خبر في مسألة استمرار فتح وإغلاق المعابر: أيمن خالد

الساعة 02:52 م|10 ديسمبر 2008

يحاول الكيان الصهيوني مع اقتراب انتهاء موعد الهدنة، من خلال إغلاق المعابر وفتحها بحجة إطلاق صواريخ، السير إلى فرض معادلة حساسة وخطيرة وهي أن ما يجري بين غزة والكيان الصهيوني، هي عملية تبادلية، يخرق فيها الفلسطينيون الهدنة فتغلق فيها إسرائيل المعابر، وبالتالي إن المشكلة بالأساس هي فلسطينية، بحيث تختفي  هذه المشكلة تحت وطأة هذه المعادلة، وتصبح مسألة الاحتلال وتبعات هذا الاحتلال على صدور الفلسطينيين غير موجودة، ومما يعزز هذه اللعبة، هو الموقف العربي الرسمي.

هذا الموقف الذي كان داعما للقضية، ثم تحول الى موقف إغاثي فقط يتعلق بأكياس الطحين، حيث نقل العالم العربي دوره من خندق الممانعة إلى مجرد دور جمعية خيرية، ثم انتقل إلى تراجع خطير وتآمر بكل معنى الكلمة، عندما بات  العرب يربطون بين فتح المعابر وإغاثة الشعب الفلسطيني، وبين العمل على صناعة ما يسمى هدنة، وفي واقع الحال، هي مجرد مفردات تفسيرها على الأرض لا يعطي معنى الهدنة، وإنما يعطي معاني أُخرى، هي إقرار فلسطيني بالتراجع عن مشروع المقاومة، ومن ثم هي عملية تحميل للفلسطينيين مسؤولية أوضاعهم المأساوية، وبالتالي هم لم يكتفوا بنفض أيديهم من دورهم في القضية الفلسطينية بل وقفوا يعملون على تبرئة الموقف الصهيوني، وبين عشية وضحاها، لم تعد غزة تعاني بفعل الاحتلال، وإنما أصبحت غزة تفرض الحصار على نفسها بمجرد تبنيها فكرة المقاومة وكأن مأساة غزة هي مع مشروع المقاومة.

الترجمة العربية لما يجري، هي عملية إنهاء للصراع وفق الشروط الإسرائيلية، وهذا يعني تكريس عملية الفصل بين غزة والضفة، فلا يحق لغزة ان ترد على جرائم الاحتلال في الضفة، فالمطلوب من غزة أن تنهي هذا الصراع تحت شكل هدنة طويلة او قابلة للتمديد الدائم، بحيث تتحول المقاومة إلى حالة مجمدة لا تمارس أي فعل، بالتالي عندما تغادر غزة هذا الخندق، لا تعود هناك قضية فلسطينية، وهو ما يتم تكريسه الان، أن هناك مأساة في غزة، وهذا بالطبع كلام خطير، فتحت ظلال المأساة في غزة، هناك مآسي فلسطينية كبيرة، من الحواجز والعزل إلى القدس، وكل ما يجري من عملية سطو يومية على الأرض الفلسطينية، التي هي جوهر هذا الصراع.

هناك عملية تغيير جوهرية للصراع العربي الصهيوني، وتحويله إلى مجرد مشكلة قابلة للحل عبر مفاوضات في الضفة تقبل بها غزة، وأيضا عبر هدنة تقايض فيها غزة السمن والعسل وملاعب الغولف ببعض الطحين والخبز.

القضية الفلسطينية كلها تجري عليها عملية اعادة صياغة ويتم زج فصائل المقاومة تحت وطأة هذه المعادلة، بحيث تفقد بريقها ودور الامة في المشاركة فيها، فالتصعيد الحالي الذي يصل الى ذروته، يعمل على تصوير مشكلة غزة بانها مع الخبز، وبالتالي ان الشارع العربي سينظر الى الحل القادم باعتباره نهاية المأساة، دون رؤية الثمن، ودون رؤية دور العرب في هذه القضية، بمعنى ان نهاية مشكلة الخبز هو نهاية للمشكلة الفلسطينية بعمومها؟؟.