خلفت العديد من المشاكل

خبر الحر والكهرباء فتحت نوافد منازل الغزيين « فعـــرتها »..

الساعة 09:32 ص|31 يوليو 2017

فلسطين اليوم

منازل متلاصقة ببعضها البعض.. نوافذ تُفتح مباشرةً تجاه منازل مجاورة لها نظراً للكثافة السكانية في القطاع.. الحل الأفضل بعيداً عن المشاكل وحفاظاً على الخصوصية والعادات والتقاليد اغلاق تلك النوافذ وكأنها غير موجودة ...

الحر والكهرباء في قطاع غزة دفع الغزيين لكسر القاعدة والبحث عن الهواء وان كان قد يفضح جزء من خصوصيتهم او يجلب لهم المشاكل.. ولكن الحلول قليلة واعتبروا ان النوافذ متنفسهم الوحيد ولابد من الطرف الثاني« جارهم المقابل » ان يتنازل ولا يسمح لاحد من عائلته بالنظر الي منزله. 

الامر لم يقتصر على منازل المخيمات في قطاع غزة نظراً للتلاصق الكبير وعدم وجود مسافات بين  المنازل , الامر تدحرج ليصل لأصحاب الشقق والعمارات السكنية والتي اعتقد قاطنوها ان فتحهم للشبابيك لن يكشف عورات منازلهم , وخاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي والإضاءة التي تساعد في كشف تلك المنازل

« فلسطين اليوم » استطلعت اراء العديد من المواطنين الذين اعتبروا ان ارتفاع درجات الحرارة بالتزامن مع أزمة الكهرباء في القطاع , دفعت العديد من الغزيين بالبحث عن طريق ليتسنى لهم التنفس والحصول على الهواء وحتى وان كانت غير مقنعة بالنسبة لهم .

خشية من أبناء الجيران

« أبو محمد، س » قال ان الحر الشديد دفعه للطلب من جيرانه اغلاق نوافذهم وخاصة ان منزلهم كبير وان لدية أربع بنات ويخشى عليهن من أبناء الجيران .

أم إسماعيل قالت : ازمة الكهرباء كشفت عورات الناس و فهي تضطر لفتح جميع الشبابيك للتنفس في ظل الجو الخانق ، مشيرةً ان موضوع فتح الشبابيك تسبب بالعديد من المشاكل بينها وبين زوجها.

تجاوز الشباب للحدود

وأوضحت ام إسماعيل انها تسكن في الطابق الثالث ويحيطها العديد من البنايات السكنية ، ورغم بعدها فإن أي إضاءة تكشف كامل تفاصيل البيت ومن فيها ، معربةً عن تضايقها بشأن الشباب الذي يقضون وقتهم على الشبابيك وخارج المنازل من شدة الحرارة .

أبو كرم اعتبر ان الحر يمكن تجاوزه بعدة طرق دون ان تنكشف عورتنا للناس , فتح النوافذ تعني مشاكل , ونحن في غنى عنها .

الشباب في قطاع غزة ينام معظمهم على اسطح المباني على حد قول أبو كرم , أي ان المنازل مكشوفة ، ولابد من الشباب وخاصة المراهقين ان يكونوا اكثر حرصاً على خصوصية الآخرين واحترام عورات الناس وعدم النظر لمنازل الاخرين.

الاخصائي الاجتماعي د. صفوت دياب قال ان القضية التي نتحدث عنها خطيرة ولكن الحل الوحيد لها إيجاد حل جذري لازمة الكهرباء في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة .

قادرون على التكييف

د. دياب قال ل« فلسطين اليوم » شعبنا في قطاع غزة مر بظروف أكثر من غيرهم في العالم وكانوا الأكثر قدرة على التكييف مع أي مشكلة تواجههم , مشيراً إلى ان هناك ظروفاً قادرة على تغيير سلوكيات أبناء شعبنا وبسرعة للتكييف .

وتابع: نحن نعيش في بيئة غير قابلة للتوقع وهذة الظروف جعلتنا في وضع لا يحسد عليه  , معتبراً ان ازمة الكهرباء اكبر من حجم الفرد , فتسبب له ضغوط كبيرة يبحث عن مخرج لها للتكييف , مستدركاً أن تكيف الفرد مع المشكلة لا يعني أنه راضٍ عنها

وبخصوص لجوء عدد من المواطنين لعدة طرق للتغلب على مشكلة الكهرباء , بين ان ان المواطنين قد بحثوا عن التنفس بفتح نوافذهم رغم علمهم المسبق انها قد تسبب مشاكل مع الجيران , وهناك آخرون يلجأون للبقاء في الشوارع بعيداً عن الحرارة المرتفعة في منازلهم .

لابد من اتفاق بين الجيران

وعن المتضرر من المواطنين جراء أزمة الكهرباء فعليه ان يتكيف مع الأزمة المفروضة عليه « رغم أنه قد يضغط على نفسه » في ظل غياب إمكانيات مادية باهظة قد تدفعه لحل المشكلة بسهولة « كالمواتير , والطاقة الشمسية وغيرها من الطرق .

وفضل د.صفوت لتجنب المشاكل بين الجيران والعائلات أن يكون هناك اتفاق أدبي والالتزام بتعاليم الدين الاسلامي وحفظ حرمة الجار وأن يحترم كلاهما خصوصيات الآخر.

وتابع على الشباب خاصة البعد عن المناطق السكنية المكتظة وعدم التواجد على أسطح المنازل أو الشوارع للحفاظ على نسائهم و ونساء جيرانهم , والالتزام بالأخلاق   » فيجب على المواطنين ان يحبوا لغيرهم ما يحبون لأنفسهم « حتى نتجاوز المرحلة الحالية دون أي مشاكل تذكر , ووضع مخافة الله أمام أعيننا »

بالرغم من تلقى وكالة « فلسطين اليوم » لمعلومات تفيد بأن العديد من المشاكل وصلت لمراكز الشرطة وتم حلها ودياً جراء تحسس المواطنين من انتهاك خصوصياتهم من قبل بعضهم  البعض , ليكون الحل الوحيد فقط , الصبر والالتزام بتعاليم الدين في تجاوز هذه الأزمة .

كلمات دلالية