خبر قديم أمام جديد -يديعوت

الساعة 09:25 ص|05 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: ناخبو العمل ممن سيكلفون أنفسهم عناء العودة الى صناديق الاقتراع يوم الاثنين القادم سيقررون ليس فقط من يقف على رأس قائمتهم في الانتخابات التالية بل سيقررون طابع الحزب، صورته في الجمهور، قاعدة الناخبين التي سيغازلها؛ وربما ايضا مصيره - المصدر).

لبيرتس وغباي أمر واحد مشترك – الاصل الشرقي. من كل زاوية أخرى هما مختلفان جدا. وناخبو العمل ممن سيكلفون أنفسهم عناء العودة الى صناديق الاقتراع يوم الاثنين القادم سيقررون ليس فقط من يقف على رأس قائمتهم في الانتخابات التالية بل سيقررون طابع الحزب، صورته في الجمهور، قاعدة الناخبين التي سيغازلها؛ وربما ايضا مصيره.

بين جولة التصويت الاولى والثانية سيدخل حزب العمل في حرب الايام الستة. كل واحد من المرشحين سيحاول ضم خصومه منذ امس الى معسكره. أي منهم لن يعلن عن تأييده طوعا. فثمة رواسب؛ ثمة تطلعات. وتفوق عمير بيرتس هو تجربته السياسية الغنية؛ وهذا أيضا الضعف: على مدى السنين الكثيرة له في السياسة راكم غير قليل من الاعداء. اما آفي غباي فهو صورة مرآة لبيرس: جديد، طازج وعديم التجربة.

ولكن كما اثبتت هذه الانتخابات، فان للمرشحين، ربما باستثناء عمير بيرتس لا توجد معسكرات من المنتسبين ممن يصوتون وفقا لتعليمات من فوق. ربما بسبب ضعفه وربما بسبب انعدام جاذبيته يمكن لحزب العمل أن يسمح لنفسه بان يجري انتخابات حرة، نزيهة وديمقراطية.

حصل بيرتس على 5 في المئة اكثر من غباي. هذا تفوق ذو مغزى. ولكن غباي يعلو ظهر الزخم. بيرتس هو جديد قديم – اما غباي فهو جديد ساخن. والاعلان سيحتفل به الى أن يتقادم.

لقد اثبت بيرتس في الماضي بانه قادر على ان يصل الى قسم من ناخبي اليمين في بلدات التطوير. ومع ذلك، كان لهذا الاقتحام قوة محدودة. فهو لم يحسم الانتخابات. ولم يسبق لان جربت الطاقة الكامنة لغباي. ظاهرا الوعد العظيم: لديه ما يقترحه على ناخبي لبيد، ناخبي كحلون وناخبي الليكود ممن تعبوا من نتنياهو. هو مثل ماكرون الفرنسي، هو جذاب لانه ليس جزءا من المنظومة القائمة، لم يجرِ مساومات غير شعبية، لم يتورط في قضايا شخصية وعامة، لم ينتهك وعودا. ولكن الانتخابات في اسرائيل بعيدة، واذا انتخب غباي فقد يكون لاحزاب اخرى مصلحة لتأخيرها أكثر فأكثر. اسرائيل هي بلاد تأكل السياسيين. والى ان تأتي الانتخابات من شأنه ان يكون جديدا قديما. سيتعين عليه أن يجري اختياراته، يسارا أم يمينا، والاختيارات ستبعد الناخبين. ان حقيقة انه ليس نائبا – فان شخصا آخر سينال لقب رئيس المعارضة والهالة التي تمنحها حراسة المخابرات – لن تساهم في نجاحه.

لقد تكبد بوجي هرتسوغ أمس هزيمة نكراء. وكان فقد فرصه ليس في اثناء السباق بل في الطريقة الملتوية، الهزيلة، التي سلكها منذ الانتخابات. لم يوفر لحزبه حضورا وزعامة. فما ليس لديه ليس لديه. ومع ذلك، فانه سياسي خبير يعرف كيف يبني الجسور، والعمل بحاجة الى اناس مثله.

الجناح الذي خصص لحزب العمل في مركز المعارض كان في طرف الموقع. وانتظر النتائج بضع عشرات النشطاء فقط، ولا سيما من مؤيدي غباي الشباب. وصرخت المهانة الى السماء،

ولكن في عصر انعدام اليقين الحالي فان مهانة اليوم يمكنها أن تصبح نجاح الغد. كل شيء متوقع والباب مفتوح.

كلمات دلالية