خبر « إسرائيل » تخشى عرقلة حزب الله لبناء جدار أمني على الحدود الشمالية

الساعة 07:59 ص|27 يونيو 2017

فلسطين اليوم

الهلع، التوجّس، الخشية والخوف من هجومٍ عربيٍّ ضدّ « إسرائيل »، كان وما زال ووفقًا لكلّ المؤشرات سيبقى عاملاً أساسيًا في الاستراتيجيّة التي يضعها حكّام الدولة العبريّة، فعلى الرغم من تفوقهم العسكريّ الواضح على الجيوش العربيّة مجتمعةً، وعلى الرغم من الدعم المُطلق الذي تتلقّاه دولة الاحتلال من القوة العظمى في العالم، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وعلى الرغم من أنّها وقعّت على اتفاقيتي سلام اثنتين مع مصر والأردن، إلّا أنّ الوعي « الإسرائيليّ » الداخليّ يُواصل الخوف من العرب، على الأقّل من الناحية النفسيّة، وربمّا هذا هو السبب الذي يدفع أركان دولة الاحتلال إلى إحاطة الدولة العبريّة، التي حتى اليوم بعد حوالي سبعين عامًا على إقامتها، لم تُرسم حدودها، بالجدران العازلة على الحدود مع الدول العربيّة، في محاولةٍ منها لإغلاق الطرق المؤديّة إليها ومنع أيّ محاولة للتسلل إليها أوْ الهجوم العسكريّ عليها.

ومن غيرُ المُستبعد بتاتًا أنْ يكون تهديد الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر، في خطابه الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي في يوم القدس، قد أشعل الأضواء الحمراء لدى صنّاع القرار في « تل أبيب »، وتحديدًا عندما قال: « إنّ أيّ حربٍ مستقبليّةٍ تشنها »إسرائيل« ضدّ سوريّة أوْ لبنان يمكن أن تجذب آلاف المقاتلين، لا بل عشرات ومئات آلاف المُجاهدين من دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ للمُشاركة في المعركة ».

بناءً على ما تقدّم، أعلنت « تل أبيب » بصورةٍ رسميّةٍ أنّ « الجيش الإسرائيليّ » يستعد في هذه الأيام لانطلاق العمل على بناء جدار واقٍ عند الحدود « الإسرائيليّة » اللبنانيّة في مقطعين رئيسيين يقول الجيش إنّهما “مكشوفان” لوسائل الرصد لدى حزب الله، وإلى عمليات تسلل من الجانب اللبنانيّ.

وحذّر مسؤولون عسكريون يشرفون على مرحلة التخطيط لبناء الجدار من احتمال إطلاق عملية من قبل عناصر حزب الله لعرقلة الجدار المخطط البدء ببنائه الشهر القريب.

وحسب خطة الجيش، سيُقام الجدار في منطقتين عند الحدود على طول 13 كيلومترًا، المقطع الأول للجدار سيكون في الجزء الغربيّ للحدود بمحاذاة رأس الناقورة، والثاني سيكون في الشرق بالقرب من بلدة المطلة، ويقول جيش الاحتلال: إنّ هذين المقطعين من الحدود يشكلان “نقطتي ضعف” في الأمن الحدودي لـ« إسرائيل ».

وسيبلغ علو الجدار 7 أمتار، ومن المخطط أنْ يوضع فوقه سلك شائك علوه 40 سنتمترا، وسينصب الجيش أجهزة رصد وأجهزة تكنولوجية على الجدار. وتكلف إقامة الجدار نحو 35 مليون دولار، وقد قرّرت « إسرائيل » الالتزام بالخط الأزرق بينها وبين لبنان -خط الحدود الدولي بين البلدين- وبناء الجدار الواقي وفقا لهذا الخط.

ويخطط جيش الاحتلال إلى توسيع الجدار إلى مناطق أخرى في المستقبل وفق الميزانية المتاحة.

يذكر أنّ الجدار الموجود في الراهن عند الحدود « الإسرائيلية » – اللبنانية أقيم في تسعينيات القرن الماضي، ويعد جدارًا قديمًا، وغير مجديًا في صدّ التهديدات الراهنة عند الحدود.

وكانت « إسرائيل » قد بعثت برسائل إلى لبنان بخصوص بناء الجدار، عبر قوات يونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان)، وأوضحت « إسرائيل » في الرسالة إنّها مصرة على بناء الجدار بكل ثمن وإنّها ستردّ بحزمٍ في حال تعرض الجانب اللبناني أوْ منظمة حزب الله إلى الأعمال.

وفي السياق عينه، أفادت مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في « تل أبيب » أنّ القيادة الشمالية في جيش الاحتلال « الإسرائيلي » قررت إقامة جدار أمني جديد على مساحة عدة كيلومترات على الحدود مع لبنان، شمالي البلاد، وفقاً لصحيفة « هآرتس ».

ونقل الموقع الإلكتروني للصحيفة العبرية عن جيش الاحتلال قوله: أنّ الجدار الذي من المنتظر أنْ يبلغ ارتفاعه 6 أمتار، سيُقام على طول الحدود بين « إسرائيل » ولبنان بطريقة مماثلة للجدار الذي تم بناؤه مع مصر منعًا لعمليات تسلل المهاجرين غير الشرعيين وعناصر إرهابيّة.

وأشار إلى أن تكلفة الجدار ستصل إلى 100 مليون شيكل (نحو 28 مليون دولار)، وسيبدأ إنشاؤه في مناطق قرب رأس الناقورة المطلة على الحدود مع لبنان.

وقبل أسبوعين، اعتقلت قوات الاحتلال « الإسرائيلي » مواطنًا لبنانيًا تسلل من منطقة المطلة في جنوب لبنان، وأعادته إلى بلاده.

وكانت « إسرائيل » قد انسحبت من جنوب لبنان في أيّار (مايو) من العام 2000، بعد احتلال دام نحو (22 عامًا).

وبداية العام الجاري، استكملت « إسرائيل » بناء جدار أمنيًا بطول 8 أمتار على الحدود مع مصر، وبدأت « إسرائيل » بمشروع الجدار الأمني على الحدود مع مصر في العام 2010، بهدف مواجهة الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها.

ويبقى السؤال المفصليّ مفتوحًا: هل « إسرائيل » بجدرانها العازلة وبخطط إجلاء مليون مواطن من الشمال في المُواجهة القادمة، قادرةٌ على استيعاب التهديد الاستراتيجيّ لصواريخ حزب الله، والتي يصل عددها إلى 150 ألفًا، بحسب المصادر في « تل أبيب ».

كلمات دلالية