خبر قصة نجاح لخريج اختصاص فني أنظمة طاقة شمسية: وظيفة في اول يوم تدريب

الساعة 06:25 ص|09 يوليو 2017

فلسطين اليوم

        نضال البطراوي، نموذج للشاب الفلسطيني المثابر والكادح، والذي يتشارك مع عشرات الآلاف من الشباب والشابات في قطاع غزة في الطموح والأمل، وكذلك في الألم والمعاناة، تخرج من الثانوية العامة القسم الأدبي وبدأ دراسة المحاسبة في إحدى جامعات القطاع، ولكنه لم يتكيف مع هذا الاختصاص، ما دفعه أن يوقف دراسته الجامعية وينتقل إلى الحياة العامة لممارسة بعض الأعمال والأنشطة التجارية المتواضعة، لتمر عليه الأيام والسنوات ويكتشف أنه لم يحقق شيئا مما كان يحلم فيه، فتملكته حالة من الإحباط والألم الخانق.

        هذه الحالة لم يقدر لها أن تطول، فقد صادف البطراوي إعلانا متلفزا عن اختصاص فني أنظمة طاقة شمسية، والذي تطرحه الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية ضمن برامج الدبلوم المهني – سنة واحدة، فبادر سريعا بزيارة مقر الكلية والسؤال عن هذا البرنامج والحرص على الالتحاق به ودراسته مع بداية العام الدراسي، هذه الخطوة كانت بمثابة نقطة تحول في حياة البطراوي، حيث وجد نفسه في هذا الاختصاص المتميز، ليبدأ مرحلة جديدة في حياته الخاصة مفعمة بالأمل والإرادة، ومليئة بمشاعر رائعة لم يسبق له أن عايشها.

        وفي هذا الإطار يقول البطراوي: لقد شكل التحاقي بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية لدراسة اختصاص فني أنظمة طاقة شمسية التابع لبرامج الدبلوم المهني انطلاقة حقيقية في حياتي، أخرجتني من حالة اليأس والإحباط التي كانت تسيطر عليا، خاصة وأنني في تلك الفترة شعرت وكأنني عالة على أسرتي، وأمثل إضافة رقمية لمجتمعي، وهي حالة يعاني منها الآلاف من أبناء شعبنا في قطاع غزة في ظل الحصار والإغلاق وانعدام الفرص.

        ويضيف البطراوي: اخترت دراسة اختصاص فني أنظمة طاقة شمسية دونا عن غيره كونه من الاختصاصات الجديدة والفريدة من نوعها ولم يسبق أن طرحته مؤسسات أكاديمية أخرى في قطاع غزة، فضلا عن حاجة سوق العمل الماسة له في ظل انتشار ثقافة استخدام أنظمة الطاقة الشمسية محليا بسبب تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل في القطاع، وبالفعل كان اختيارا مميزا أشكر الله أن وفقني له.

        ويقول البطراوي: لعل أجمل أيام حياتي هي تلك الأيام التي قضيتها في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية والتي مرت سريعا، حيث لا أذكر أنني ضيعت أي فرصة في تحصيل الفائدة والخبرة من مدرسيا المميزين الذين لم يدخروا أي جهد في نقل العلوم والمعارف لي ولزملائي، علاوة على تسليحهم لنا بأفضل الخبرات اللازمة في مجال دراستنا وتزويدنا بالعديد من أسرار المهنة التي قد نواجهها في منعطفات الحياة المهنية المختلفة، وهو ما انعكس علينا بشكل واضح وساعدنا في اتقان ما درسناه وتطبيقه على أرض الواقع بكل يسر وسهولة.

        ويذكر البطراوي: بحسب النظام المعمول به كان لا بد أن أنزل للميدان لاجتياز مساق التدريب العملي، وكان نصيبي لدى شركة المشهراوي للكهرباء والطاقة البديلة، حيث تزامن وصولي بوجود إرسالية لنظام شمسي بحاجة إلى تركيب وتجهيز، فكلفت من الشركة بالتجهيز حتى وصول الفني المختص، وخلال وقت قياسي أنجزت المهمة كاملة وقمت بتجميع النظام الشمسي كاملا وبحرفية عالية، وأخبرت ممثل الشركة بهذا، والذي لم يصدقني للوهلة الأولى.

        ويكمل البطراوي: بعد أن رأى النظام وقد تم تجهيزه وتجميعه بالكامل وفي مدة زمنية يسيرة، خاصة في جزئية الـ Finish أو خاتمة العمل، أعجب ممثل الشركة بي وبعملي وأشاد بكفاءتي ومهارتي، وقدم لي فرصة عمل لدى الشركة التي لم أتواجد فيها سوى ساعتين، وهو ما فاق كل توقعاتي، كيف لا وقد حصلت بتوفيق الله على فرصة عمل وأنا ما زلت طالبا على مقاعد الدراسة، وهو ما يؤكد لي أن اختياري كان موفقا من البداية.

        ويؤكد البطراوي أنه ومنذ بداية عمله كفني أنظمة طاقة شمسية بدأ في تحقيق كافة طموحاته وأحلامه التي كان يصبو إليها، حيث بدأ في تعزيز كفاءاته وخبراته بالتطبيق العملي لكافة المهارات التي حصل عليها خلال الدراسة، إلى جانبه إلمامه بالعديد من المعلومات التقنية المتعلقة بعمله والتي تواكب المستجدات في عالم أنظمة الطاقة الشمسية، حيث يطمح بأن ينجح خلال المستقبل القريب في أن يمتلك مشروعه الخاص الذي يمكنه من خدمة وطنه ومجتمعه وشعبه.

        وينصح البطراوي الشباب الفلسطيني وبالتحديد في قطاع غزة بأن يبادروا في دراسة البرامج والاختصاصات التقنية والتطبيقية التي تلامس واقع الحياة وتلبي احتياجات وتطلعات سوق العمل والابتعاد عن الاختصاصات والبرامج التقليدية التي لم يعد في مقدور المجتمع استيعاب الاعداد المهولة من خريجيها والذين يضافون في كل عام إلى جيش العاطلين عن العمل من الخريجين الآخذ بالتزايد عاما بعد عام.

        وفي تعليق له يؤكد السيد محمود المشهراوي مدير عام شركة المشهراوي للكهرباء والطاقة البديلة أن البطراوي كان من أفضل الطاقات الشابة التي استقبلناها في شركتنا من بين خريجي المؤسسات ذات العلاقة، حيث لامسنا لديه خبرة وكفاءة وامتلاكه لرصيد وافر من الخبرة المبنية على أسس علمية ومهنية سليمة، فضلا عن امتلاكه لشخصية رائعة وقدرته على تسويق نفسه بشكل مميز ومبادرته دائما بطرح الحلول وابتكار الأساليب الجديدة في العمل وإدخال التحسينات بما يسهم في تطوير الأنظمة المستخدمة، لذا حرصنا على ضمه إلى شركتنا باعتباره يشكل إضافة نوعية تستحق الاحترام والتقدير.

        ويعتبر المشهراوي أن السبب الرئيسي وراء تميز البطراوي يكمن في الأسلوب النوعي والتفاعلي الذي تعتمده الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في تدريس طلبتها، إضافة إلى توفيرها لهم البيئة التعليمية المتكاملة والمزودة بمختلف الاحتياجات التعليمية والتدريبية، واستجلابها للخبرات المختصة في عملية التعليم والتدريس والتي تعد الطلبة بالشكل الأمثل ليكونوا كوادر فنية مؤهلة حاصلة على فرص تعليم وتدريب ذات جودة عالية، مقدرا كافة الجهود التي تبذلها الكلية الجامعية في خدمة طلبتها وإعدادهم بالشكل الأمثل الذي يؤهلهم لخدمة وطنهم.



9

8

5

 

كلمات دلالية