في ظل التطورات الحاصلة بالمنطقة

خبر هل سيعلن عباس قطاع غزة إقليماً متمرداً؟ وما تبعات ذلك؟

الساعة 08:33 ص|16 يونيو 2017

فلسطين اليوم

استبعد محللان سياسيان قيام رئيس السلطة محمود عباس « إعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً » خلال هذه الفترة، لما له من تبعات خطيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى المشروع الوطني الفلسطيني برمته، مستدركان بالقول: كل شيء وارد في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة« .

وأكد المحللان في تصريحات خاصة لـ »فلسطين اليوم« ، أن إعلان غزة إقليماً متمرداً » ليست فكرة جديدة بل هي فكرة قديمة تم مناقشتها سابقاً من قِبل سلطة رام الله، وتحدث بها الإعلام « الإسرائيلي » بشكل مكثف في السابق.

يُشار إلى أن صحيفة « إسرائيل هيوم » قالت صباح أمس الخميس، أن الرئيس محمود عباس يدرس إعلان قطاع غزة « اقليماً متمرداً »، وأضافت الصحيفة التي نقلت الخبر عن شخصية فلسطينية رفيعة المستوى: بعد (10) سنوات من حكم حركة حماس على قطاع غزة، فإن أحد المواضيع القريبة من الرئيس عباس في هذه المرحلة هو دراسة قرار الإعلان عن قطاع غزة إقليم متمرد.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحرك الذي يفكر به رئيس السلطة يندرج في إطار الكفاح الذي يخوضه ضد حماس كجزء من الصراع الداخلي، ويهدف للضغط بشكل رئيسي عليها لتسليم سلطات الحكومة في قطاع غزة إلى حكومة رام الله.

ويعني ذلك رفع السلطة في رام الله يدها عن كافة التزاماتها اتجاه غزة بما فيها المالية والخدماتية كالمياه والكهرباء والدواء والغذاء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى وقف رواتب جميع موظفيها بغزة، كذلك الإيعاز للبنوك أن تقفل فروعها في غزة حتى لا يتم تحويل الأموال للقطاع وتحميل تبعات كل ما يجري للمؤسسات الدولية كون أن الرئيس لا يملك أي سلطة في غزة.

استخدام القوة خطير جداً

أستاذ العلوم السياسية البرفسور عبد الستار قاسم استبعد، قيام رئيس السلطة في رام الله محمود عباس بإعلان قطاع غزة « إقليم متمرد » لما له من مخاطر جسيمة على الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في قطاع غزة.

وقال د. قاسم في تصريح خاص لـ « فلسطين اليوم »: التهديد بإعلان غزة إقليم متمرد ليس جديداً فقد كانت الفكرة منذ سنوات وتم مناقشتها في أركان السلطة الفلسطينية؛ لكن لم يتم اعتمادها، مشدداً على أنه لو تم إعلان غزة « إقليم متمرد » فإن لذلك مخاطر كبيرة.

وأوضح، ان إعلان غزة إقليم متمرد يعني يجب أن تعيد القطاع إلى ذاتك بالقوة، واستخدام القوة خطير جداً على الساحة الفلسطينية.

وعن تبعات فيما لو حصل « إعلان غزة إقليم متمرد »، أكد قاسم أن ذلك يعني إعلان شن الحرب على قطاع غزة وعدم تقديم أي مساعدة له، وترك أزمة الكهرباء كما هي، وقطع رواتب الموظفين، واشتداد الحصار، واحتمال القيام بعمل عسكري، أو تفعيل خلايا عسكرية نائمة في القطاع للعمل ضد القائمين على الأوضاع في قطاع غزة.

وأشار إلى أن الناس في قطاع غزة هم من سيعانون وسيدفعون الثمن في حال « أعلنت السلطة ان غزة إقليم متمرد » فهم مثقلون جداً في هموم الحياة.

وليس جديدا على السلطة التلويح بالتوجه لهذا المنحى الخطير فقد سبق وأن هدد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في تصريح له، بإعلان غزة « إقليما متمردا »، ووصف القطاع بأنه « كطائرة مخطوفة يجب استعادتها، ولو تم القضاء على جميع الركاب الأبرياء فيها ».

احتمال واقعي لما يجري ولكن

واتفق الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب مع الدكتور قاسم حول استبعاده لاتخاذ السلطة الفلسطينية قراراً بإعلان غزة إقليم متمرد لما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة على المستوى السياسي والاجتماعي في الشق الأخر من الوطن (قطاع غزة) وللمشروع الفلسطيني برمته.

وقال حبيب في تصريح لـ« فلسطين اليوم »: على ضوء جملة من المؤشرات والإجراءات والممارسات التي اتخذتها السلطة ضد قطاع غزة بتقليص رواتب موظفي السلطة تدريجياً وتقليص إدخال الأدوية إلى المستشفيات الصحية إلى غزة، وتفاقم أزمة الكهرباء، يبدو أن هذا الاحتمال أكثر واقعية في هذه الأيام، لكن مع ذلك أستبعد أن يقوم أبو مازن باتخاذ هذا الإجراء في الوقت الحالي على الأقل".

وعن تبعات الإعلان فيما لو حصل، أكد أن بالدرجة الأولى ستكون المسألة السياسية الأكثر خطورة على هكذا إعلان بحيث يصبح قطاع غزة جزءاً خارج عن الإطار الوطني الفلسطيني، وهذا سيفتح المجال لعباس أن يتخذ أي خطوات أحادية فيما يتعلق بالمشروع الوطني بعيداً عن قطاع غزة.

وأشار إلى أن تبعات الإعلان ستكون اجتماعية واقتصادية، وسيكون لها علاقة بالهوية الوطنية الفلسطينية، باعتبارها خارج إطار الوضع الوطني، إضافة إلى تفتيت الوحدة الوطنية للمجتمع الفلسطيني.

كلمات دلالية