خبر الأقصى عقيدة.. بقلم داود أحمد شهاب

الساعة 02:32 م|20 يوليو 2017

فلسطين اليوم

الأقصى عقيدة.. بقلم داود أحمد شهاب

إن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين لن يفرطوا فيه مهما كانت الظروف ، ولا يتنازلون عنه لكائن من كان ، لأن الأقصى جزء من عقيدة المسلمين ، وإذا تنازلوا عنه فإنما يتنازلون عن دينهم وعربيتهم ، وعن إبائهم وشرفهم ، وهذا لن يكون بحال من الأحوال . حتى لو تبدلت الأرض غير الأرض والسماوات..

إن ما يجري اليوم في المسجد الأقصى هو تعدٍّ صارخ على المسلمين في أخص عباداتهم (الصلاة) وأقدس مقدساتهم (الأقصى) ، وتعتدي على المصلين والمصليات والمرابطين والمرابطات ، وهو عدوان يثير الحميّة في صدر كل مسلمٍ غيور على دينه وعروبته ، وما كان الإسلام أبداً دين ذلة وخضوع وما كان أبداً دين ضعف أو عجز واستكانة.

ولم نكن نحن أبداً شعباً مهاناً تُداسُ كرامته ويتحكمُ الأغراب حتى في طريقة أداء شعائره وعبادته الدينية ، ويفرضون سطوتهم على مساجدنا كيف ومتى ندخل إليها؟!!

صحيحٌ أننا وحدنا في مواجهة هي الأقدس على الإطلاق وهي الأشرس أيضاً، لكن ذلك لن يدفعنا إلى الاستسلام لسياسة الأمر الواقع التي يسعى أعداؤنا الصهاينة لفرضها على أهلنا في القدس.

لقد كشفت الأحداث التي وقعت خلال هذا الأسبوع عن نوايا الحكومة الصهيونية التي لا زال البعض يُراهن على إمكانية التصالح معها! هذه الأحداث هي نتاج ما لهث إليه البعض من المسؤولين العرب من لعق لأحذية الصهاينة خطباً لودهم فتحول إلى مجرد ترجمان لسياساتهم مواقفهم فراح يردد اتهاماتهم للشعب الفلسطيني ولقوى المقاومة.

كشفت هذه الأحداث عن نوايا الصهاينة الحقيقية ولم يعُد هناك عذرٌ لمتخاذل عن نصرة فلسطين والمسجد الأقصى المبارك ، لم يعُد من عذر لمن يتباطأُ عن نصرة الحق ، أو يرجئ الموقف بناء على تشكيل لجنة هنا أو عقد مؤتمر هناك ، ماذا أفادت اللجان والاجتماعات والمؤتمرات؟ هل أعادت حقاً أو رفعت ظلماً أو أزالت عدواناً ؟

هل يتعظ المنشغلون والمتخاذلون بما وصل إليه الحال في الأقصى وفلسطين عموماً ، بسبب سياساتهم وتخليهم عن الواجب ؟

هل فرغ اللاهون من لهوهم وانتهوا مما هم فيه من بذخ وإسراف ؟ هل أدركوا أن الاستفراد بالحكم والسلطان لا ينفع صاحبه وأنه لا سيادة لسيدٍ ما دامت القدس محتلة؟ هل أدرك المتآمرون أن طريق المؤامرات قصير ومسلكها بائس وأنه لا مأمن لهم من انفضاح أمرهم ؟ وهل يدرك من فرط في وحدة شعبه أو وحدة أمته فتحول إلى لعبة بأيدي الصهاينة والأمريكان، فداحة ما أقدم عليه ؟

إن ما يجري اليوم من تغولٍ خطير على القدس والمسجد الأقصى وفلسطين بأسرها هو نتاج كل ذلك وأكثر.  

لقد انشغل المسؤولون في عقد الاجتماعات والزيارات واللجان والمؤتمرات بينما كان الصهاينة يخططون وينفذون مشاريعهم التي أرادوا منها أن توصلهم إلى بوابات الأقصى فينقضون عليه في غفلة ممن لا همّ لهم سوى إحكام قبضتهم على كراسي الحكم ، لكن الشعب كان فطناً متنبهاً لما يخطط له الصهاينة الحاقدون ففاجأهم شبابه بالرد القوي في عملية الدفاع عن الأقصى ، التي خط فيها الشهداء الثلاثة محمد ومحمد ومحمد جبارين ، رسالة واضحة بليغة أن الأقصى خط أحمر ، وأنه ما من صارف يصرفنا عن نصرته ولا شيء يشغلنا عن واجب الدفاع المقدس عن ساحاته الشريفة.

هذه الرسالة التي تعتبر عقيدة لدى كل فلسطيني وعربي ومسلم غيور على دينه ومقدساته لا يذل لأعدائه ، فالعربي الأصيل لا يذل ولا ينكسر ولا ييأس.  

كلمات دلالية