خبر الوقود المصري في غزة.. رخيص وغير مرغوب

الساعة 07:08 ص|31 يوليو 2017

فلسطين اليوم

امتنع سائق سيارة الأجرة أحمد سلطان عن وضع وقود مصري « سولار » في مركبته، رغم انخفاض ثمنه عن النوع الآخر « اسرائيلي » بحوالى شيكل لكل لتر واحد، خشية أن يصاب المحرك أو « الرشاشات » بضرر، ما يجبره على دفع مبلغ مالي كبير لإصلاحها.

سلطان طلب من العامل في المحطة ملء خزان المركبة بالسولار الإسرائيلي، ثم غادر ليعود لممارسة عمله المعتاد في نقل الركاب.

وأوضح سلطان أن الوقود المصري رغم رخص ثمنه، إلا أنه يشكل معضلة لسائقي السيارات الحديثة، ومعظمهم لهم معه تجارب سيئة، فهو وقود ثقيل، نسبة الزيت فيه عالية، يصعب حرقه في المحركات الحديثة، لذلك من الممكن أن يكون له آثار كارثية على تلك السيارات.

وأكد أن السائق قد يوفر عشرات أو مئات الشواكل في حال وضع وقود مصري في خزان مركبته لفترة، لكن هذا قد يكلفه مبالغ مضاعفة في حال تعطل المحرك.

واستذكر سلطان ما أصاب الكثير من السيارات الحديثة، وما تعرضت من مشاكل وأعطال حين اتجهت لوضع الوقود المصري الثقيل قبل عدة سنوات، حين كان يصل الوقود مهرباً عبر الأنفاق، ومنذ ذلك الحين والجميع يستذكرون هذه التجارب القاسية، ويحاولون تجنبه، بينما يقبل البعض على خلطه بالسولار الإسرائيلي لتخفيف ضرره المتوقع.

أما السائق مجدي عيسى، فأشار إلى أن قطاع غزة أصبح مليئا بالسيارات الحديثة خاصة « سكودا »، وجميعها سيارات عمومية وثمن الواحدة منها يتراوح ما بين « 16-22 ألف دولار أميركي »، والكثير من ملاكها مازالوا يدفعون أقساط ثمنها، وهم لا يغامرون في وقود سيئ السمعة على حد قوله.

وأشار إلى أن مآسي وقود الأنفاق مازالت حاضرة في ذاكرة الكثير منهم، رغم أن ثمة من يقول إن الوقود المصري الجديد مختلف عما كان يجلب من الأنفاق، وقد لا يشكل خطراً على المركبات، لكن الخشية منه تبقى قائمة.

وأشار إلى أنه مستقبلا في حال ثبت عدم إضرار الوقود بالمركبات الحديثة، ربما يلجأ السائقون للتعبئة منه، رغم أن إثبات ذلك لا يبدو أمرا سهلا، ولا أحد مستعدا لأن يغامر.

ومنذ مدة يتوفر الوقود المصري بنوعيه « بنزين وسولار » في محطات قطاع غزة، ويجلب من معبر رفح، ويباع اللتر الواحد من كليهما بأقل شيكل عن نظيره المورد من إسرائيل.

أما السائق محمود مرزوق، ويمتلك مركبة قديمة من نوع « مرسيدس »، فأكد أن الوقود المصري مثالي لمركبته، وهو أفضل من نظيره الإسرائيلي، مبينا أن أفضليته تكمن في ناحيتين، الأولى رخص ثمنه، ففي كل مرة يقوم بتعبئة الخزان يوفر ما بين 30 - 40 شيكلا، إضافة إلى أنه وقود صعب الحرق، يستمر في المركبة فترة أطول، فإذا احتاجت المركبة إلى لتر واحد من الوقود الإسرائيلي كي تسير 9 كيلو متر، فإن نفس الكمية من الوقود المصري قد تكفيها لسير ما بين 10-11 كيلو، كما أن محرك السيارات القديمة مصمم للعمل مع مختلف أنواع الوقود بخلاف الحديثة، التي تتلاءم مع السولار الخفيف.

وأشار مرزوق إلى أن سائقي المركبات القديمة سعيدون بعودة هذا السولار المصري، الذي يخفف من معاناتهم، خاصة أنها سيارات غير موفرة، تستهلك وقود بكميات اكبر، والعمل عليها أصبح مؤخراً غير منتج، وقد أنعشها الوقود المصري وأحياها من جديد.

صحيفة الايام 

كلمات دلالية