خبر عين على المعبر.. خالد صادق

الساعة 12:16 م|03 يوليو 2017

فلسطين اليوم

عين على المعبر..  خالد صادق

يعتبر معبر رفح البري هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة على العالم الخارجي, وترنو أنظار الغزيين دائما إلى المعبر ويتناقلون أخباره, متى سيفتح المعبر للمسافرين, هل انتهت الإنشاءات والترميمات داخل المعبر, كم سيارة سولار صناعي دخلت اليوم من المعبر, هل دخل سولار وبنزين للسيارات, هل خرجت وفود رسمية من المعبر للتباحث مع المصريين حول آلية عمل المعبر وتسليمه لشخصيات فلسطينية تم التوافق عليها, وهل سيعمل المعبر على مدار الساعة, كل هذه الأسئلة وغيرها محط اهتمام للغزيين الذين يعانون ويلات الحصار منذ احد عشر عاماً, وينتظرون لحظة الفرج والانعتاق من هذا الحصار اللعين.

هذا المنفذ البري والذي هو متنفس الغزيين وبوابتهم للعالم الخارجي, تتحكم به جهات وسلطات عدة, وبوابته مرتهنة دائما بالمواقف السياسية, فعندما تتداول وسائل الإعلام المختلفة خبرا حول فتح معبر رفح البري, فهذا لا يضمن مطلقا فتحه, إنما من الممكن ان يتغير القرار بعد ساعات, نظرا لتدخل جهات كثيرة ومتعددة لتجيير القرار وفق مصالحها وسياساتها الخاصة, حتى السلطة الفلسطينية رهنت إعادة فتح معبر رفح البري بتسلم مفاتيح القطاع وإدارة أوضاع الناس, واشترطت ان تكون هى فقط المسؤولة عن تسيير المعبر دون تدخل من حكومة حماس, ودون وجود لأي من موظفيها, وهذا يوحي ان الرؤية للحلول والمشكلات التي يعاني منها الغزيون مرتبطة دائما بمصالح حزبية ضيقة بعيدة كل البعد عن مصلحة الناس, وآخر ما يتم النظر إليه هي الأوضاع الصعبة والمتردية التي يعانيها المواطنون , والتي لا تعني كثيرا أصحاب السلطات والمتنفذين.

يجب ان نعترف ان وضع المعبر اخذ كثيرا من اهتمامات المواطنين الغزيين, وذلك على حساب قضايا مصيرية أكثر أهمية, فالاحتلال يستغل انشغال الفلسطينيين بقضايا هامشية, لأجل التسريع في إنفاذ مشاريعه ومخططاته التوسعية, لذلك نجده يركز دائما على تضخيم معاناة الفلسطينيين في قضايا كثيرة كالمعابر الحدودية وأزمة الكهرباء, وأزمة الغاز والبترول, ومواد البناء والاسمنت, ونقص الأدوية العلاجية في المستشفيات والمستلزمات الطبية, وغيرها الكثير من الأزمات التي تخنق الفلسطينيين وتشغلهم بأوضاعهم الحياتية, والواجب هنا يحتم على المسؤولين ان يعملوا على تذليل العقبات, وحل هذه المشكلات, والتنازل في كثير من الأمور والقضايا بغرض التخفيف عن المواطنين, ولأجل الالتفات إلى مخططات الاحتلال وأهدافه التوسعية على حساب الحقوق الفلسطينية, ولعل ما تشهده القدس والضفة من استشراء للاستيطان بشكل غير مسبوق, نذير خطر يدعونا للتوحد والتماسك والتعاضد للتصدي لمخططات الاحتلال ومشاريعه العدوانية.

جهود كبيرة تبذلها حماس لإيجاد حلول لقضية المعبر البري مع مصر, وحوارات ولقاءات لأجل تذليل العقبات وحل الأزمات بينهم وبين الأشقاء المصريين, وكل هذه الجهود تحتاج إلى قرارات صعبة على حماس ان تدركها جيدا, وتعمل على تحقيقها وتطبيقها على ارض الواقع, ولن تتوقف الخطوات عند مجرد انشاء منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع مصر, لكنها ستطال قضايا أخرى أكثر أهمية وخطورة من ذلك بكثير, وهذا يتطلب شراكة حقيقية بينها وبين كل فصائل العمل الوطني لأجل الخروج بقرارات توافقية, ترضي كل الأطراف, وتعمل وفق المصلحة العامة, وتقدم مصلحة الناس على المصالح الحزبية الضيقة, خاصة ان حماس أصبحت تعاني من تآكل شرعيتها من أنظمة عربية رسمية كانت تسمى «حليفة», وتتهم عمدا مع سبق الإصرار والترصد «بالإرهاب», وهذا يتطلب ان تتحصن حركة « حماس » بالفصائل الفلسطينية المقاومة لكي تقوي مواقفها, ولا تقدم تنازلات مجانية مهما كانت الضغوطات التي تمارس عليها.

يجب ان نعترف وبوضوح ان «التنازلات» المطلوبة ستقدم من طرف واحد, والضغوط ستمارس على طرف واحد, هذا هو المنطق في التعامل مع غزة, وهذا هو القانون الذي سيحكمها, لأن المطلوب هو ترويض غزة وتهدئتها, وإلا فمصيرها صعب وسيقودها إلى المجهول, لكن هذا لا يعني التنازل عن الثوابت والحقوق.

علينا ان ننتظر هل ستستقبل مصر رئيس السلطة محمود عباس, وهل ستتعامل حماس مع دحلان وتشكيلته, وماذا يحمل خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية, الأمور صعبة ومعقدة, وتحتاج إلى إرادة حقيقية وجهود مضنية, وإلا سنعود مرة أخرى إلى المربع الأول, ونبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات واللقاءات والحوارات التي لن تنتهي بحلول, وسنبقى ندور في دائرة مفرغة إلى ما لا نهاية.

كلمات دلالية