الابتزاز، لشخص يعيش أزمة (هارو يعيش ازمة متعددة الطبقات: عائلة، اقتصادية ومهنية)؟ في اطار الرغبة في حل اللغز المزعوم لقضية الامتيازات تستغلها النيابة العامة بذات الطريقة: امتياز لهارو من اجل ادانة نتنياهو. واضح أن معظم الشهود الملكيين لا يقررون تسليم اصدقائهم لانهم حبذوا التخلي عن الشر طوعا ولكن هذه حالة اكثر تعقيدا بكثير. فهارو مشبوه على الاطلاق في قضية اخرى، ليست معروفة طبيعتها حتى النهاية. فهل الربط بين ملفه الشخصي وملفات « الالاف » مناسب؟

كلمات دلالية