خبر كونوا دبلوماسيين- معاريف

الساعة 09:42 ص|13 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: النائب نحمان شاي

(المضمون: اسرائيل ملزمة بان تتبنى سياسة خارجية حذرة، محسوبة وليست كدية باي حال. ان تنتظر لترى كيف يسيطر ترامب على البيت الابيض، وعلى أمل ان تعيد الولايات المتحدة بناء مكانتها الدولية. هذا هو الوقت للدبلوماسية الهادئة، الكلاسيكية، وليس للدبلوماسية الجماهيرية - المصدر).

 

في القدس قلقون وعن حق. فالازمة في البيت الابيض بعيدة عن ان تكون موضوعا امريكيا داخليا. فالولايات المتحدة زعيمة العالم الحر، وهي مشاركة في عدد لا يحصى من النزاعات، الخلافات والازمات الدولية. وواضح منذ الان بان الرئيس دونالد ترامب، الذي بدأ أربع سنوات في البيت الابيض، تسلم مهام منصبه دون علم مسبق ومعرفة للساحة الدولية، وهو يعمل بطريقة التجربة والخطأ. كما أن ترامب يجد صعوبة في ان يجيز سياسته الداخلية التي تعهد بها في حملته الانتخابية. ففشله الذريع في الغاء الاصلاح الصحي للرئيس اوباما يدل على انه لم يقم بفرائضه المنزلية وان الاغلبية الجمهورية العددية لا تعني ان يقبل اعضاؤها كل مشروع قانون يأتي به الرئيس الجمهوري. فكل المشرعين الامريكيين، ولكن الجمهوريين على نحو خاص، يخافون من أن يحاسبهم جمهور الناخبين في الانتخابات المرحلية في تشرين الثاني 2018، والتي باتت تنتظر خلف الزاوية.

 

اسرائيل متعلقة بالولايات المتحدة بالف وواحد من الرابط والجسور. فالولايات المتحدة تساعدنا بشكل تقليدي في كل أزمة، سياسية، عسكرية، اقتصادية ودبلوماسية. فعل هذا رؤساء ديمقراطيون (نعم، حتى اوباما) وفعل هذا رؤساء جمهوريون. الكونغرس، على نحو خاص، يحب اسرائيل، حتى اكثر من تأييد الادارة. وبالمناسبة، فان 30 في المئة من مشرعي الكونغرس هم من اصل يهودي.

 

صحيح حتى الان، في الاشهر الاولى سارت الادارة في طريق سابقتها. ولكن المصاعب من الداخل، من البيت، اي من البيت الابيض، ملزمة ان تجد تعبيرها في المواقف الدولية للولايات المتحدة. كم من الوقت تبقى للرئيس للمناورة حين يكون مستشاروه يقالون بوتيرة لم تشهدها امريكا ابدا؟ كم من الوقت سيستغرق الاشخاص الجدد في مناصبهم الجديدة ليتعلموا وليرتكبوا الاخطاء قبل ان يصعدوا الى المسار وكيف سيؤثر التحفظ الدولي على ترامب وادارته على اسرائيل؟ ليس لنا اصدقاء كثيرون في العالم، وان كان رئيس الوزراء يتباهى بعدد الزوار والزيارات هنا. فمظاهر الصداقة هذه لا تترجم بالضرورة الى انماط تصويت في الامم المتحدة وفي منظمات

 

دولية اخرى. كما أن اسرائيل تعتبر من قبل جزء من دول العالم كجسر من خلاله الوصول الى الولايات المتحدة وتحقيق مصالحها فيها. اما في الفوضى الحالية في الادارة الامريكية فستجد اسرائيل صعوبة، حتى لو ارادت، ان تؤدي هذا الدور. يمكن جدا ان يسوء وضعنا الدولي الان، ولهذا فان على اسرائيل أن تستعد من جديد وتعيد النظر الى الصورة العالمية.

 

في المستقبل المنظور ليس لنا بديل عن الولايات المتحدة، ولكن محظور علينا باي حال التخلي عن دول اخرى والاستخفاف بقرارات المنظمات الدولية. اسرائيل ملزمة بان تجري حوارا مثمرا وان تنصت جيدا لدول مثل المانيا او الاتحاد الاوروبي بشكل عام. وما قاله رئيس الوزراء لزعماء دول بولندا، هنغاريا، تشيكيا وسلوفاكيا: « على اوروبا ان تقرر اذا كانت تريد أن تعيد وتزدهر أن تتعفن وتختلف »، ليس الاسلوب والمضمون المناسبين في هذا الوقت.

 

اسرائيل ملزمة بان تتبنى سياسة خارجية حذرة، محسوبة وليست كدية باي حال. ان تنتظر لترى كيف يسيطر ترامب على البيت الابيض، وعلى أمل ان تعيد الولايات المتحدة بناء مكانتها الدولية. هذا هو الوقت للدبلوماسية الهادئة، الكلاسيكية، وليس للدبلوماسية الجماهيرية.

كلمات دلالية