خبر تقرير: « نتنياهو » يعود وبيده تصعيد عسكري وجمود سياسي وسلام اقتصادي

الساعة 11:52 ص|10 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-غزة (خاص)

تشير كافة استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن عودة زعيم حزب الليكود "بنيامين نتنياهو" لرئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة "مؤكدة"، خصوصا بعد أن اختار فريقه المتطرف لخوض الانتخابات العامة في العاشر من شهر "فبراير/شباط" من العام المقبل.

 

 و"نتنياهو" الذي يروج هذه الأيام لما يسمى "بالسلام الاقتصادي" مع الفلسطينيين متجاهلا حقوق أهل البلاد الأصليين سيتبوأ منصبة القديم-الجديد في ظروف تعتبر "الأسوأ" منذ نكبة عام 1948، حيث هناك سلطتين وحكومتين حتى أن كل شيء فلسطيني تشظى طبقا للواقع الأليم إلى شيئين.

 

 ولعل السؤال الذي يهرب منه القادة الفلسطينيون -لأنهم مشغولون بالحرب الإعلامية والسياسية بين جناحي الوطن-هو ماذا نحن فاعلون أمام عودة "نتنياهو" الذي أحاط نفسه بكبار الجنرالات والسياسيين المتطرفين في استعراض واضح للقوة على طريقة " شمشون الجبار".

 

 يؤكد العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي "واصل طه" أن حالة الانقسام الفلسطيني لا تخدم اليمين الإسرائيلي نفسه بل الحركة الصهيونية والاحتلال برمته فما بالنا بـ "نتنياهو" الذي يسوق لما يسمى بـ"السلام الإقتصادي" وهو في الحقيقة "الاحتلال الاقتصادي"، فهو يعتبر أن تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين يدفع "عملية التسوية"، ويوضح في المقابل أن موقفه السياسي لم يتغير ويصر على عدم طرح قضايا القدس واللاجئين في أي مفاوضات.

 

 ويتوقع "طه" أن تفرض عودة "نتنياهو" نفسها على الإقليم كله، خصوصا أن هناك إمكانية كبيرة لقيام "نتنياهو" وفريقه اليميني المتطرف بتوجيه ضربات عسكرية إلى غزة ولبنان وربما سوريا أيضا، كما أن هذا اليمين هو الذي يريد ترحيل الفلسطينيين من أراضينا المحتلة عام 1948، وأضاف "طه" أنه في الوقت الذي يجنح فيه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف بقيادة "نتنياهو"، نرى كم هو التهافت العربي المؤسف نحو التقارب مع الإسرائيليين خصوصا فيما يسمى بحوار الأديان والترويج للمبادرة العربية، ولذلك يجب على العرب والفلسطينيين أن يدركوا بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل تنتظر المزيد من التنازلات العربية بلا نهاية مقابل "صفر".

 

 

الدكتور "وليد المدلل" أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة يرى أن التلويح بعودة "نتنياهو" ليس أكثر من تخويف للشعب الفلسطيني، وأن الحشد الكبير للرموز اليمينية حول "نتنياهو" هو لأغراض انتخابية مع أن الأمور ستتجه إلى التصعيد والتفجير خصوصا في وجود المتطرفين حول "نتنياهو"، ولكن قرار "الصدام العسكري" في النهاية ليس قرار شخص ولكن قرار دول مثل أمريكا التي ستتحمل كلفة أي حرب لإسرائيل.

 

  أما فيما يتعلق بالانقسام الفلسطيني وصراع السلطتين، فيرى "المدلل" أن ذلك سيخدم ويريح "نتنياهو"، فهناك "تنسيق أمني ملحوظ" مع قوات الأمن الفلسطينية بالضفة، وهناك "تهدئة طويلة الأمد" في غزة طالما ضمنت دولة الاحتلال عدم أسر جنود جدد أو تسلحت المقاومة بأسلحة غير تقليدية، وبموازاة ذلك سيتم الضغط على مصر لتشديد الرقابة على الحدود.

 

وحول اتجاه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، يري الدكتور غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بيرزيت للشئون المجتمعية، ووزير العمل السابق أن ذلك يترافق مع اتجاه المجتمع الفلسطيني نحو اليمين والتصلب في المواقف أيضا، وأن هذا ناتج أساسا عن فشل زعماء الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الوصول إلى "اتفاق حقيقي"، مما يؤشر إلى أننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة، وأننا سننتقل من فشل إلى آخر، وإلى تقليل فرص الحلول السلمية وزيادة قوة الاتجاهات التي تؤمن بحل المشاكل عن طريق القوة في فلسطين وإسرائيل.

 

 أما فيما يتعلق بالمشروع الذي يحمله "نتنياهو" لحل القضية الفلسطينية، فقال "الخطيب" أن "رئيس الليكود" مجرب سابقا، فهو يستند إلى طرح منهج بديل عن طريق معالجة الوضع الفلسطيني بتحقيق "مكاسب إقتصادية" عوضا عن السياسية، مضيفا أن "نتنياهو" يبحث في الدفاتر القديمة، فهذه "الحلول" تم إختبارها وفشلت على مدى (41) عاما من الاحتلال.

 

 وحول استفادة "نتنياهو" من الانقسام الفلسطيني، يرى "الخطيب" أن هذا الانقسام من صنع إسرائيل جزئيا وإن لم يكن كذلك فهو يخدم الاحتلال وهم يقومون بتغذيته، وبالتأكيد فإن حكومة "نتنياهو" ستعمل على إذكاء نار الفتنة، وهي ستتمسك بواقع الانقسام وصراع القيادتين لأنه سيعفي إسرائيل من أي ضغوط دولية وسيريحها كذلك من نقاش قضية "قيام الدولة الفلسطينية" للمساهمة في تكريس الانقسام.

 

 ويرجح "الخطيب" العودة لوقف إطلاق النار قريبا في غزة إن لم يكن في عهد "أولمرت"، ففي عهد "نتنياهو" لأن هناك مصلحة مشتركة لدى كل من "إسرائيل وحماس" في وقف النار الذي خدم الطرفين لمدة 6 شهور، ولذلك فإن كل طرف يحاول حاليا تحسين شروط التفاوض حول شروط وقف إطلاق النار التي سيتوصل لها الطرفان في وقت قريب-على حد تعبيره.

 

 وعن "عملية التفاوض" في عهد "نتنياهو" يرى "الخطيب" أنه لن تكون هناك فرص "أساسا للسلام" حتى نقلق على ضياعها.