خبر الكينيون ينتخبون رئيسهم في أجواء من التوتر

الساعة 04:55 م|08 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

أدلى الكينيون الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات عامة تشهد تنافسا محموما، ولا سيما في سباق الرئاسة بين الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا ومرشح المعارضة رايلا أودينغا، وسط أجواء من التوتر في البلد الذي يعد الأغنى في شرق افريقيا.

يخوض أودينغا (72 عاما)، زعيم « التحالف الوطني العظيم »، رابع وعلى الأرجح آخر محاولة له للوصول إلى الرئاسة. ففي عامي 2007 و2013، ادعى أن الانتخابات سرقت منه.

وقبل وقت قصير من الإدلاء بصوته، قال أودينغا « لن أحتاج إلى خطاب في حال خسرت، وهو الأمر غير المرجح. سأتحدث من القلب ».

وأدلى هو وكينياتا بصوتيهما قبل الظهر بقليل.

وقال كينياتا « أقول لمنافسي إنه في حال خسروا عليهم أن يتقبلوا إرادة الشعب. وأريد كذلك أن أقول إنه أذا خسرت فسأتقبل إرادة الشعب ».

وتوجه الآلاف من كل الأعمار إلى مراكز الانتخابات واصطف في الطوابير شبان يدلون بأصواتهم للمرة الأولى ومسنون، فضلا عن سكان المناطق الحضرية ومحاربين من عرقية سامبورو، وبعضهم أتى حتى قبل بزوغ الفجر.

وتجري الانتخابات في 41 ألف مركز اقتراع.

وقالت ماري وانغو (42 عاما) في مركز اقتراع في نيروبي « آمل حقيقة في تغيير القيادة، آمل في تغيير نهجنا السياسي. أريد أن ينتهي الفساد ».

وبعد ست ساعات من الانتظار، قالت إنها « سئمت من بطء عملية الاقتراع ».

وأفاد رئيس اللجنة الانتخابية وافولا تشيبوكاتي ان « الانتخابات تجري بسلاسة رغم بعض التأخير والمشكلات الفنية والمطر الغزير الذي تسبب بابطائها ».

وتحركت اللجنة الانتخابية بسرعة للتعامل مع الشكاوى. وقال تشيبوكاتي « نريد أن نؤكد لكم أن المسؤولين انتشروا لحل المسائل الفنية (...) وأبلغنا بأن عملية التصويت تجري بشكل سلس ».

وفي مرفأ مومباسا، اوقف موظف أصدر بطاقات اقتراع مزدوجة لبعض الناخبين، وفق الشرطة.

اعتاد الكينيون على الانتخابات المشوبة بالعنف اذ تصاعد التوتر على خلفية الادعاءات بوجود تزوير، واغتيال المسؤول عن نظام التصويت الالكتروني في آخر أيام الحملة.

وجرت عملية الاقتراع الثلاثاء بعد مرور 10 سنوات على الانتخابات السابقة التي سادتها حالة من الفوضى واتفق المراقبون الأجانب على ارتكاب تجاوزات خلالها وسط أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص وتسببت بنزوح 600 ألف آخرين.

ونشر أكثر من 150 ألف عنصر أمن من ضمنهم حراس الغابات والسجون.

وفي أحد مراكز الاقتراع، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة للسيطرة على حشد من الناخبين أغضبه التأخير، قبل أن يعاود الناخبون التصويت سريعا.

وفي وسط البلاد، طُلِبَ من أفراد عرقية سامبورو التخلي عن رماحهم قبل الدخول إلى مراكز الاقتراع ليتم التعرف عليهم من خلال بصمة اليد.

وتتركز جميع الأنظار على نظامي التعرف على الناخب عن طريق البصمة وفرز الأصوات اللذين فشلا بشكل ذريع عام 2013 ويعدان ضروريان وسط اتهامات المعارضة بوجود مخطط لتزوير النتيجة.

ويراقب المجتمع الدولي عن كثب الانتخابات التي تجري في بلد يعد معقل الاستقرار في شرق افريقيا والشريك الأهم في محاربة حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال.

ويشرف على الانتخابات مئات المراقبين الأجانب، بينهم وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري ورئيس جنوب افريقيا الأسبق ثابو مبيكي، إلى جانب وفود من الاتحاد الأوروبي.

وقال توم مبويا (43 عاما) الذي يعمل في مجال البناء وأدلى بصوته في كيبيرا، الحي العشوائي الأكبر في العاصمة، « اقترعت لصالح رايلا لأنه سيكون أفضل بكثير بالنسبة إلينا. ولكن في حال لم يفز، فلا بأس. إنها ديموقراطية في النهاية. لا حاجة للعنف ».

وتسبب تعديل دستوري لتطبيق اللامركزية أُدخل بعد عام 2013 في تعقيد طريقة التصويت في محافظات كينيا الـ47 حيث يتعين على الناخبين الإدلاء بأصواتهم في ستة صناديق مختلفة.

وهذه الانتخابات هي المواجهة النهائية في منافسة عائلية استمرت على مدى أكثر من نصف قرن منذ تحول والدي المرشحين الرئاسيين -- جومو كينياتا وجاراموغي أودينغا - من حلفاء في المعركة من أجل الاستقلال إلى خصمين.

ينتمي الرجلان إلى أكبر مجموعتين عرقيتين في كينيا -- كينياتا ينتمي إلى كيكويو (وهي المجموعة العرقية الأكبر) فيما ينتمي أودينغا إلى لوو.

وأمنا لنفسيهما تحالفات قوية مع مجموعات أخرى في بلد تهيمن عليه الانتماءات القبلية.

ويسعى كينياتا (55 عاما) إلى أن يعاد انتخابه عقب انقضاء ولايته الأولى التي شهدت تقدما كبيرا في البنية التحتية رافقها نمو اقتصادي بلغت نسبته أكثر من خمسة بالمئة.

وتقول ايفلين سوم (32 عاما) « لقد فعل الكثير من أجل البلد ولا بد من إعادة انتخابه. نفذ العديد من المشاريع في مجال البنى التحتية مثل القطار (الرابط بين نيروبي ومومباسا)، واستحدث وظائف ».

ولكن كينياتا يواجه انتقادات بسبب ارتفاع أسعار الأغذية التي قفزت بنسبة 20 بالمئة من سنة إلى أخرى في أيار/مايو، إضافة إلى الفضائح المرتبطة بالفساد التي أثيرت في عهده.

وأشارت روزا ليدا (48 عاما) والتي لفت نفسها برداء شعب الماساي الأحمر في الصباح البارد إلى أن « تكاليف المعيشة تزداد ارتفاعا، خاصة الدقيق والسكر. هذا أمر يعاني منه الفقراء مثلنا، ونأمل في أن يغير أودينغا ذلك ».

وهناك أكثر من 19 مليون ناخب مسجلين في البلد البالغ تعداد سكانه 48 مليونا، نحو نصفهم تحت 35 عاما.

يبدأ فرز الأصوات مباشرة عقب انتهاء الاقتراع تمام الساعة 17،00 (14,00 ت غ) ويتوقع أن تصدر النتائج الأولى بحلول يوم الأربعاء. ولدى المسؤولين أسبوع للإعلان عن النتائج النهائية.

وقد تجري جولة ثانية إلا أن منظمي استطلاعات الرأي يستبعدون ذلك مع وجود ستة مرشحين آخرين غير معروفين قد يتقاسمون فيما بينهم واحدا بالمئة من الأصوات إن لم يكن أقل.

كلمات دلالية