بالصور معلمة من غزة تبتكر طريقة للقضاء على « فوبيا الرياضيات » عند الأطفال

فلسطين اليوم

لا زالت مادة الرياضيات تمثل السبب الأكبر في حالة الخوف و القلق لدى الكثير من الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، هؤلاء الطلاب الذين يعانون من هذا النوع من القلق يشعرون أنهم غير مؤهلين لتنفيذ الأنشطة والدروس التي تحتوي على رياضيات.

و لقد ارتفع حدوث هذا القلق بين طلاب الجامعات خلال العقد الأخير، حتى أن الكثير من الطلاب اختار تخصصه الجامعي على أساس مدى قلة حجم الرياضيات المتطلب للحصول على الدرجة العلمية، و قد أصبح القلق من الرياضيات أمرا متفشيا في المدارس و الجامعات بشكل كبير، حيت يلجأ الكثير الى المراكز التعليمية، لكي يتمكنوا من اجتياز أي مرحلة تعليمية يكون الرياضيات جزء منها.

المعلمة ألفت مكي من خلال تجربتها و خبرتها في تدريس مادة الرياضيات استطاعت من خلال مبادرة قامت بتنفيذها و تطبيقها أثناء عملها على طلاب المدارس أن تضع حلاً للحد من حالة الخوف التي تنتاب هؤلاء الطلاب و ذويهم من مادة الرياضيات، من خلال تأسيسهم و هم في المراحل الدنيا من التعليم بإدخال الأغاني و الأناشيد التي تتداخل فيها كلمات العمليات الحسابية، حيث أطلقت عليها اسم « أغني لأتعلم الرياضيات ».

مكي قالت لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « لاشك أن الرياضيات من المهارات الممتعة ولكنها اصبحت مخيفة للآباء والأمهات وخاصة في المرحلة الاساسية، ويمكن للرياضيات أن تكون مادة مملة جدا ومخيفة للطلاب ايضا اذا لم يتقنوا الأساسيات التي تمكنهم من النجاح فيها ».

و أضافت: « وانا كمدرسة رياضيات لما يزيد عن عشرين عاما فقد استخدمت العديد من الاستراتيجيات الحديثة في تدريس الرياضيات، و بما أن الاناشيد من احب الفنون للطلاب الصغار، لانها تدخل البهجة والسرور على نفوسهم، قمت بتأليف اغاني رياضيات على نمط اغاني طيور الجنة وكانت هذه المبادرة الاولى من نوعها في قطاع غزة بل في فلسطين والعالم العربي ».

و لفتت الى أن المبادرة كان لها دور ملحوظ في ارتفاع نسبة النجاح لدى الطلاب ومدى حب الطلاب واولياء الامور لمادة الرياضيات.

و تابعت تقول: « قمت بفتح قناة على اليوتيوب بعنوان(المعلمة الفت فايز)وكذلك مجموعة على الفيسبوك بعنوان(اغني لاتعلم الرياضيات)، و قمت بطباعة دليل التعلم بالاناشيد وتم توزيعها على بعض المعلمين والمعلمات للاستفادة منه ».

و أكدت مكي بأن من اهم نتاجات المبادرة أن الرياضيات أصبحت مادة محببة وممتعة على مستوى الطلاب الذين وصلت اليهم المبادرة، وقد عملت الاناشيد على معالجة العديد من المشكلات السلوكية لدى الطلاب مثل الخوف والخجل والانطواء، كما أصبحت مادة الرياضيات من احب المواد للطالبات واولياء الامور، حتى أن امهات طالبات من مدارس أخرى تأتي لمدرستي لحضور دروس رياضيات أثناء الحصة المدرسية.

و أشارت الى أن مبادرتها شاركت في مسابقة الهام فلسطين الدورة السابعة من خلال إعلان من قبل وزارة التربية والتعليم في فلسطين، حيث مرت المسابقة بعدة مراحل من خلال التقييم المحلي والمكتبي وقد نالت إعجاب اللجنة، و قد حصلت على شهادات تقدير من مسؤولين في وزارة التربية و التعليم، من بينهم، وكيل الوزارة د. زياد ثابت .

و أكدت بأن مبادرتها لن تتوقف بانتهاء المسابقة، بل ستستمر وتنضج اكثر وتزدهر وتمتد لباقي المباحث حيث ستقوم العام القادم بتأليف اغاني للمباحث الاخرى.