خبر نتنياهو الى فرنسا غدا لاحياء ذكرى حملة اعتقالات استهدفت اليهود

الساعة 05:34 م|15 يوليو 2017

فلسطين اليوم

يشارك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا الاحد في احتفال بفرنسا لاحياء ذكرى اعتقالات طالت عددا كبيرا من اليهود عام 1942، على ان يلتقي ايضا للمرة الاولى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليطلع منه على مواقفه من النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين ومن ايران.

ويغادر نتنياهو اسرائيل في اوج توتر بعد هجوم ادى الى مقتل شرطيين اسرائيليين امس الجمعة في البلدة القديمة من القدس والى اغلاق باحة المسجد الاقصى.

وتثير زيارته الى فرنسا لاحياء الذكرى الخامسة والسبعين لحملة فال ديف التي تعد من اسوأ فصول التاريخ المعاصر لفرنسا، استياء البعض الذين يرون في ذلك « خلطا في الامور » او استخداما لليهود الفرنسيين « كأدوات ».

وقال « الاتحاد اليهودي الفرنسي للسلام » انه « صدم » بدعوة مسؤول اسرائيلي الى مراسم احياء ذكرى « جريمة محض فرنسية ضد الانسانية ». واحتج الحزب الشيوعي الفرنسي ايضا معتبرا ان نتنياهو « لا يحمل رسالة سلام ».

وحملة فال ديف وقعت في 16 و17 تموز (يوليو) 1942 مع قيام الشرطة الفرنسية باعتقال 13 الفا و152 رجلا وامرأة بينهم آلاف الاطفال الذين لم يطلب النازيون احتجازهم. وقد تم تجميعهم لاربعة ايام في ميدان سباق الدراجات الشتوي في ظروف غير انسانية ثم نقلوا الى معسكر (اوشفيتز) النازي. ولم ينج منهم من المعتقل سوى اقل من مئة.

وبعد المراسم الاحد، سيجري نتنياهو محادثات ثنائية مع ماكرون.

ولم يزر رئيس الوزراء الاسرائيلي فرنسا منذ المسيرة الكبرى ضد الارهاب بعد الاعتداء الذي استهدف صحيفة (شارلي ايبدو) الفرنسية الساخرة ومحلا لبيع اطعمة يهودية في كانون الثاني (يناير) 2015.

وأشار الإليزيه امس السبت في مذكرة موجهة الى الصحافة الى ان هذه الزيارة ستكون مناسبة « للتذكير بأهمية العلمانية والكفاح غير المشروط لكل أشكال معاداة السامية ».

وسيشكل هذا اللقاء فرصة لرئيس الوزراء الاسرائيلي لاختبار محاوره حول نوايا فرنسا بشأن الدور الذي تنوي لعبه في الملف الاسرائيلي الفلسطيني او موقفه من ايران العدوة اللدودة لاسرائيل.

وأكد الإليزيه أن اللقاء سيكون مناسبة « للتأكيد على عدم تهاوننا مع إيران، خصوصا في شأن الموقف الإيراني من اسرائيل ».

وقال الخبير في القضية الفلسطينية بول شانيولو « حول النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال الموقف غامضا الى حد ما ».

واكد ماكرون الذي استقبل في الاليزيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مجددا دعم فرنسا لحل الدولتين وادانته الاستيطان الاسرائيلي، المحوران التقليديان للسياسة الخارجية الفرنسية في هذا الملف.

لكنه لم يكشف ما اذا كانت فرنسا تنوي احياء المبادرة الفرنسية التي اطلقها سلفه فرنسوا هولاند وتدعو الى معالجة دولية للنزاع. وكان هولاند نظم في كانون الثاني (يناير) 2017 مؤتمرا دوليا حول الشرق الاوسط مثيرا غضب اسرائيل.

وقال شانيولو ان « نتنياهو سياسي شرس ويريد التأكد من ان فرنسا لن تتدخل اكثر من ذلك »، مذكرا بأن الرئيسين السابقين نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند « املا في علاقات جيدة مع نتنياهو لكنهما فشلا بسرعة ».

ونشر المؤرخ الاسرائيلي زئيف سترنهيل عمودا في صحيفة (لوموند) بعنوان « ماكرون كن حازما مع نتنياهو »، يدعو فيه باريس الى « تحمل مسؤولياتها ».

ولم تستأنف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية منذ فشل الوساطة الاميركية في ربيع 2014. وقد تراجعت حدة النزاع لكن الانفجار يبقى خطرا قائما.

وقال سفير اسرائيل السابق في فرنسا ايلي بارنافي لوكالة (فرانس برس): « يجب ان تتولى فرنسا واوروبا هذه القضية. قد تكون هناك فرصة نظرا للوضع الذي يشهده البيت الابيض حاليا وخطط (الرئيس الاميركي) دونالد ترامب التي تبقى غامضة ومبهمة ».

وكان الرئيس الاميركي اثار شكوكا في التزام الولايات المتحدة حل الدولتين. لكنه اكد خلال زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية في ايار (مايو) الماضي ان السلام ممكن، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

ويفترض ان يناقش نتنياهو وماكرون قضية ايران ايضا وكذلك سوريا التي تثير قلقا متزايدا لدى اسرائيل بسبب المشاركة الايرانية المتصاعدة في النزاع.

وقالت تسيلا هيرشكو الباحثة في جامعة (بار ايلان): « نحن معنيون بما يحصل في سوريا وماكرون اجرى اتصالات مع روسيا والتقى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وترامب ولديه علاقات وثيقة مع (المستشارة الالمانية انغيلا) ميركل ».

كلمات دلالية