خبر زيارة رئيس الوزراء الهندي الوجه الآخر لمودي- يديعوت

الساعة 08:42 ص|06 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: نداف ايال

رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، استقبل في اسرائيل بشرف ملوك، وعن حق. فزعيم الديمقراطية الكبرى في العالم هو زعيم سياسي كاريزماتي ومفعم بالهدف. ففي غضون وقت قصير نجح مودي في جمع تأييد سياسي وقوة تسمح له بتنفيذ سلسلة من الاصلاحات الواسعة في بلاده.

لقد كرس مودي حياته للهدف السياسي الوطني الهندي، بعد رحلة روحانية قصيرة في شبابه. وفي غضون وقت قصير نجحت التغييرات التي احدثها (اصلاح المال النقدي، تغييرات في تشريع الافلاس، وغيرها) في احداث جو تجاري محسن في الهند ونمو متعاظم. ويبدو حزب الكونغرس، مباي الهند، منقسما وتعبا في مواجهة هذه التطورا التاريخية.

ولكن في إطار احتفالات الاستقبال نسيت عدة تفاصيل هامة، وتجدر بالذكر. فمودي هو جزء لا يتجزأ من الحركة الايديولوجية القومية الهندية، الـ RSS، التي هي ذات تاريخ وطابع لميليشا دينية – عرقية مع خطاب حول « الهندوسية في المكان الاول ».  فقد كان متطرف من الـ RSS هو الذي اغتال مهاتما غاندي بدعوى أن الاب الاكبر للهند الحديثة يخون الهنود الذين ينتمي هو نفسه لهم.

مودي، مثل كل رؤساء الوزراء الهنود، يرى نفسه مواصلا لطريق غاندي. ولكن بصفته رئيس وزراء دولة محافظة غوجرات اتهم بالتحريض قبل الاضطرابات الدموية هناك والتي قتل في اثنائها نحو الف مواطن مسلم. واصبح مودي في حينه شخصية منبوذة من ناحية الاسرة الدولة، التي غفرت له بعد انتخابه كرئيس وزراء الهند، لاعتبارات عملية، بالطبع.

اصلاحات مودي، كما اتهمت الايكونومست قبل عشرة ايام، بدت مؤخرا شاحبة للغاية. فالمجلة الهامة تدعي بان رئيس الوزراء الهندي لا يستغل جيدا اغلبيته البرلمانية كي يحدث ثورة حقيقية في الاقتصاد الهندي، الذي لا يزال يعاني من الجمود ومن السيطرة الحكومية. أما وسائل الاعلام فلا تتحمس لتوجيه النقد. ولعل هذا على علاقة بالمعطى التالي: في الاسبوع الاول من حزيران، كانت ثلاثة من خمسة علامات تجارية نالت النشر الاكبر في التلفزيون الهندي هي مشاريع حكومية.

تحدث صحافي هندي معي مؤخرا قبيل زيارة مودي الى اسرائيل، وسأل بود اذا كانت اوافق على أن أتحدث في وسيلته الاعلامية عن دور الباكستان في الارهاب. بالطبع، أجبت، فهذه حقيقة معروفة. ولكني أردت ايضا أن اسأله عن موقف حكومة مودي من الاقليات – هل سنتحدث عن هذا أيضا؟ فاجاب الصحافي الهندي بان من الافضل ان لا.

14 في المئة من السكان الهنود هم مسلمون. اكثر من 170 نسمة، هذا عدد هائل، ينضم الى جوانب اختلافية هائلة في المجتمع الهندي، بين الجنوب والشمال، بين القروي والمدني وأقليات عديدة اخرى. وحسب بعض الاحصاءات، فان الهند هي المعانية الاساس من الارهاب الاسلامي حتى في سياق ما يراه الباكستانيون الجيران كـ « تحرير كشمير ».

ان الطريق السياسي التقليدي للهند هو عناق التنوع. « التنوع هو قوة »، كتب على حيطان المدارس في الهند. ولكن حزب مودي ومؤيديه بدأوا يبعدون أنفسهم عن هذه المباديء ليلعبوا لعبة خطيرة مع مكان المواطنين غير الهنود في المجتمع. هذا هو السياق لظواهر الفتك في أرجاء الهند بحق المسلمين من أكلة لحوم البقر (والبقرة، كما هو معروف، هي حيوان مقدس في الهندوسية) والرد الهزيل جدا على ذلك من الحكومة المركزية او السلطات المحلية.

ثمة ما يمكن أن نتعلمه من مودي: فهو اصلاحي مستعد لان يأخذ مخاطر هائلة يتطلبها فكره. هذا أكثر مما نراه لدى سياسيينا. ولكن توجد ايضا اشارات تحذير أولية في سلوك حكومته، في اساسها احتمال نشوب عنف عرقي وديني وتضعضع التوافقات الاساسية في المجتمع الهندي منذ 1948. العالم مستعد لصفقة التبادل هذه: نزعة قومية أكثر بقليل، مقابل حرية اقتصادية وتنمية اكثر بكثير. ولكن اذا ما خرجت الصفقة عن مسارها، ومالت حكومة الهند الى قومية أكثر واصلاحات اقتصادية أقل، فستعلق الهند في أزمة – وكذا مودي. 

كلمات دلالية