خبر نحو معركة الخلافة -يديعوت

الساعة 10:44 ص|03 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

لا بد سنشتاق الى ابو مازن

بقلم: روني شكيد

(المضمون: في جهاز الأمن قلقون من اليوم التالي لابو مازن. فالاستقرار السلطوي الفلسطيني هو ضمانة . وعليه فمن الخير اذا ما عمدت اسرائيل في هذه الفترة الانتقالية الى القيام ببادرات طيبة، تشير على الاقل الى الرغبة في اعادة بناء الثقة، منعا للفوضى في اليوم التالي. المصدر).

 

رغم عمره المتقدم (82 سنة)، حالته الصحية المتضعضعة التي يصفها اطباؤه القلقون « بالممتازة »، وإحباطه العميق من فشله في التقدم بأبناء شعبه نحو دولة مستقلة، يصر ابو مازن على مواصلة الامساك بلجام الحكم. مثل طغاة آخرين في الشرق الاوسط، يمنتع عن تعيين خليفة له، عن تحديد أحد من ربائبه او على الاقل ان يحدد آلية تنتخب خليفته. وفي المقاطعة يصمتون عن ذكر اليوم التالي، رغم أنه واضح لهم جميعا انه يقترب بخطوات كبيرة. يدخل الفلسطينيون في فترة انتقال وانتظار، المستقبل بعدها غامض.

 

حكومة اسرائيل هي الاخرى لا تستعد لليوم التالي لابو مازن. قادة الليكود والبيت اليهودي ينتظرون انصراف من برأيهم هو مصدر كل الشر في علاقات الفلسطينيين مع اسرائيل، ويسلون انفسهم بالوهم بأن خليفته سيكون أكثر اعتدالا منه، فيوقف التحريض، ويوقف الارهاب. يحلمون احلام صيف في أن يوافق خليفته على تغييرات في سيطرة المسلمين على الحرم، يسلم بالمستوطنات ويكتفي بكيان فلسطيني ذي حكم ذاتي صغير جدا.

 

ليس لهذه الاوهام (ولعلم بيتان وريغيف، هذه ليست موجودة لدى المخابرات، ولا في جهاز الامن) أي اساس في الواقع. كل من ينصت للخطاب الفلسطيني في الشارع، النخبة والقيادة السياسية يفهم بأن ليس هناك رغبة في مواصلة طريق ابو مازن المعتدل، الذي ادى من ناحيتهم بالفلسطينيين الى اسفل درك الخط الاحمر في المساومة. ما هو مشترك بين كل المتنافسين على الخلافة- جبريل رجوب،محمد دحلان، محمود العلول، ماجد الفرج او مروان البرغوثي- هو كونهم اكثر صقورا منه.

 

ما يوحد الفلسطينيين في صراعهم ضد اسرائيل هو فكرة النزاع وفي مركزها الثوابت- المبادئ الاساس، التي لا يمكن التنازل عنها ابدا، والتي تتضمن اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس؛ حق العودة؛ تحرير السجناء وعدم الاعتراف باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. أما الزعيم الذي يخرج عن هذه المبادئ فلن يبقى.

 

ابو مازن جيد لليهود بل وحتى مجدٍ لحكم الليكود واليمين. فقد قاد نحو وقف الارهاب المسلح المنظم؛ ثبت التعاون الامني، الذي على حد قول قادة الجيش الاسرائيلي يساهم في احباط الارهاب؛ تمسك برؤيا الدولتين، التي تعني على حد قوله التنازل عن 78% من اراضي فلسطين لصالح الدولة الصهيونية؛ عمل بيد حازمة ضد حماس وعمق الانشقاق بين الضفة وغزة- مصلحة اليمين في كفاحه ضد اقامة دولة فلسطينية.كما ان معارضته الشديدة لعدم اجراء مفاوضات بلا مضمون خدمت مصلحة حكومة نتنياهو في الهروب من المفاوضات السياسية. صحيح أن ابو مازن نجح في إثارة الغضب بخطوات نزع الشرعية والكفاح في الساحة الدولية ضد الاحتلال، ولكن حتى بدونه كانت المقاومة للمستوطنات والدعم الدولي لحل الدولتين موجودة.

 

خلافا لشعار اليمين المتكرر، كان بوسع ابو مازن ان يكون الشريك الافضل للمفاوضات. أما الحكومة فقد فوتت ايام حكمه كي تحاول التقدم نحو الاتفاق. غير أن حكومة اليمين تفضل الايديولوجيا القومية وتخلق بكلتي يديها البنية التحتية لدولة ثنائية القومية مع اغلبية ديموغرافية عربية في بلاد اسرائيل، وهذا سيء لليهود. بالمناسبة، ليس للزعم بأنه بدون التعاون الأمني لاسرائيل سوف تسيطر حماس على السلطة الفلسطينية أي اساس: هذه ليست سوى اسطورة مدينية هدفها تبرير التعاون الامني من جانب اسرائيل. فلدى ابو مازن قوات عسكرية مدربة وطائعة اثبتت قدرتها على منع حماس في الضفة من رفع الرأس حتى بدون مساعدة من اسرائيل .

 

في جهاز الأمن ، وعن حق، قلقون من اليوم التالي لابو مازن. فالاستقرار السلطوي الفلسطيني هو ضمانة للامن وهو كفيل ايضا في المستقبل بالمساعدة في بدء المفاوضات، وعليه فمن الخير اذا ما عمدت اسرائيل في هذه الفترة الانتقالية، التي لا يعرف احد كم ستطول، الى القيام ببادرات طيبة، افعال ونشاطات تشير على الاقل الى الرغبة في اعادة بناء الثقة، منعا للفوضى في اليوم التالي.

كلمات دلالية