خبر بيبي، السقوط والفترة التي تأتي بعده -هآرتس

الساعة 10:37 ص|08 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون سامت

(المضمون: اذا سقط بنيامين نتنياهو فسيستبدله شخص أكثر يمينية وتطرفا منه لأن اليسار لا يمكنه أن يكون بديلا حقيقيا - المصدر).

 

مثلما حدث في مرات كثيرة في التاريخ، يحدث التغيير الكبير فجأة. تم هدم الهيكل مرتين من قبل قوى عظمى ورثت بعضها البعض على فترات زمنية طويلة، لكن في نفس الوقت. الاصوليون هربوا من القدس وقاموا بتأليف الكتاب الأهم في مغارات القمران في صحراء يهودا.

 

الديانات الثلاثة الاساسية في العالم في حينه ولدت هناك. وتم صلب المسيح في نهاية الطريق التي يقدسها من يؤمنون به، وهم يعرفون كل مقطع في هذه الطريق ويؤدون الطقوس، وهي « طريق الآلام ».

 

اسرائيل لا ترى ولا تسمع وقد تكون في طريقها الى هناك.

 

لقد سار آباء الشعب اليهودي الى وطنهم بقيادة شخص عبقري حررهم من المعاناة. قبيلة من أصل كنعاني انتقلت في حينه الى مصر، اكتسب ثقافتها.

 

إن هجرة اليهود على مر الاجيال تمت في اتجاهين. الاول، نحو الشمال، الى ارض الميعاد. إلا أن النبي موسى شدد على ضرورة تغيير جيل الصحراء الذي كان يتنقل على مدى عشرات السنين. والثاني، الى الغرب على طول شمال القارة. بعضهم بقي في المغرب، فأصبح هناك المغاربة والتونسيون والجزائريون الذين اندمج بعضهم. أما الباقون فقد انتقلوا الى اسبانيا.

 

لكن الكثير منهم بقوا في اوروبا وعملوا على تغيير توجهها وساهموا في تطور الحضارة الغربية، وبعضهم انتقلوا الى المكان الذي أصبح الولايات المتحدة.

 

إن إسم عائلتي الاصلي هو سمط، ووادي شمعون هو صحافي في مهنته. وكانت اسرائيل في بدايتها لا تبحث عن الارض، مثلما قال بن غوريون في مقابلة تم الكشف عنها مؤخرا. « الجيش والقوة فقط »، قال، « هي التي ستضمن حدود البلاد ». وذكر من لا يعرفون، أن خريطة تقسيم الامم المتحدة كانت تهديدا خطيرة على وجود اسرائيل، منطقة مقسمة بدون القدس حرة. « الجيش والقوة فقط سيوفران الأمن ».

 

إلا أن الدولة الجديدة سيطرت على المناطق الفلسطينية مع مئات آلاف السكان فيها وعملت على توسيع احتلالها، في الوقت الذي كان فيه الاسرائيليون يتركون مباي التاريخي وحزب العمل ويتوجهون نحو اليمين باتجاه حقبة جديدة. وأصبح مناحيم بيغن بطلا قوميا. وأنا أتذكر عندما كنت فتى أقواله التي قالها في المذياع عن قصف سفينة « ألتلينا » أمام شاطيء تل ابيب، والتي كانت محملة بالسلاح والذخيرة لـ « الايتسل » التي هددت بالحرب الاهلية. الفلسطينيون يتوقون للحرية أما الاحتلال فيستمر في التدمير في اتجاهين، تجاه الفلسطينيين وتجاه من يسيطرون على المناطق.

 

ازدادت شهوة اسرائيل للسيطرة على المناطق الخاضعة لنا. والشعب ما زال يميل نحو اليمين باتجاه الكارثة القومية. واذا سقط نتنياهو فان من سيأتي بعده سيكون يمين أكثر تطرفا منه.

 

كلمات دلالية