خبر حل ديني لنزاع ديني- يديعوت

الساعة 10:40 ص|26 يوليو 2017

فلسطين اليوم

جبل البيت كفرصة

بقلم: حن آرتسي سرور

(المضمون: الوضع الطوباوي (المنشود) هو بالفعل « بيت صلاة لكل الشعوب » – مكان لكل شخص يمكنه ان يعبد فيه ربه بسعادة، دون المس بحقوق الاخر - المصدر).

 

شرطيان دفعا الثمن بحياتهما، بوابات الكترونية وكاميرات نصبت وازيلت، الجبل اغلق وفتح، وفي كل الجلبة الكبرى شيء واحد فقط لم يتغير: الحالة البشعة لليهود المعنيين بالحجيج الى جبل البيت، المكان الذي اقيم فيه بيتا مقدس (هيكل). الفرق بين باب المغاربة وكل باقي الابواب يبرز الان اكثر من اي وقت مضى. اليهود لا يزال سيضطرون الى العبور من بوابات الكترونية وعدسات الكاميرا، ودخولهم سيحظر بشكل تعسفي حتى لو لم يتخذوا اي شكل من العنف، وحتى عندما سيحجون الى المكان المقدس – سيرافقهم حارس يتأكد من ان شفاههم لا تهمس بلا قصد باي صلاة خاطفة. طفل ابن سنتين يستلقي على ارضية الجبل في حالة عصبية سيعتبر طفلا حبذ

 

السجود وسيصرف مع عائلته. حتى هناك يصل العبث. والعرب؟ يمكنهم ان يواصلوا الصلاة والتمتع بحرية حركة كاملة.

 

المعادلة المثيرة للاعصاب هي انه رغم وجود سيطرة اسرائيلية مزعومة في الجبل (الحرم) فان مكانة اليهود ستكون هناك سيئة بشكل واضح. فالقرار التاريخي لدايان في ختام حرب الايام الستة، عدم فرض السيادة الكاملة على الجبل – يبدو خطأ. واضح أنه لا يمكن ان في يوم ما يحج الى المكان عشرات الاف اليهود مع الاكباش كقرابين والحرب الدينية ليست مصلحة اي شخص عاقل. ومع ذلك لا يمكن تجاهل الظلم. فبينما الاثريات والشهادات التاريخية للشعب اليهودي تدمر وتهدم بشكل ثابت من قبل الاوقاف، في الوقت الذي تندلع الاضطرابات في الجبل، كل مرة بحجة اخرى، وحتى عندما يضطر افراد الشرطة الى أن يدفعوا الثمن بحياتهم – فان السيادة الاسرائيلية تتملص من الحسم. وحتى نصب البوابات الالكترونية وهذا استعراض مزعوم للعضلات من جانب اسرائيل، فشل بغياب التخطيط والتنسيق. يبدو أن السيادة هي كطاحونة العقل – لا نعرف انها موجودة الا عندما تؤلم. ان السلوك المواظب والعادي في مجال الحياة عندنا هو سلوك اطفاء الحرائق ونظرة الى يوم واحد الى الامام. بلا رؤيا، بلا الهام، بلا التفكير بالوضع المثالي وكيف السعي الى تحقيقه.

 

الوضع الطوباوي (المنشود) هو بالفعل « بيت صلاة لكل الشعوب » – مكان لكل شخص يمكنه ان يعبد فيه ربه بسعادة، دون المس بحقوق الاخر. رؤيا كهذه ليست نبوءة متعذرة. يمكن ان تتحقق، ولكن فقط في واقع السلام والتعايش، وليس في واقع يغذي النزاع ويكون فيه طرف واحد فقط يعاقب دون صلة بسلوكه – في هذه الحالة الطرف اليهودي.

 

في مجال الشرق الاوسط الدين هو المادة المتفجرة الاكثر فتكا. وعليه، بالضبط مثلما ادعى الحاخام فرومان رحمه الله طوال حياته يبدو ان الدين هو ايضا الاكسير. العلاج للموضع المريض هذا. بدلا من الاستثمار في البوابات الالكترونية، الكاميرات والمحظورات المختلفة، من الافضل العمل على حوار ديني عبر رسله الطبيعيين – الناس المؤمنين. لعل هكذا يتحول جبل البيت من تهديد الى فرصة، من مشكلة استراتيجية الى مكان يمكن له ان يوفر حلا مفاجئا. هذه مسيرة طويلة ومضنية، تتطلب اساسا تغييرا عميقا في الوعي ولكنها ممكنة. في الطرفين توجد

 

شخصيات الرب قريب منهم وقلوبهم في المكان السليم – وهم الذين ينبغي أن يعملوا على هذه الخطوة. فبلا ايمان لا امل حقا في حل مثل هذه المعضلة.

 

 

 

كلمات دلالية