مع استمرار تدفق المياه العادمة

خبر من المسؤول..المواطنون في غزة يسبحون في « مجاري »؟

الساعة 07:52 ص|01 يوليو 2017

فلسطين اليوم

لم يبق للفلسطينيين مكاناً آخر سوى شاطئ البحر ليُنفسوا فيه عن مشاكل حياتهم التي تتزايد يوماً بعد يوم، ولكن يبدو أن البحر أيضاً لن يوسع صدره لأهالي قطاع غزة، بعد أن توشح بالسواد بفعل المياه العادمة التي تصب فيه بشكل مباشر ويومي.

فشاطئ البحر، لم يعد المتنزه الجميل، بل أصبح مشكلةً جديدة للغزيين، يلفظ ما فيه على أجساد المصطافين الذين وجدوا فيه غايتهم في الترويح عن أنفسهم خلال أيام الإجازة، والهروب من حر الصيف في البيوت التي ضاقت ذرعاً بأصحابها.

ومع تفاقم أزمة الكهرباء، بات شاطئ البحر هو المكان الوحيد لتصريف المياه العادمة فيه، وهو ما جعل البحر ملوثاً من غير الممكن السباحة فيه، وعلى الرغم من ذلك تجد المواطنين يسبحون فيه كونه المكان الوحيد الذي بقي لهم والأكثر وفرة بالنسبة لأوضاعهم الاقتصادية.

اجراءات مستقبلية

ماهر سالم مدير عام الصحة والبيئة في بلدية غزة، أكد في تصريح خاص لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن البلدية ليس لديها سلطة أو إجراءات شرطية، لتمنع المواطنين من السباحة في الأماكن الملوثة، ولكنها تحذر بدورها المصطافين من النزول في تلك المناطق، ووضع الإشارات الخاصة في الأماكن الممنوع السباحة فيها.

كما تحرص البلدية على وضع أبراج المراقبة والمنقذين البحريين، وتستعمل الطرق الودية لمنع المصطافين من النزول للبحر.

وأوضح سالم، أن بلدية غزة تنسق مع كافة الجهات كجهاز الشرطة والدفاع المدني، خلال الأيام المقبلة، لاتخاذ إجراءات أكثر وضوحاً للمواطنين للأماكن التي يمنع السباحة فيها.

وبين سالم، أن ما يقارب من 65- 70 ألف كم من المياه العادمة تتدفق لمياه البحر، أكثرها في منطقتي الشاطئ وغرب مدينة غزة، حيث تصب المياه العادمة بشكل مباشر للبحر حيث أن المعالجة الجزئية غير كافية.

خارطة المياه العادمة

وقد نشرت سلطة جودة البيئة، خارطةً جودة مراقبة مياه شاطئ بحر قطاع غزة، خلال شهر مايو الماضي، حيث بينت نتائج الفحص الأخير الذي أجرته سلطة جودة البيئة في غزة أن نحو 50 % من الشاطئ صالح للاستجمام بينما الطول الباقي من الشاطئ يعتبر ملوثاً و السبب هو تصريف المياه العادمة غير المعالجة أو المعالجة بشكل جزئي إلى البحر.

وطالبت سلطة جودة البيئة المواطنين بالالتزام بالأماكن الصالحة للاستجمام كما هو معلن والابتعاد عن الأماكن الملوثة والغير صالحة للاستجمام حفاظاً على صحتهم وسلامتهم. وخصوصا عدم الاقتراب من مصبات المياه العادمة.

من جانبه طالب المهندس كنعان عبيد رئيس سلطة جودة البيئة الحكومة الفلسطينية بالعمل الجاد والحثيث لحل مشكلة انقطاع الكهرباء وكذلك دعم البلديات بالوقود الذي يمكنها من تشغيل محطات ضخ ومعالجة المياه العادمة، محذرا من خطورة استمرار مشكلة انقطاع الكهرباء وتداعياتها على كافة مناحي حياة المواطنين في قطاع غزة.

وأعلنت سلطة جودة البيئة عن نتائج مراقبة مياه شواطئ الاستحمام لشهر مايو 2015 على طول ساحل بحر قطاع غزة وفقا لأحكام وقرار المواصفة الفلسطينية لمياه شواطئ الاستحمام.

جدير بالذكر أن سلطة البيئة تجري بالتعاون مع وزارة الصحة مراقبة دورية لجودة مياه الشواطئ و تصدر خارطة شهرية توضح فيها الأماكن الصالحة للسباحة في موسم الاصطياف.

مصلحة بلديات الساحل

من جهتها، حذرت مصلحة مياه بلديات الساحل بقطاع غزة، من أن استمرار تجدد أزمة انقطاع التيار الكهربائي يُنذر بحدوث أزمة حقيقية ستؤدي الى تراجع كبير على جودة الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين.

وأوضحت في بيان لها، أن كافة مرافق مصلحة المياه والبلديات وأعمالها مرتبطة بالتيار الكهربائي بالدرجة الأولى، وإن استمرار هذه الأزمة سيؤدي الى تخفيض عمل العديد من آبار المياه ومحطات ضخ المياه إلى 60% ومحطات التحلية إلى 80% من طاقتها وشلل شبه كامل في عمليات تجميع وضخ ومعالجة مياه الصرف الصحي، في ظل الحاجة إلى 400000 لتر من الوقود شهرياً، عدا عن عدم توفر قطع غيار مولدات الكهرباء، مما ينذر بمشاكل صحية وبيئية قد لا تحمد عقباها.

وبينت، أن عدم المقدرة على معالجة مياه الصرف الصحي بشكل عام سيؤدي إلى ضخ حوالي 110,0000متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى شاطئ البحر بشكل مباشر، مما سيؤدي إلى منع الاصطياف في البحر لهذا الموسم المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات.

وناشدت مصلحة بلديات الساحل، جميع المؤسسات الإنسانية والإغاثية الدولية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة بالتدخل العاجل لتوفير كميات مناسبة من الوقود للتخفيف من أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة وتمكين المصلحة والبلديات من الاستمرار في تشغيل مرافقها الحيوية وتقديم خدماتها للمواطنين وتزويدهم بالكميات الضرورية من المياه لجميع مناحي الحياة ومنع حصول كارثة صحية بيئية وإنسانية وشيكة.

أمراض صحية

وعن الأمراض الصحية التي تسببها السباحة في البحر الملوث، أوضح د. أيمن السحباني رئيس الاستقبال والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي، أن أكثر الأشخاص عرضة للأمراض جراء السباحة في مياه ملوثة هي فئة الأطفال.

وبين، في تصريح خاص لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن أكثر الأمراض هي الالتهابات، والنزلات المعوية وما يرافقه من قيء واسهال، والحساسية، فضلاً عن الأمراض الجلدية والحكة والتي قد تنتج أيضاً عن لسعات القناديل التي تزيد أمرها سوءاً المياه العادمة.

وحذر د. السحباني المواطنين من النزول للبحر خاصةً في الأماكن التي حذرت الجهات المختصة من السباحة فيها، لما لها من مخاطر على حياة المصطافين خاصةً الأطفال منهم.

 

كلمات دلالية