خبر التمييز في شتى المجالات ...في اسرائيل « العرب » يتقاضون نصف معدل رواتب اليهود

الساعة 08:58 ص|14 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-القدس

كشفت نتائج استطلاع للرأي العام أجراه مركز "أدفا" للدراسات حول الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، في إسرائيل في السنوات العشر الأخيرة عن فجوة الاجتماعية والاقتصادية بين العرب واليهود داخل إسرائيل.

 

و أظهرت النتائج إن المعطيات تثبت أن الفقر بين العائلات العربية ما زال أكثر بـ 250% من المعدل العام، 51% بين العرب مقابل 19,9% بشكل عام، مما يعني أن الفقر بين العرب هو أكثر بثلاثة أضعاف من نسبته بين العائلات اليهودية.

 

وأشارت الدراسة أن معدل الرواتب بين العرب تساوي 51% من معدل الرواتب بين اليهود الأشكناز، و67% من معدل الرواتب بين اليهود الشرقيين، فمعدل الرواتب بين العرب هو 71% من معدل الرواتب العام، بينما اليهود الشرقيين يحصلون على معدل رواتب 106% من معدل الرواتب العام، لترتفع هذه النسبة لدى اليهود الشرقيين إلى 137%.

 

وتعليقا على هذه النتائج قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن معطيات مركز "أدفا" الصادرة اليوم الأحد، مقلقة إلى حد كبير،الا لم تكن مفاجئة بما حملته من معطيات، فهي نتاج طبيعي للسياسة الاقتصادية التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة، و التي في صلبها مبدأ إغناء الأغنياء وإفقار الفقراء، و مواصلة ضرب الجماهير العربية وإغراقها أكثر في دائرة الفقر لتبقى شريحة ضعيفة، و اضعف من أن تواكب عجلة التطور وتستفيد من النمو الاقتصادي في حال وجوده.

 

و أشار بركة إلى أن هذه المعطيات تقول إنه في حين أن العرب آخر من يتم استيعابهم في سوق العمل، فإنهم أول المُهددين بالفصل من العمل، وأن أجورهم هي دون المعدل العام بكثير.

 

و أكد بركة أن الفقر بين العرب ليس قضاء وقدر، وليس لأنه نمط حياة، بل بالعكس، فقد أثبت دائما أن إنتاجية العامل العربي أكثر بكثير من غيره، ولهذا فإن ما يواجهه العرب في البلاد هو سياسة اقتصادية عنصرية، تشكل عمودا فقريا لسياسة التمييز العنصري التي تنتهجها جميع حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ 60 عاما، فالحكومة الحالية لا تستطيع أن تتباكى وتقول إن هذه المعطيات هي نتاج سياسة بنيامين نتنياهو الاقتصادية، لأن حزبي "كديما" و"العمل" طبقا نفس السياسة دون أي تغيير جوهري.

 

و دعا بركة إلى اليقظة وعدم تهميش هذا الملف الهام من التمييز العنصري، لأنه يضرب القوت اليومي ومصادر الرزق لجماهيرنا، لضربها وجعلها ضعيفة، مؤكدا ان هذا الملف تحمله الجبهة على مر عشرات السنين، كجزء أساسي في برنامجها العام، وستواصل الدفاع عن الفقراء وتصعيد النضال الاقتصادي الاجتماعي، إلى جانب النضال السياسي العام، لأنهما مرتبطان، ويخرجان من نفس البؤرة، وينطلقان من نفس عقلية الحرب والتجويع، على حد تعبيره.