تقرير « بلها و اشرب ميتها ».. من نهفات حفلات التخرج بجامعات غزة!

الساعة 06:07 م|29 يوليو 2017

فلسطين اليوم

نظمت عدة جامعات في قطاع غزة خلال الأيام الماضية حفلات تخرج لطلبتها الخريجين، الذين أنهوا دراستهم الجامعية فيها.

و جرى خلال الاحتفالات تخريج أعداد هائلة من الطلاب و الطالبات الذين أنهوا دراستهم الجامعية، و يستعدون لبدء مرحلة جديدة من حياتهم، من خلال البحث عن فرص عمل بعد مشوار تعليمي طويل، كلفهم جهداً و عناءً كبيرين، و أرهق جيوب ذويهم، الذين وفروا لهم ما يحتاجون من مصروفات و رسوم للجامعات، رغم أوضاعهم المادية السيئة التي يعيشونها في قطاع غزة، الذي يعاني حصاراً و أزمات متواصلة و متدحرجة على كافة الصعد.

و قد عبر العديد من هؤلاء الطلبة و الطالبات عن خوفهم من الانضمام الى قوافل العاطلين عن العمل، ممن سبقوهم من الطلبة الخريجين، و برز خوفهم من خلال هاشتاقات حملوها خلال الاحتفالات، كتب على أحدها « #بلها و اشرب ميتها »، في إشارة الى الشهادة الجامعية، كما رُفع هاشتاق آخر كُتب عليه « #سجى تخرجت و للجلي تفرغت »، و العديد من الشعارات الأخرى.

مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » تحدثت لعدد من الطلبة الخريجين من هذه الجامعات، حيث أكدوا بأن هذه الشعارات التي حملها البعض خلال الاحتفالات لم تأت من فراغ، بل من قلب معاناة عاشوها لسنين عديدة، بسبب حرمان من سبقوهم من فرص العمل، سواء في الوظائف الحكومية أو الخاصة.

« إسراء »، خريجة من كلية الآداب قالت لمراسلتنا: « إن المستقبل الذي ينتظره الخريجون مظلم للغاية، لا سيما مع غياب فرص للعمل بعد ليالي التعب و السهر للدراسة من أجل الحصول على الشهادات الجامعية ».

و أوضحت أن استمرار حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية يدفع ثمنه هؤلاء الخريجون، داعية الجهات المسؤولة لإنهاء الانقسام، من أجل إيجاد فرص عمل لهؤلاء الطلاب الذين تخرجوا لكي يُعيلوا أسرهم بعد الدراسة، أسوة بغيرهم من طلاب الضفة الغربية.

و بدوره أوضح الطالب الخريج « إبراهيم »، الذي تخرج من كلية الطب بأنه من الظلم أن يفني طالب بكلية الطب سنين عمره في الدراسة و لا يجد في نهاية المشوار فرصة عمل، لافتاً الى ان عشرات الطلبة من زملائه تخرجوا و لم يجدوا من يعينهم في توفير عمل لهم.

أما الطالبة « نهى » التي تخرجت من كلية العلوم، فقالت :« على الرغم من أن معدلي الجامعي مرتفع لدرجة الامتياز، إلا إنني أخشى ألا أجد فرصة للعمل في مجال تخصصي، بسبب الأعداد الكبيرة التي تخرجت قبلاً مني،و لم تجد فرصة للعمل ».

و قالت إن القليل من طلبة الجامعات الخريجين حصلوا على فرص عمل منذ الانقسام قبل أكثر من 10 سنوات، سواء في وزارات غزة أو في المؤسسات الخاصة، و ذلك بسبب حرمان سكان قطاع غزةمن التقدم للوظائف الحكومية التابعة للسلطة، معبرة عن أملها في أن تتغير الظروف، و يتمكن هؤلاء الخريجين من الالتحاق في وظائف بمجال دراستهم الجامعية.

ووفقاً لإحصائيات تقديرية فإن الجامعات المحلية في القطاع تخرج نحو 10 آلاف طالب وطالبة من درجتي الدبلوم المتوسط والبكالوريوس كل عام، على الرغم من ارتفاع معدل البطالة في صفوف خريجي التخصصات الجامعية وشح الوظائف.

و وفقاً للإحصائيات، فإن نسب البطالة في القطاع تجاوزت الـ41%، إضافة إلى أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل بين صفوف الغزّيين، فيما يشكل الخريجون الجامعيون ما نسبته 50% من هذه الأعداد.

 

 

 

كلمات دلالية