خبر ليس مسألة كرامة وطنية -معاريف

الساعة 10:37 ص|26 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: مئير عوزيئيل

(المضمون: حقيقة ان الرد على القتل من داخل الحرم هو الشغب ضد اسرائيل في الحرم وكنتيجة لذلك التراجع في الحرم، لن توصلنا الى مكان جيد. فقد كشفت، دون حاجة الى البوابات الالكترونية، النوايا العربية السيئة - المصدر).

أنزلوا البوابات الالكترونية عن جبل البيت. إذن هكذا، الان لن يعود هناك ارهاب. هكذا كتب احد ما بسخرية دقيقة على الفيس بوك. في هذه الايام وقعت علينا الاحداث الواحد تلو الاخر. أف، بالكاد خرجنا من هذا، كان هذا هو الاحساس العام، عندما عاد الحارس الاسرائيلي الذي قتل اردنيين اثنين على اراضي الاردن بأمان الى الاراضي الاسرائيلية.

 

في البلاد انتشر احساس بالارتياح في ضوء انتهاء هذه القصة المؤسفة، التي وقعت علينا في غير وقتها حقا. كان هذا حدثا غير بسيط في بلاد عنيفة، كان يمكن له أن يتواصل ايضا في هذه اللحظات مع تطورات غير متوقعة. من هذا خرجنا. في المدى القصير مشكلة واحدة حلت، والان يمكن التوقف للحظة والتفكير في كل ما حصل وفي آثار ما حصل على المدى البعيد.

 

كالمعتاد، ما هو اقل اهمية احتل كل الانتباه، وما هو مهم دحر في زاوية ما خلفية وغطي الى أن اختفى. ما كان مهما هو: القتل من داخل ارض الحرم المقدس، وقتل آخر لعائلة اسرائيلية جميلة وهادئة في بيتها.

 

في ضوء الامور الرائعة، بنبرة ورقة هي فوق كل سيناريو محتمل – لارملة المغدور الجميلة، التي اختبأت مع الاطفال في الوقت الذي قتلت فيه عائلتها، لم نرَ مظاهرة مسلمين تطالب بحساب للنفس.

 

في موقع جديد يسمى « بومبريغ » اعلنت حملة دعائية جديدة. فقد وعدنا بان هذه هي افلام يتحدث فيها اسرائيليون بالعربية الى العرب. الفيلم الاول الذي نشر يعرض شابا لطيفا يطلب من العرب الاسرائيليين بالعربية ان يشجبوا العملية في الحرم وقتل الشرطيين الاسرائيليين. ويدعي فيقول: « ليس لديكم زعيم واحد يشجب القتل ».

 

لشدة الاسف، لم يسمع بالفعل شجب من زعماء العرب الاسرائيليين لحقيقة ان ثلاثة عرب اسرائيليين قتلوا شرطيين اسرائيليين، يحميانهم في واقع الامر.

 

كل شيء انقلب تماما، وبدلا من أن يكون على رأس النقاش قتل شرطيينا من قبل مخربين من بين العرب الاسرائيليين وحقيقة أنه لا يوجد حساب للنفس ولا يوجد غضب على ذلك في المجتمع العربي الاسرائيلي ولا في مناطق يهودا والسامرة وفي غزة، وجه العداء بالذات نحو منشآت الترفيه التافهة وغير الضارة، التي قررت حكومة اسرائيل نصبها بعد القتل في صالح الجميع.

 

بسبب اعمال الشغب اضطرت الحكومة واضطر رئيس الوزراء الى التراجع، وتغيير القرار بحماية الناس، وازالة البوابات الالكترونية. لا سبيل الى عرض هذا التراجع كحكيم. فهذا ليس مسألة كرامة وطنية، او سيادة، ولا حتى مسألة كبرياء. حقيقة ان الرد على القتل من داخل الحرم هو الشغب ضد اسرائيل في الحرم وكنتيجة لذلك التراجع في الحرم، لن توصلنا الى مكان جيد. فقد كشفت، دون حاجة الى البوابات الالكترونية، النوايا العربية السيئة.

 

في السلطة الفلسطينية فرحوا – اسرائيل هزمت. البروفيسور أومان، الحاصل على جائزة نوبل في نظرية الالعاب، والذي هو فرع علمي يختص في تحليل اتخاذ القرارات الصحيحة او المغلوطة، قال عن ذلك شيئا كلنا نعرفه – الاستسلام للضغط لا يقلل الضغط، بل يجلب فقط المزيد من الضغط.

كلمات دلالية