خبر نقطة غليان في عمان - يديعوت أحرونوت

الساعة 05:01 م|28 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: سمدار بيري
 
من اللحظات الاولى لحادثة اطلاق النار البائسة في نطاق السفارة في عمان، تصرفت اسرائيل كمن لديها شيء ما تخفيه. فبينما وسائل الاعلام في العالم، في ارجاء العالم العربي ومواقع الاخبار في الاردن بلغت عن تسلسل الحدث الدراماتيكي في شقة سكن الحارس الاسرائيلي، فرضت الرقابة في تل أبيب تعتيما كاملا. في عمان رووا قصة يتجمد لها الدم، اما اسرائيل ففرضت على صحافييها صمتا غريبا، صاخبا وغير مفهوم.
 
حتى عندما الغي الحظر بتأخير الحق ضررا شديدا في الصورة، لم ترفع الى العلم رواية الحارس، اسمه الكامل اختصر، والاهم: احد عندنا لم يجد من الصواب الكشف  عن الصور التي تثبت عمق اصابة الحارس. فاذا كان فر حقا للنجاة بحياته الى مبنى السفارة وهو جريح ونازف فلماذا لا تعرض الادلة؟
 
 الملك عبدالله نزل امس من الطائرة، في نهاية اجازة طويلة خلف المحيط، للتوجه فورا الى خيمة عزاء عائلة الفتى ابن 17 الذي قتل في حادثة اطلاق النار. هذه الزيارة، وتعهد الملك بان « الفتى هو مثل ابني »، تقول كل شيء. وفي غياب شهادة الحارس، نحن لا نعرف حتى هذه اللحظة من طعنه بالمفك وما الذي دفعه لان يمتشق مسدسا فيقتل ايضا صاحب بيته.
 
لقد دعا الملك عبدالله امس الحارس الاسرائيلي « بالقاتل » وانتقد انتقادا شديدا ولاذعا نتنياهو. فقد وضع الملك امس جانبا التعاون الاستراتيجي، فليس له ما ينزل به باللائمة على ضباط الجيش الاسرائيلي ورجال جهاز الامن ممن يقيم الاردن معهم علاقات تقوم ايضا  على الثقة الشخصية. من السهل التخمين بان الطرف الاسرائيلي في التعاون الامني يقف صامتا منذ يوم الاحد، يجد صعوبة في أن يجد الكلمات الصحيحة لتهدئة الخواطر العاصفة في عمان.
 
 منذ سنين وللملك عبدالله بطن مليئة على نتنياهو. ليس على الاسرائيليين – فقط على نتنياهو. في نظره نتنياهو هو الذي اعطى مباركة الطريق لتصفية خالد مشعل على الارض الاردنية، وكأن هذه ارض لعب اسرائيلية. حسين الراحل كان في حينه الملك، ولكن عبدالله، ولي العهد، الذي كان الى جانب أبيه في اثناء كل القضية، استخلص استنتاجاته.
 
عندما صعد الى الملك في 1999، خرج عبدالله بصراحة مفاجئة. « اشهري الثلاثة الاولى كانت قاسية على نحو خاص، بسبب نتنياهو »، اشتكى في مقابلة مع البي.بي.سي. بكلمات اخرى: توقع عبدالله ان يتجند نتنياهو لمساعدته في خطواته الاولى، وتلقى، لشكواه، عصيا حادة في الدواليب.
 
 في قضايا الاقصى واطلاق النار في السفارة كان الملك مثابة الغائب – الحاضر – المطلع. عندما بحث نتنياهو عنه في الهاتف، حبذ الا يجيب، عن قصد. اما ما فجره في الغداة فكانت صورة عناق نتنياهو مع الحارس، والتي رفعت مستوى مكانته الى بطل.
 
 فلنحاول فقط ان نخمن كيف كان نتنياهو سيرد لو كان عبدالله دعا اليه احمد دقامسة، قاتل الفتيات الاسرائيليات في نهرايم والذي تحرر من المؤبد في الاردن قبل ستة اشهر. في حالة دقامسة، قدم الى المحاكمة، قضى كامل عقوبته ولن يحظى قريبا في رؤية القصر او الملك الاردني.

 

كلمات دلالية