خبر « طوش و مشاجرات » في رمضان تُعكر صفو أجواءه.. ما السبب؟

الساعة 02:28 م|16 يونيو 2017

فلسطين اليوم

على الرغم من الأجواء الروحانية التي تصاحب شهر رمضان المبارك، و التي يجب أن يتحلى فيها الصائم بالأخلاق الإسلامية، التي تدعو للحلم و كظم الغيظ، وعدم الغضب والعفو عن الناس، إلا أننا نرى البعض تزداد عدوانيته في مثل هذه الأيام دون مبرر ، وقد لا يمر يوم في رمضان دون وقوع شجارات و اشتباكات سواء بالأيدي أو بأدوات أخرى تنتهي بإيقاع اصابات أو قتل في بعض الأحيان .

و يقوم بعض الأفراد بارتكاب سلوكيات حادة في تصرفاتهم مع الغير، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، مبررين ذلك بأنهم صائمين، فيظن البعض أن الجوع والعطش والامتناع عن التدخين يجعل مزاج الصائم متعكرا، وتكثر المشاحنات بين الصائمين، وتزيد المشاجرات فى الشارع، والحجة: « أنا صائم »، متجاهلاً قول رسول الله  محم صلى الله عليه وسلم: ( الصيام جنة ، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ شاتمه فليقل : إني صـائـم ، إني صـائـم ).

و للمشاجرات التي تحدث في شهر رمضان صوراً عدة، فمنها ما يحدث داخل المنزل، و منها ما يحدث خارجه، فالزوج يفتعل المشكلات دونما أي مبرر في بيته مع زوجته و ابناءه، و السائق في الطريق مع زملاءه السائقين نتيجة للاستعجال و الرغبة في أن يسير و يصل لحيث أراد بسرعة، وسط الازدحامات التي يسببها الشهر الفضيل في الطرقات، كما تحدث الكثير بين الشجارات في داخل الأسواق بين الباعة فيما بينهم أو الباعة و الزبائن.. و صوراً أخرى كثيرة.

المواطنة « هدى » تقول لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم »: « كان اليوم الثالث من شهر رمضان، و تشاجر معي زوجي قبل الإفطار بوقت قليل، حيث تطورت الأمور الى أن خرجت مع أطفالي الى منزل أسرتي ».

و عن سبب الشجار أضلفت: « إن السبب كان بسيطاً جداً، حيث بدأ زوجي يُقحم نفسه في أمور المطبخ، و هو شأن ليس من اختصاصه، و طلبت منه عدة مرات بألا يتدخل فيه، لكنه تجاوز الحد يومها و اقتحم المطبخ و بدأ بالصراخ، و تطور الأمر الى مشادة كلامية بيني و بينه، خرجت على اثرها من المنزل ».

من جهة أخرى، رصدت مراسلتنا إحدى « الطوش » التي حدثت في أحد شوارع حي الشجاعية قبيل موعد الافطار بسويعات قليلة، و تطورت الى اطلاق النار، حيث حدث شجار بين أطفال من عائلتين في الحي، تدخل على اثرها الأهالي و تحولت المشادة الكلامية الي سحب الأسلحة البيضاء و البنادق، و قد تم اطلاق النار و تكسير سيارات احدى العائلات، قبل أن تصل الشرطة الى المكان و تفض المعركة.

و في زاوية أخرى، تسبب الازدحام في أحد الشوارع العامة بمدينة غزة و امتلاءه بالسيارات الى غضب السائقين، و المزاحمة من أجل السير بأسرع وقت ممكن، مما أثار حفيظة بعضهم، و دفعه للصراخ و كيل الشتائم و السب على الآخرين.

و حول سبب هذه العصبية التي تؤدي الى حدوث المشاكل و المشاجرات في شهر رمضان، رأى الأخصائي الاجتماعي، زهير عواجة بأن هذه المشاجرات و المشاحنات الرمضانية تحدث نتيجة لبعض الممارسات الخاطئة في غير رمضان، مثل التدخين و ادمان القهوة و المنبهات، و من ثم الامتناع عن ذلك في شهر رمضان، و بالتالي يكون هناك تغيراً في بعض السلوكيات لدى البعض، فينتج عن ذلك الخلافات الحادة التي تقع لأقل الأسباب.

و أوضح في حديث لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن البعض يلقن نفسه ان في شهر رمضان تكثر المشاكل، فعقله الباطن يُكبر له الأمور ، فتحدث المشكلات.

و دعا عواجة الجميع لانتهاز فرصة رمضان الكريم و التسامح، بدلاً من تعميق الخلافات، و درء المشاجرات و الابتعاد عنها، و ضبط النفس و الاسترخاء و التسامح، و عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، لأنه لا يجوز افتعال الخلافات في هذا الشهر الفضيل.

كما دعا عواجة الى النظر الى الجوانب الايجابية التي تظهر خلال الشهر المبارك كالمبادرة لمساعدة الآخرين، مما يعزز تماسك المجتمع والعلاقات بين أفراده ومكوناته.

 

 

كلمات دلالية