خبر اسبوع الغضب - يديعوت أحرونوت

الساعة 05:14 م|28 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع
 
كوبر هي قرية صغيرة نسبيا، يعيش فيها 4800 شخص، وهي تجلس على احدى النقاط المرتفعة في جبال جفنة – عدد من الجبال التي تنحدر من رام الله نحو الغرب حتى ساحل البحر، وفي يوم صاف يمكن رؤية تل ابيب من بيوت القرية. ولكن أول أمس ساد الضباب الذي لون أبراج تل ابيب باللون الازرق واقتلعها من الارض. كروم الزيتون تملأ الطرق مثلما في صقلية أو التوسكانا. ومنذ ليلة يوم الجمعة يقوم الجيش الاسرائيلي بفرض حصار على القرية، لا أحد يخرج ولا أحد يدخل، لا توجد حركة تقريبا في القرى المجاورة. ويبدو أن الجميع بقوا في البيوت بسبب الحرارة المرتفعة والخوف.
 
في خرائط كتيبة بنيامين تظهر القرى العنيفة بلونين، الاحمر والبرتقالي. من اجل الحصول على اللون الاحمر يجب على القرية أن يكون لها تاريخ غني بالعمليات، وفي العادة تكون قريبة من الشارع الرئيسي للمستوطنات اليهودية. كوبر لا تنطبق عليها هذه الشروط، لذلك فهي ملونة بالبرتقالي.
 
 هذه التفاصيل لم تقلق عمر عبد الجليل. فقد خرج في مساء يوم السبت الماضي وهو يحمل سكين وذهب حتى جدار مستوطنة حلميش. 2 كم ونصف تفصل بين كوبر وحلميش. ليالي الصيف في الجبل رائعة، الرياح باردة والنزول معتدل. القاتل وصل الى بيت عائلة سولومون بكامل قوته.
 
التحقيق في ثغرة الحماية لم ينته بعد، تفاصيله سرية. وهم يتفاخرون في الجيش بالرد السريع: قوة عسكرية ذهبت الى القرية في تلك الليلة، وبعد عملية القتل ببضع ساعات قامت بمصادرة اموال تم دفعها للنشطاء الارهابيين، حوالي 300 ألف شيكل، وصادرت ماكينات المطبعة المحلية وسيارات مشطوبة، وقامت بتمشيط القرية بحثا عن السلاح وقامت باعتقال أبناء العائلة والمحرضين. وحصار القرية سيستمر.
 
إن الحصار لن يعيد الى الحياة يوسي سولومون وأبناءه حايا والعاد. ولن يمنع ايضا العمليات الارهابية في المستقبل. منذ تشرين الاول 2015 يواجه الجيش الاسرائيلي انتفاضة الافراد. الحرب مقرونة بالتعلم الدائم، والمبادرة وتأقلم الطرفين مع قواعد اللعب المتغيرة. الجيش الاسرائيلي هو جيش غني: رغم أن هذه ليس جبهته الوحيدة الآن. فالجبهة الاساسية أمام ايران في سوريا، وهو يستطيع السماح لنفسه بتخصيص الكثير من القوات والوسائل لهذا الصراع. والتشديد هنا على المنع واحباط العمليات.
 
احدى الجبهات في هذه الحرب هي السيارات المشطوبة. بدل تفكيكها كما يقتضي القانون في اسرائيل، يقوم اصحابها ببيعها، وبعد ذلك تهريبها الى الضفة الغربية، وهناك تكون جاهزة لعمليات الدهس واطلاق النار. 90 في المئة من العمليات التي نفذت بواسطة سيارات تمت بواسطة سيارات مشطوبة واسلحة محلية. وهذه عمليات بسعر رخيص جدا.
 
 السيارات المشطوبة هي جزء من اقتصاد الارهاب من المناسب استخدامها، وليس من الجدير فقدانها، لأن التنظيمات والسلطة الفلسطينية تقومان بدفع التعويض عن الموت والاعتقال والمنزل الذي يهدم، لكنها لا تدفع ثمن السيارات المشطوبة التي تتم مصادرتها. الجيش الاسرائيلي يقوم باقتحام هذه القرى ويصادر هذه السيارات. مثلا في دير أبو مشعل، القرية الاكثر عنفا من بين القرى الستة التي تحت مسؤولية الكتيبة، صودرت مؤخرا 42 سيارة مشطوبة. الفلسطينيون يحاربون ذلك بعدة طرق منها وضع قفل خارجي يجعل من الصعب على الجنود فتح السيارة، أو يتم نقل السيارة بسرعة من قرية الى قرية قبل وصول الجنود اليها.
 
لقد تميزت الاشهر الاخيرة بانخفاض دراماتيكي في العمليات الارهابية والاخلال بالنظام. اضراب الاسرى رفع المنسوب الى عدة اسابيع، وعندما انتهى تراجع هذا المنسوب وعندها جاءت الاحداث في الحرم.
 

هذا اليوم من المفروض أن يكون يوم غضب. حماس والسلطة الفلسطينية طلبتا من السكان الخروج الى الشوارع. في ايلول 2000، في موجة العنف التي اندلعت بعد ذهاب شارون الى الحرم رد الجيش الاسرائيلي بقوة، وكانت الانتفاضة مثابة نبوءة حققت نفسها. ونشاطات الجيش لم تخمد الحريق، بل زادت شدة اللهب. وفي هذه المرة الجيش هو الجهة المعتدلة أمام قيادات سياسية في الطرفين التي تشد الحبل حتى النهاية.
 
 أبو مازن لن يسمح لنفسه بالتخلف وراء حماس، لا سيما أن الحديث يدور عن الحرم، وأن اسرائيل تتفاوض من فوق رأسه مع الاردن. ونتنياهو لن يسمح لنفسه بالتخلف وراء بينيت، لا سيما أن سيف التحقيق يحلق فوق رأسه. عباس ونتنياهو ايضا يعيشان بفضل المتشددين في الشبكات الاجتماعية. منذ زمن لم يكن تعطش كهذا للدماء على جانبي جدار الفصل.
 
 280 كاميرا
 
  شارع 443، وهو الشارع البديل الى القدس، يمر بين القرى الفلسطينية. كان المسافرون في الشارع فريسة سهلة لمن يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة. وفي هذا الاسبوع سجلت حادثة واحدة، رشق الحجارة في المنطقة الشرقية من الشارع قرب القدس. وفي السابق كانت هذه الاحداث يومية.
 
 في السنة الماضية تم وضع كاميرات ذكية على الشارع وقريبا منه: 280 كاميرا. وقد أمر رئيس الحكومة بذلك وتم ايجاد الميزانية. وخلقت الكاميرات مجالا للاشتباه، كل شخص يقترب من الشارع تتم رؤيته عن بعد، في النهار وفي الليل. المجندات يجلسن أمام الشاشات، وفرقة مختلطة من قيادة الجبهة الداخلية، فتيان وفتيات، ومسؤول عن المنطقة على جانبي الجدار، واحيانا تعمل الفرقة بالتعاون مع جنود الفرقة 97، الفرقة الحريدية، التي تم وضعها في المنطقة في الاشهر الاخيرة. وطالما أن الحديث يدور عن عمل عملياتي فليس هناك مشكلة.
 
عندما يخطيء اليهود
 
كانت جلسة الكابنت في يوم الخميس الماضي علامة فارقة في تاريخ حكومات اسرائيل. فقد عقد نتنياهو الجلسة من اجل الحصول على التأييد الرسمي للاخطاء التي قام بها خلال الاسبوع. وقد تعلم نتنياهو كيفية حماية نفسه من خلال الاوراق، قضية الانفاق في الجرف الصامد لن تتكرر: أي تقرير لمراقب الدولة لن يستطيع أن يمسكه متلبسا.
 
سبقت جلسة الكابنت ستة أيام عاصفة. بعد قتل الشرطيين على ابواب الحرم في يوم الجمعة أجرى نتنياهو مكالمات هاتفية. وفي المشاورات الاولى طلبت الشرطة اغلاق الحرم مدة 48 ساعة من اجل تمشيط المساجد والبحث عن اسلحة. وقد طلبت ايضا اغلاق الحرم اسبوع آخر من اجل ترتيب وضعها. ممثلو الجيش والشباك في الجلسة حذروا من تغيير الوضع الراهن. وقام رئيس الحكومة بتلخيص النقاش وذكر لاول مرة في تلخيصه وضع البوابات الالكترونية. ويبدو أن هذا جاء في اعقاب مكالمة سابقة طرح شخص ما خلالها هذه الفكرة. وفي نفس النقاش لم يتم ذكر البوابات الالكترونية.
 
 خلال الـ 48 ساعة التي كان فيها الحرم مغلق أمام الزوار، تم وضع البوابات الالكترونية على المداخل، وأصبحت حقيقة قائمة اضافة الى الكاميرات والجسور الحديدية التي غرست في الارض واجهزة الفحص ايضا. الشرطة اعتقدت أن هذه الخطوة ستمر بسلام: المسلمون سيعتادون على ذلك. ولو كان لدى الشرطة القليل من الفضول لكانت أدركت أنها اخطأت في فهم الضرر الذي قد تسببه اجراءات كهذه في الحرم. والشرطة اعتقدت أن المسلمين سيوافقون على فتح النفق الذي يؤدي الى حائط المبكى في العام 1996، لكنها اخطأت. فقد تسبب فتح النفق بسفك دماء متبادل. والشرطة اخطأت عندما اعتقدت أن المسلمين سيستوعبون زيارة اريئيل شارون الى الحرم في العام 2000. ذهاب شارون الى هناك كان اشارة بدء الانتفاضة الثانية.
 
  في الآونة الاخيرة نشرت باللغة العبرية السيرة الذاتية لـ لورانس العرب (« لورانس في الجزيرة العربية »، بقلم سكوت اندرسون). وضعت تركيا قوة عسكرية كبيرة في المدينة المنورة، وهي مدينة من المدينتين المقدستين في شبه الجزيرة العربية. وفي القيادة البريطانية كان جدل حول كيفية مواجهة تركيا: هل من الصحيح ارسال قوات بريطانية أم لا. حلفاء لورانس المسلمون حذروا من أن مكة والمدينة المنورة هما خارج نطاق تدخل الكفار. وفي نهاية المطاف تركت بريطانيا المدينة وشأنها.
 
  رؤساء الأوقاف الاسلامية سلموا باحتلال ساحات المساجد في الحرم في حرب الايام الستة والأوامر التي اصدرها موشيه ديان بخصوص المكان. الهزيمة في الحرب لم تترك لهم أي خيار آخر. وقد تعاونوا بشكل يومي، لكن كل تغيير حقيقي أو أي تغيير يتم اعتباره حقيقيا كان يتسبب بسفك الدماء. واليهود الذي حلم حياتهم هو هدم المساجد واعادة بناء الهيكل، على استعداد لدفع هذا الثمن. والحكومات الاسرائيلية تفكر بشكل مختلف.
 
 عندما تم فتح الحرم مع وجود البوابات الالكترونية على المداخل والمصلون في الخارج، كان نتنياهو في باريس. وفي المكالمات الهاتفية التي أجراها حذره الجيش الاسرائيلي والشباك من تأثير الصدامات على بوابات الحرم. ضباط قدامى في الشرطة وعلى رأسهم نيسو شاحم، قائد شرطة القدس في السابق، ومن أكبر الخبراء في الحرم، سخروا من الاعتبارات الامنية: البوابات الالكترونية لن تمنع ادخال السلاح الى الحرم، وهي لا أهمية لها عندما يكون مئات آلاف المصلين على الابواب في نفس الوقت. مصدر آخر من خارج الشرطة قال إنه عندما تم اقتراح وضع البوابات الالكترونية في السابق عارضت الشرطة ذلك بشدة.
 
 فليحرقوا
 
 موشيه شاحل (83 سنة)، كان وزير الأمن الداخلي في العام 1994 عندما ارتكب باروخ غولدشتاين المجزرة في الحرم الابراهيمي في الخليل.
 
 « المشكلة الاكبر كانت المسجد الاقصى »، قال موشيه شاحل، « كان السيناريو أن يقوم المسلمون برشق الحجارة من الأعلى على المصلين في حائط المبكى. وقد قمت بعقد اجتماع مع قيادة الشرطة قلت فيه بأنني سأقوم باغلاق باب المغاربة، ولن يوجد أي شرطي في الأعلى. واذا قاموا برشق الحجارة سنقوم بادخال المصلين اليهود الى القسم المغلق في حائط المبكى.
 
  »ضباط الشرطة في حينه قالوا إن المسلمين سيقومون باحراق مركز الشرطة. وقلت فليحرقوا. يجب عليكم اخراج جميع الوثائق من هناك وأنا سأهتم بتخصيص ميزانية لاعادة بناء مركز الشرطة.
 
« المسلمون رشقوا الحجارة ونحن قمنا بادخال اليهود الى المنطقة المحصنة في حائط المبكى. واليمين في الكنيست لم يرحمنا.
 
»وكان قائد الشرطة في حينه يهودا بيلك والمفتش العام للشرطة كان رافي بيلد. وأنا جلست في مركز الشرطة في حائط المبكى وشاهدت يهودا بيلك وهو يُعد فرقة « يسام » من اجل الصعود الى أعلى ومواجهة راشقي الحجارة. ولكني أخذت بيلك من يده وجررته الى رافي بيلد الذي كان يقف مع مكبرات الصوت ويجري مقابلة مع وسائل الاعلام. وقلت لهما لا تقوموا بارسال الشرطة الى فوق وإلا سأقيلكما على الفور.
 
 « في ذلك اليوم لم يتم اطلاق أي رصاصة في الحرم ».
 
 شاحل تحدث عن مكالمة اجراها مع الرئيس مبارك باللغة العربية. وقال مبارك إنه في لقاء من لقاءات القمة العربية وتدحرج الحديث باتجاه رؤساء حكومات اسرائيل. « العرب قالوا إن شمعون بيرس يقوم بالتسريب. واسحق رابين صاحب كلمة ويحترمها. وبنيامين نتنياهو يتحدث الانجليزية بطلاقة، لكن كل شيء يقوله كذب كذب كذب ».
 
القصة باللغة العربية تبدو أجمل.

الوزراء الذين تمردوا
 
 نعود الى جلسة الكابنت في يوم الخميس الماضي. قام نتنياهو بعقد الجلسة وهو متورط في قرار البوابات الالكترونية. فاذا اقترح ازالتها سيحتفل بينيت، وهو سيظهر ضعيفا. نتنياهو تمسك بالقرار ومعظم الوزراء انجروا وراءه. من غير المعقول الركوع على ركبتينا، ممنوع التنازل. وزراء مثل ليبرمان ودرعي اللذان كانا يظهران في السابق مع عقل منفتح، انجرا الى الاغلبية. فالخوف من اعتبارهما يساريين ومحبين للعرب سبب لهما الشلل. متلازمة اليئور ازاريا وصلت حتى البوابات الالكترونية.
 
 وزيران فقط، يوآف غالنت ويوفال شتاينيتس، رفعا راية التمرد. قال غالنت: أولا توجد مسؤولية جماعية للحكومة وأنا شريك، وثانيا، أنتم اخطأتم. فالبوابات الالكترونية لن تعمل، ويجب تقويم الخطأ لأن المشكلة ستتفاقم.
 
لقد تحدث غالنت عن تجربته كقائد لغزة. 25 ألف عامل وصلوا في كل صباح الى حاجز ايرز، وأرادوا الخروج، وكتيبة من الفاحصين الماهرين كانوا مسؤولين عن المعبر. ورغم ذلك احتاج الدخول الى اربع ساعات (لقد ذهبت في زيارة لمعبر ايرز في تلك الفترة، وكان المكان مكتظا ويعرض الحياة للخطر، وكان المعبر مثل جهنم).
 
 إن الدخول الى الحرم ليس مثل الدخول الى المطار، حيث يريد الجميع الطيران. وليس مثل الدخول الى ستاد حيث يريد الجميع مشاهدة المباراة، قال غالنت. الفلسطينيون لن يأتوا ونحن لن نستطيع الصمود. الثمن الذي سندفعه سيكون باهظا.
 
الأمن القومي ليس اذا كنا مهزلة أم لا، لخص غالنت. الآن قوموا بالتصويت مع ابقاء البوابات الالكترونية، وبعد بضعة ايام ستصوتون بالعكس.
 
 وشتاينيتس تحدث عن الثمن الدولي وقال إنه يوجد تحريض ضدنا في العالم الاسلامي. وهو يضر بالتعاون مع الدول العربية المعتدلة ضد ايران، وهذا يضرنا في المؤسسات الدولية. عندما كنت رئيس قسم في غولاني علموني أنه يجب الانقضاض، لكن اذا كنت في منطقة متدنية فمن الحكمة التراجع الى الوراء. حماس والحركة الاسلامية في اسرائيل ستحتفلان.
 
 وقد طرح نتنياهو هذا الامر للتصويت، وكان شتاينيتس وغالنت هما الوحيدان اللذان صوتا ضد.
 
 في مساء يوم الاحد انقلبت العجلة. الحادثة في السفارة في الاردن منحت نتنياهو السلم الذي نزل عليه، لكنه حافظ على صورة مزيفة وكأنه بقي في الأعلى. صورته مع الحارس التي قام مكتبه بنشرها كانت اعادة غير ناجحة لصورته مع جلعاد شليط. مرة على شكل مأساة ومرة على شكل ملهاة. وفي الاردن لم ينتبهوا.
 
 لكن الأمر الاكثر غباء كان الاعلان عن وضع الكاميرات الذكية بدل البوابات الالكترونية. وهي الكاميرات التي « ستعري » كل من يدخل الى الحرم. هل تريدون تعريتنا؟ تعرية نسائنا؟ لتنسوا هذا الامر، قال المسلمون ورفضوا الدخول.
 

أيدي يسارية
 
 على هامش الاحداث الاخيرة برزت ظاهرة اخرى من الجدير التفكير بها قليلا. وأنا أقصد محاولة تصوير المهزلة في الشرطة والحكومة كجزء من جدال تاريخي بين اليمين واليسار. هذه محاولة كاذبة. لدينا حكومة رئيسها يميني ولكن يديها يساريتان. والقصة في هذه المرة تدور حول اليدين اليساريتين.
 
لقد بدأت الحملة في يوم الجمعة الماضي عندما كانت تبدو احداث الحرم هامشية. والمغردون استخفوا بكل من حذروا – قيادة الجيش والشباك ووسائل الاعلام. الحملة تجددت بعد عملية القتل الفظيعة لثلاثة من أبناء عائلة سولومون في حلميش. ومن حذر أصبح مذنبا.
 
 « لقد حان الوقت للتوقف عن اتهام الضحايا والبدء باتهام القتلة »، قال شلومو فيوتركوبسكي في صحيفة « يديعوت احرونوت ». ولم يكن الوحيد بالطبع.
 
 بحثت كثيرا ولم أجد أي أحد قام باتهام الضحايا، بل على العكس: المجتمع في اسرائيل بمجمله عانق عائلة سولومون. وما وجدته هو جماعة دينية جديدة تسيطر على الحوار في الشبكات الاجتماعية وعلى جزء كبير من برامج المذياع، مثل القطيع في « مزرعة الحيوانات » لجورج اورويل، حيث ترد هذه الجماعة على كل انتقاد يوجهه أسيادها بـ « الثغاء » بصوت مرتفع.
 
 يمكن فهم طموح الوسط اليميني الديني، وهو احتلال مكان بارز في الحوار الاعلامي، وهذا من حقهم، لكن ليس من حقهم الكذب والتحريض وبث الافكار العنصرية والديماغوجية واللاديمقراطية. وبيقين ليس من حقهم فعل ذلك في قنوات البث الرسمية.
 
 اريئيل سيغل هو نموذجهم في « صوت الجيش ». والباقون ينجرون وراءه.
 
 في أمسية من أمسيات هذا الاسبوع سمعت وأنا في طريقي الى باب الاسباط برنامج في اذاعة ب. ومقدم البرنامج يعقوب آيخلر سخر من الجندي الذي أطلق النار على المخرب في حلميش. لقد حاول اضحاك مستمعيه، لكن الشبكات الاجتماعية انقضت على الجندي. وكانت جريمته أنه قام بتحييد المخرب وليس قتله. وفي نهاية المطاف اضطرت ميخال سولومون الى النهوض في منتصف الاسبوع والطلب منهم بالتوقف عن ذلك.
 

 

كلمات دلالية