خبر غيوم فوق رأسه -يديعوت

الساعة 09:39 ص|05 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

غيوم فوق رأسه -يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: اذا سقط نتنياهو الأب فسيكون ذلك على أيدي نتنياهو الابن أو نتنياهو الزوجة أو نتنياهو نفسه، وماكينة التدمير الذاتي تعمل بقوة وليس هناك من يستطيع وقفها - المصدر).

سألت في هذا الاسبوع شخص يعرف الليكود جيدا عن تأثير الأخبار على تحقيقات الشرطة ضد منتخبي الحزب. الشخص تردد قليلا وقال: « أعتقد أن الاحساس باليأس يحيط الآن بسبعة مقاعد ».

 

وسمعت من مصادر اخرى تقديرات مشابهة. الشعور باليأس لا يترجم بالضرورة الى سلوك سياسي. فالشخص يمكنه الشعور باليأس ولكنه يستمر في تأييد نفس الحزب ونفس القائد بسبب العادة أو المواقف أو عدم وجود بديل. لهذا فان الاستطلاعات لا تعبر عن الاحساس باليأس.

 

ورغم ذلك هناك أهمية لهذا الاحساس. فقبل عامين أو ثلاثة كان الوزير أو عضو الكنيست من الليكود يحمل اسم رئيس الحكومة بفخر. والآن ايضا هو لن ينتقده، لكنه سيقول إن اعضاء من حزب الليكود أرسلوا له بريد الكتروني أو سجلوا في الفيس بوك أو غردوا في تويتر أنهم يخجلون. الخجل هو للآخرين وهو فقط يُبلغ عن الامر.

 

اضافة الى ملفي ألف وألفين ليس هناك الآن أي تحقيق جنائي ضد رئيس الحكومة نتنياهو. ومشكلته هي ضرر المحيط. الوكيل ميكي غانور يوقع على صفقة تنقذه من الاعتقال المتواصل، وفي المقابل يقوم بتسليم دافيد شومرون، محامي العائلة وإبن العم الموثوق به. واذا كان شومرون قد وعد بترتيب قرارات في الحكومة وقام بترتيبها فماذا يقول ذلك عن رئيس الحكومة. ماذا سيقول شومرون عندما يوصيه محاموه بالموافقة على الصفقة.

 

آري هارو، رئيس الطاقم، يقوم بادارة المفاوضات على صفقة شاهد ملكي. وقد تم التحقيق مع هارو في السابق، وماذا لديه الآن ليقدمه ولم يتحدث عنه في التحقيقات السابقة، عمن يستطيع التحدث كي يبرر الصفقة اذا لم يكن عن رئيس الحكومة.

 

مدير عام وزارة الاتصالات، شلومو فلبر، المقرب من رئيس الحكومة، تم التحقيق معه حول قرارات غريبة منحت الملايين لصديق رئيس الحكومة، وهو يقول إنه لم يأخذ المال وأنه قام بتنفيذ الأوامر.

 

ملف التحقيق في قضية المنازل يسير نحو لائحة الاتهام: كيف تؤثر لائحة الاتهام ضد زوجة رئيس الحكومة على مكانة رئيس الحكومة. والآن التغريدة الكاذبة التي يقوم بنشرها إبن رئيس الحكومة تحت اسم مستعار.

 

القضايا منفصلة، لكنها جميعا تشير الى اتجاه واحد: زيادة الغيوم واقتراب العاصفة. من ناحية المناخ هذا وضع استثنائي، ومن الناحية السياسية ايضا. لقد خصص تشرتشل جزء من

 

كتاباته عن الحرب العالمية الثانية للفترة التي سبقت الحرب. اهارون أمير الذي قام بترجمة هذه الكتابات الى اللغة العبرية سمى هذا الجزء « العاصفة ».

 

أنا أقول منذ زمن إن اسم من سيسقط نتنياهو، اذا أسقطه، هو نتنياهو نفسه، ليس غباي أو لبيد، بل نتنياهو. الاسم الشخصي قد يكون يئير أو سارة أو بنيامين أو جميعهم معا. محرك التدمير الذاتي يعمل بقوة وليس هناك من يستطيع ايقافه.

 

تربية الاولاد

 

ذات يوم ذهبت الى الحي اليهودي في الخليل. وعندما وصلت الى الحرم الابراهيمي لاحظت من بعيد عدد من الشباب الذين يلبسون الزي العسكري وهم يسيرون في الطريق بدون سلاح. ومن خلفهم يسير مواطن يحمل السلاح. كان هذا المشهد استثنائيا. وسألت شرطي من حرس الحدود كان يحرس البوابة الالكترونية عن هؤلاء الجنود وعن المواطن فابتسم وقال « هؤلاء الجنود الجدد في قسم متحدث الجيش. والمواطن هو حارس يقوم بحراسة إبن نتنياهو ». وعندما تحدثت عن هذه الظاهرة في الصحيفة حصلت على مكالمة غاضبة من رئيس الحكومة. هو تحدث ولكن طوال المكالمة كان الانطباع أنه لم يكن وحده. فقد تحدث معي ومع شخص آخر. وكان الادعاء أن الابن بحاجة الى الحراسة. وقلت له توجد لك إبنة فلماذا لا تتم حراستها. فأجاب: لأنه يخرج كل يوم من بيت رئيس الحكومة. وقلت له، اذا كان إبنه يخشى من الاختطاف فليقم بالخدمة في أحد معسكرات الجيش الاسرائيلي، فهناك لن يعرفه أحد.

 

وقال نتنياهو إن إبنه يريد أن يكون مفيدا. هو يفهم في الصحافة، لذلك يجب أن يخدم في قسم متحدث الجيش.

 

فكرت في الفرق بين الأب والابن. فقد كان حلم الأب عندما كان في جيل 18 سنة الوصول الى وحدة الاركان. وحلم الابن هو أن يكون موظفا في قسم متحدث الجيش.

 

وبعد ذلك قالت سارة نتنياهو إنها اشتكت أمام الرئيس اوباما عن تعاطي وسائل الاعلام مع موضوع حراسة إبنها. سارة نتنياهو تكثر من الشكوى أمام الغرباء عن وسائل الاعلام الاسرائيلية. هذه هي طريقتها من اجل كسب عطفهم.

 

لقد مرت سبع أو ثماني سنوات وما زال يئير نتنياهو (26 سنة) يخرج في كل يوم من منزل رئيس الحكومة. وفي كل منازل نتنياهو لا يوجد له بيت. وهم يقولون إنه يقوم بصياغة التصريحات الفظة والعنيفة التي يتم نشرها بين الفينة والاخرى باسم رئيس الحكومة ومكتبه.

 

إن التغريدة التي نشرها ردا على هجوم جمعية يسارية تخرجه الى النور. من الآن هو شخصية عامة. لا يستطيع نتنياهو الأب الشكوى من انكشاف الابن على الجمهور. يئير نتنياهو هو الذي اختار ذلك.

 

من خلال المقارنة بين النص الذي كتبه وبين حديث اورن حزان. يبدو لي أن هذه المقارنة غير عادلة. لأن حزان أصبح حذرا، أما يئير نتنياهو فلم يتعلم أي شيء. مشكلته تبدأ بالحقائق. الامور ليست دقيقة: ليس ما يقوله عن الجمعية، وليس ما يقوله عن سلوك وسائل الاعلام الاسرائيلية تجاه يوني براس وعمري شارون، وليس ما يقوله عن اريئيل اولمرت. الردود التي نشرها اريئيل وشاؤول اولمرت يجب أن تحرج ليس فقط نتنياهو الابن، بل ايضا والديه. في اسرائيل يكثرون من الطلب من السياسيين استنكار تصريحات غيرهم. نتنياهو الأب نشيط جدا في هذا المجال. والمفاجيء هو أنه لم يقل كلمة واحدة تتحفظ من تصريحات إبنه الفظيعة.

 

ترامب منذ الولادة

 

خمس مرات قدم دونالد ترامب دعاوى قضائية ضد الأخوة جولس وآدي ترامب مدعيا أنهما سرقا اسمه. وقد خسر في المرات الخمسة. في دعوى من الدعاوى زعم أن الحديث يدور عن غرباء من جنوب افريقيا، قاموا باقتحام السوق التي يمكن أن يكون فيها ترامب واحد فقط، وأثبت الاخوة للمحكمة أن مجموعة ترامب – اسم شركتهم – ربحت اموال كثيرة في السوق الامريكية قبل دخول شركة ترامب الى العمل. هم ترامب منذ الولادة.

 

لقد انتصر الاخوة ترامب على الرئيس ترامب، لكنهما خسرا المعركة على خزان الامونيا في حيفا. وقد قرر جولس ترامب في هذا الاسبوع اغلاق المصنعين في حيفا والنقب واقالة 800 عامل فيهما. هذه كانت خطوة حكيمة جعلت العمال يخرجون الى الجبهة، بما في ذلك الاعتصام في ساحة المصنع واحراق الاطارات في الخارج. الحكومة دخلت في حالة ضغط. وقد قال لي ترامب أول أمس « لم يصبني ضرر نفسي من أي عمل بالقدر الذي اصابني في هذه القضية، أنا سأترك ».

 

القينا في رعنانا، في بيت ابنته الذي يقيم فيه ترامب اثناء زيارته في البلاد. وعلى طاولة الصالون كانت ملابس الصلاة. ترامب يشعر بالراحة الارثوذكسية الخفيفة والانجلوسكسونية السائدة في رعنانا. ونفتالي بينيت يعيش خلف الزاوية. والخالق هنا هو شيء اختياري وليس الزامي.

 

لا تخطئوا: من تحت الصورة المتواضعة الساحرة لجولس ترامب (73 سنة) يوجد رجل اعمال عنيد. لقد ترعرع في بريتوريا، عاصمة جنوب افريقيا. وكان لفترة قصيرة عضو في حركة

 

الشباب الصهيونية التي حثت نشطائها على الهجرة والانضمام للكيبوتس. العمل الاول الذي قام به مع شقيقه كان الدكان التابع للوالدين، والدكان الثانية كانت محل للاثاث. ويني مانديلا، زوجة نلسون مانديلا الاولى عملت في هذه الدكان ولم تقل عنها امورا جيدة. الأخوان دخلا في العام 1974 الى السوق الامريكية. « لقد قمنا ببيع البدلات »، قال. وأصبح لديهما 145 محلا تجاريا، من الشاطيء الى الشاطي، وبعد ذلك دخلا الى تجارة الجينز، وقاما ببيع الشركة لشركة « غاب » التي هي ايضا بملكية اشخاص يهود.

 

ترامب قال إن « المشروع الاكبر بالنسبة لنا كان بيع قطع السيارات في الشاطيء الغربي. وقد أصبح لدينا 6 آلاف محل. وقمنا ببيع المشروع في 1996، ومنذ ذلك الحين ونحن نركز على العقارات، لا سيما المباني الفاخرة لاثرياء جنوب فلوريدا. الممثلة الايطالية صوفيا لورين (83 سنة) كانت هي التي تمثلنا. إن اختيار صوفيا لورين يشير الى طبيعة الزبائن وأعمارهم ايضا.

 

الأخوة يقومون ببناء الشقق وبيعها. دونالد ترامب يبيع اسمه. وفي معظم المشاريع على اسمه قام بالتصوير مرتين أو ثلاث مرات، وأخذ نصيبه وغادر. رجل اعمال اسرائيلي قرر منافسة الأخوة ترامب في سوق الشقق الفاخرة في ميامي. وقد قام بشراء حقوق استخدام اسم ترامب. وسألت جولس اذا كان فكر في تقديم دعوى ضد هذا الشخص بسبب سرقة الاسم فأجاب: »لا، ليربح« . الاخوة من الاثرياء جدا، وأحد الاعمال التي تقوم بها مجموعة ترامب هو انتاج الاسمدة الزراعية. ويوجد مصنع في الولايات المتحدة ومصنع في كندا. وفي العام 2008 قامت الشركة بشراء »حيفا للكيميائيات« .

 

ماذا كان الدافع؟ سألت، الاعمال؟ أو الصهيونية؟.

 

»كلاهما معا"، أجاب. لقد تم تخصيص 20 في المئة من الانتاج لأسمدة الورود والفاكهة والخضراوات في البلاد، و80 في المئة تم تصديره. المصانع ربحت بشكل جيد، والحفلة انتهت في اليوم الذي أصبح فيه مصنع الامونيا رمزا قوميا.

 

* * *

كلمات دلالية