خبر عادات رمضانية.. يحلو بها الشهر لكنها ترهق الجيوب

الساعة 10:26 ص|18 يونيو 2017

فلسطين اليوم

يحرص الفلسطينيون على الحفاظ على عادات رمضان المتوارثة من سنوات مما يعطي لهذا الشهر الكريم صفته الروحانية والدينية بصلة الرحم والتواد بين العائلات، إلا أن العديد من هذه العادات باتت في السنوات الأخيرة عبئاً صافياً على هذه العائلات.

فالتكلفةُ الماديةُ، لهذه العائلات أصبحت تضاف إلى مصاريف الشهر العالية مما تشكل عبئاً كبيراً وخاصة على العائلات من ذوي الدخل المتوسط والمحدود، يضاف لكل ذلك ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي السيء في الضفة.

ومن هذه العادات العزائم للعائلة والأصدقاء والمعارف، حيث تزداد العزائم بين العائلات وخاصة للأقارب وصلة الرحم والتي ترهق ميزانية العائلة التي تحتاج لأضعاف ما كانت عليه في باقي الأشهر.

تقول السيدة زاهية حمد من مدينة نابلس لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: إن العزائم لمة ولا يحلو رمضان إلا بها، فهي تجمع القريب والبعيد من أفراد العائلة على مائدة واحدة وهو التعبير العملي لصلة الرحم.

ورغم هذه الأجزاء الجميلة إلا أن السيدة حمد لا تخفي العبء المادي الكبير لهذه العزائم:« أكيد أنه يكلف العائلة مصاريف إضافية، وخاصة إذا كانت العائلة من ذوي الدخل المحدود ».

وبحسبة بسيطة، توضح حمد أن كلفة هذه العزائم تحتاج على الأقل لـ 400 شيكل في كل مرة، إلى جانب المواد الموجودة في البيت من قبل، وإذا كانت العائلة ستنظم على الأقل خمسة عزائم فهذا يعني راتب موظف لشهر كامل.

ولتخفيف من هذه التكلفة تلجأ حمد، وكما غيرها من العائلات، إلى العزائم الجماعية حيث تقوم بدعوة أكثر من عائلة في وقت واحد، ورغم الإرهاق والتعب الشديد عليها إلا أنها توفر من المصاريف إلى جانب اللمة بين العائلات.

والمشكلة بحسب حمد ليس فقط مصاريف العزائم العالية، وإنما وقوعها كلها في شهر واحد مع مصاريف الشهر الأخرى من شراء ملابس العيد للأطفال والعيديات وشراء حاجات العيد.

حمد يعمل زوجها بالتجارة، وهو ما يجعل دخل عائلتها عالي مقارنة بباقي العائلات، وخاصة الموظفين المحددين بمبلغ الراتب كل شهر، حيث تشكل هذه الإضافات في المصاريف عجزاً في ميزانية العائلة، حتى أن بعض العائلات تضطر للإستلاف لتتمكن من الإيفاء بمتطلبات الشهر.

ويضاف إلى العزائم مصاريف العادات الأخرى ك« الفقدة » والتي تشتهر في منطقة شمال الضفة بالتحديد، حيث يقوم رجال العائلة بشراء هدايا لبنات العائلة المتزوجات، وزيارتهن وتقديم الهدايا لهن، ثم دعوتهن لتناول الطعام في بيته، ورغم أن هذه العادة قديمة جداً، إلا أن الجميع يتمسك بها.

وتتمثل هذه الهدايا بالمواد الغذائية والتموينية، فيما بفضل البعض وخلال السنوات الأخيرة على استبدالها بملابس أو هدايا للمنزل، تماشياً مع تطور الحياة العامة.

ففي السابق كانت الفقدة عبارة عن سلة غذائية يجمع فيها كبير العائلة مواد غذائية من دجاج وسكر ورز وبيض وحلويات ومكسرات، ويزور شقيقاته وبنات أِشقائه وشقيقاته في بيوتهن وتقديمها لها، وفي الغالب تكون المحتويات من الدجاج المربى في البيت، وبعض المحتويات التي يشتريها من المدينة القريبة إذا كان ميسور الحال.

يقول الحاج إبراهيم أحمد (71 عاما) من مدينة طولكرم لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن هذه العادة ليست بالجديدة، فقد تعود على مرافقة والده في السابق حين زيارته لعماته وبنات عمه، وبعد زواجه أصبح يقوم بنفسه بزيارة شقيقاته وعماته وبنات عماته.

وبحسب الحاج أحمد، فإنه هذا العام قام بشراء 11 كيسا من الأرز، وهو عدد البيوت التي سيزورها، مشيرا إلى أن العدد يختلف كل عام عما قبله، في حال زواج إحدى فتيات العائلة، مما يزيد العدد.

وفي الغالب، يُبدأ بالزيارات « الفقدة » بعد العاشر من رمضان، ويستمر خلال الثلث الثاني من رمضان، حيث يسعى الجميع لإنهاء من الزيارات خلال الوقت القصير في يوم رمضان، وهي الفترة ما بعد صلاه التراويح، إلى جانب ضمان توفر وقت لدعوتهن للإفطار.

كلمات دلالية