بالصور فتاة غزيَّة تروي القصص بأصناف الطعام

فلسطين اليوم

الهوايات جزء من فطرة الإنسان التي تنمو معه كلما مضى في العمر، فمن الناس من يصقلها ويطورها لتصبح هويةً له، ومنهم من لا يكترث لها وتبقى بذرة تحتاج لرعاية، والطبخ جزء من هذه الهوايات التي تحتاج إلى فن ودراية وحب واستطلاع.

هذا هو حال الفتاة الغزيَّة ابنة الواحد والعشرين عاماً مشيرة منصور، التي استطاعت أن تخلق توليفة جميلة بين حبها ودراستها للفنون ومجال الطبخ، مما لفت الأنظار إليها وإلى لوحاتها التي صُنعت من أصناف مختلفة من الطعام.

بدأت منصور من مدينة رفح جنوب قطاع غزة شغفها في طهي الطعام منذ كانت في مرحلة الثانوية، حيث استطاعت والدتها أن تعتمد عليها بشكل كبير، نظراً لتعلقها بالمطبخ وحسن طهيها، وطريقتها المختلفة في التزيين والتشكيل التي كانت مذهلة وجذابة.

بسرعة كبيرة خطفت منصور الأضواء عندما طورت هوايتها بشكل متسارع وكبير، وأصبحت معروفة لدى الكثيرين بلقب « أصغر شيف فلسطيني »، لكنها لم تكتفِ بذلك وأرادت أن يكون لها مجال لا ينافسها أحد فيه، وكان لها ما أرادت.

وتقول منصور لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »، إنها التحقت بكلية الفنون الجميلة كي تكتسب الخبرة العلمية إلى جانب خبرتها العملية، وبدأت برسم الشخصيات باستخدام البهارات والأصناف المتعددة من الطعام، والتي لاقت رواجاً كبيراً خاصة لوحة الرئيس التركي أردوغان ومحمود درويش والرئيس الراحل ياسر عرفات.

وأوضحت أنها استخدمت أشياء بسيطة موجودة في كل منزل لترسم لوحاتها مثل الفلفل الأسمر والأحمر، والرمان والدقة والزعتر والطحين والبرغل، وبكل شيء يمكن أن تستفيد منه، مشيرة إلى أن صفحتها على موقع « فيس بوك » أصبحت مزاراً للمتهمين بالأكل أو بالفن على حد سواء، وأن وهذا ما كانت تصبو إليه.

وأضافت، « في الفترة الأخيرة بدأت أعمل على رسم عدة لوحات لتشكل قصة كاملة عن طريق أصناف الطعام المختلفة، وهو شيء لم يسبقني إليه أحد في الوطن العربي، وطموحي أن تجمع هذه اللوحات والقصص في كتاب يروي تفاصيل الحكايات التي أشكلها ».

وأشارت إلى أنها بدأت تروي بالطعام قصة سعيدة عن أم حامل وكيف تنجب طفلها، وتفاصيل سعيدة في حياتهم، لافتةً إلى أن هذه القصة هي مقدمة لأجزاء وقصص أخرى ستعمل عليها خلال الفترة المقبلة.

موهبة كبيرة بعمر صغير، وطموح فذٌّ لا حدود له، هكذا تسير مشيرة منصور في خطواتها نحو العالمية والتفوق، وهذا هو الدرب الصحيح لأي موهبة تريد أن تكشف عن نفسها للجمهور بأبهى صورة. 

جانب من القصة التي بدأت مشيرة برسمها..