تقرير إسرائيلي: غزة "طنجرة ضغط" قابلة للإنفجار

خبر سيناريوهات نتنياهو للتعامل مع قطاع غزة.. تصعيد أم تهدئة؟!

الساعة 11:32 ص|30 يوليو 2017

فلسطين اليوم

كشف المُختص في الشأن الإسرائيلي عامر خليل عن خشية المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي إلى جانب الجبهة الداخلية من انفجار الأوضاع في قطاع غزة، جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية والحياتية بفعل الحصار المُشدّد، وفقاً للتقارير الامنية والاستخباراتية التي تُصدرها المؤسسات الأمنية الإسرائيلية عن الوضع في القطاع.

وكانت القناة العبرية الثانية قد بثت، مساء أمس السبت، تقريرا تلفزيونيا اشتمل على مقابلات مع قيادات عسكرية وأمنية إسرائيلية لقراءة المشهد في غزة بعد ثلاث سنوات من الحرب الأخيرة؛ حيث خلص إلى أن « قطاع غزة على حافة الهاوية »، مع توصيات قادة إسرائيليين بضرورة التخفيف عن قطاع غزة لعدم اضطرار الفصائل لمواجهةٍ جديدة.

وذكر الكاتب خليل في حديثٍ لـ« فلسطين اليوم » أن التصريحات والدعوات الإسرائيلية التي تتحدث عن انفجار الأوضاع في غزة، وضرورة إيجاد حلول تأتي انعكاساً للتقارير الأمنية والاستخباراتية التي يصدرها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، والتقارير التي تُصدرها شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) التابعة لجيش الاحتلال، مشيراً إلى أن تقدير موقف الدوائر الأمنية الإسرائيلية يقول « بان الأمور ذاهبة إلى مواجهة جديدة بفعل الأوضاع الاقتصادية والحياتية الصعبة، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه »، لافتاً أن الحلول الاقتصادية التي تقدمها المؤسسات العسكرية مثل الميناء العائم، ومطار، وتخفيف الحصار، تأتي من باب عدم الانجرار تجاه مواجهة جديدة، وليس من باب حرص « إسرائيل » على الغزيين واوضاعهم المأسوية.

ويستبعد خليل أن يكون هناك توجُّه إسرائيلي استراتيجي جدي تجاه تخفيف المعاناة عن قطاع غزة، خاصة أن أي توجه من هذا النوع مرتبط بثمنٍ سياسي تطلبه قوات الاحتلال من المقاومة الفلسطينية، الذي ترفضه الأخيرة، مثل: تسليم السلاح، الاعتراف بإسرائيل، الاعتراف باتفاقية أوسلو 1994، وإنهاء دورها في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

كما، واستبعد خليل الرؤية الإسرائيلية التي تتحدث عن ان المقاومة قد تلجأ إلى حربٍ بسبب الأوضاع الاقتصادية، إذ يرى أن المقاومة تعمل وفق رؤى استراتيجية عميقة، وتتحرك وفق خطة ميدانية وسياسية مدروسة، لا يلعب خلالها الوضع الاقتصادي دوراً اساسياً في توجهات المقاومة، ومبادرتها إلى حربٍ مفتوحة على غرار الحروب الثلاثة، مشيراً إلى أن المقاومة تحدد الشكل المناسب للتعامل مع الازمات التي يعاني منها قطاع غزة، وليس بالضرورة ان تتوجه إلى مواجهة مفتوحة مع الاحتلال.

وذكر أن الموقف الإسرائيلي في التعامل مع قطاع غزة لن يختلف عن الوضع والحالة القائمة، إذ ستُبقى إسرائيل على قطاع غزة محاصراً، وفي نفس الوقت تتجه لان يكون هناك تخفيف من خلال طرف ثالث، مشيراً إلى أن إسرائيل تراهن في الوقت الحالي على التفاهمات التي تجري بين حماس ومصر ودحلان، والتي قد تفتح امام قطاع غزة أفاقاً واسعة من خلال البوابة المصرية، الأمر الذي من شأنه ان يخفف من حدة الازمات الاقتصادية والحياتية التي يعاني منها القطاع.

واستبعد خليل أن تتجه الأمور إلى انفجار كبير في الوقت المنظور على غرار الحروب الثلاثة، مشيراً إلى ان حكومة نتنياهو لا تود التصعيد، خاصة في ظل وجود نتنياهو المعروف بشخصيته المترددة، التي لا تتخذ قرارات مصيرية، مثل البدء في حربٍ مفتوحة على قطاع غزة، لافتاً إلى أن نتنياهو قد يضطر اضطراراً للدخول في حربٍ مع غزة، كما حصل في حرب صيف 2014 عندما تصاعد الوضع الميداني بطريقة دراماتيكية.

وأوضح أن المستوى الأمني الإسرائيلي لا يسير تجاه تصعيد الموقف في قطاع غزة، مبيناً أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية تتعامل مع قطاع غزة في الوقت الحالي على قاعدة (الهدوء يقابله هدوء)، وان الأمور لن تتجه إلى تصعيد ميداني ما دامت الحدود هادئة.

وعن دعوة رئيس جهاز (الموساد) السابق إفرايم هاليفي، حكومة نتنياهو لفتح حوار حقيقي مع المقاومة، أوضح خليل ان الدوائر الأمنية والسياسية الإسرائيلية ترفض فتح حوار مع المقاومة، وتضع شروطاً تعجيزية لا تقبلها الاخيرة، مثل: تسليم سلاح المقاومة، القبول باتفاقية أوسلو، لافتاً ان المقاومة لن تقبل إطلاقاً بفتح حوار مباشر مع الإسرائيليين.

وأوضح خليل أن دخول المقاومة بمفاوضات مع « إسرائيل » من خلال وسيط تختلف عن دعوة هاليفي، قائلاً « المقاومة قد تقبل بوسيط يتحدث في بعض القضايا الميدانية، مثل استماعها لمبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في بعض القضايا، وإبرامها صفقة تبادل الاسرى بوساطة مصرية، وتوصلها إلى اتفاق وقف النار عام 2014 برعايةٍ مصري »، مشيراً إلى أن الوساطة تختلف عن الحوارات وتأخذ طابع تهدئة الأوضاع الميدانية، وليس طابع الحوار المفتوح مع إسرائيل، لافتاً أن المقاومة لديها محاذير كثير في فتح حوار مع « إسرائيل ».

ويقول التقرير العبري، إن « قطاع غزة على حافة الهاوية نتيجة الظروف الاقتصادية والحياتية الصعبة التي يعيشها منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007 ».

ونقل التقرير عن القائد السابق لـ « الجبهة الجنوبية » في الجيش الإسرائيلي، سامي ترجمان، قوله « ليس لدى حماس ما تخسره لكي تدخل معركة جديدة في غزة، وقطاع غزة مثل البركان الذي من الممكن أن ينفجر في أي لحظة ».

وأضاف ترجمان « كل يوم يمر يجعل من غزة طنجرة ضغط تغلي بكثافة، ويجب العمل من أجل أن لا تقع في الهاوية ».

من جانبه، دعا الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي « الموساد »، إفرايم هاليفي، حكومته إلى « فتح حوار حقيقي مع حماس »، موضحا أنه في حال رفض هذا المقترح فإن « إسرائيل ستواجه مشاكل مع الأجيال القادمة وسيكون هناك جولات من القتال وفي نهاية المطاف ستجد نفسها في غزة وهي تفقد السيطرة على مصيرها »، على حد تقديره.

بدوره، قال المسؤول السابق في وزارة الجيش الإسرائيلية، ضابط الاحتياط عاموس جلعاد، « حماس ليس لديها استعداد على الإطلاق للحديث مع إسرائيل ».

واعتبر أنه « لا يوجد حل جذري مع حماس »، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى « فهم ما تريده حماس وما تفعل ».

فيما انتقد وزير المواصلات يسرائيل كاتس عدم وجود سياسة واضحة للتعامل مع قطاع غزة، مضيفا « جميع الحكومات تسير بحماقة وليس لديها رؤية استراتيجية ».

وكانت عدة تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية حذرت من خطورة الوضع في قطاع غزة في ظل تشديد الحصار، مؤكدة أن القطاع لن يكون صالحا للسكن بحلول عام 2020.

 

كلمات دلالية