تحذيرات إسرائيليّة من قوّة المقاومة..

خبر لماذا عزفت « تل أبيب » عن تهديد حزب الله بالحرب وركّزت على حماس

الساعة 06:37 ص|16 يونيو 2017

فلسطين اليوم

المتتبع للشؤون « الإسرائيليّة » يُلاحظ بدون جهدٍ استثنائيٍّ أنّ هناك تحولاً جذريًا في السياسة الخارجيّة لـ« تل أبيب »، وتحديدًا فيما يخصّ شنّ العدوان القادم.

فبعد أشهر من التهديدات بسحق حزب الله وتدمير البنيّة التحتيّة في لبنان، توقّف فجأة ساسة « إسرائيل » وإعلامها المًتطوّع عن إسماع هذه المعزوفة، وألقوا بكلّ ثقلهم، وما زالوا على الجبهة الجنوبيّة، أيْ على قطاع غزّة، وباشروا بقرع طبول الحرب على حماس وعلى فصائل المُقاومة الفلسطينيّة الأخرى، مُشدّدّين على أنّ « تل أبيب » ليست معنيّةً بمُواجهةٍ جديدةٍ مع حماس، وأنّ الأخيرة أيضًا ليست في صدد البدء بحرب جديدةٍ مع دولة الاحتلال، علمًا أنّ التهدئة بين الطرفين، والتي تمّ التوصّل إليها عقب عدوان صيف العام 2014 ما زالت متماسكة، ولم تُسجّل فيها الخروق إلّا لمامًا.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، بعد أيام على قرار « تل أبيب » تخفيض ساعات التغذية الكهربائية في قطاع غزة ومع تفاقم أزمة الكهرباء في القطاع، توقعت جهات « إسرائيليّة » حصول مواجهة عسكرية مع حماس، خاصّةً في ظلّ تعاظم قدرات المقاومة الفلسطينيّة.

وفي هذا السياق، نشر موقع “NRG” العبريّ، مقالاً تحدث فيه عن كيفية استعداد حركة حماس للحرب المقبلة، وطرح تساؤلات أبرزها: هل أنّ حماس لا تزال تلملم جراحها بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة أوْ أنها حسّنت قوتها العسكرية في سنوات التهدئة؟، لافتًا إلى أنّ المؤسسة الأمنية تنظر إلى قطاع غزة باعتباره قابلاً للانفجار، إذ تشير التقديرات إلى أنّ حماس كونَّت عوامل ردع قوية منذ عملية “الجرف الصامد”، على الرغم من انخفاض عدد إطلاق الصواريخ أوْ العمليات على السياج قياسًا بالسنوات السابقة.

ورأى المُستشرق « الإسرائيليّ » مردخاي كيدار، أنّ حماس تركز في عملها على مجالين في قطاع غزة : الأول هو التعاظم العسكري الذي يترافق مع إجراء أبحاث وتصنيع أسلحة متطورة، إذ دخلت حماس في مجال صناعة الطائرات بدون طيار وقامت بتصنيعها لجولة القتال المقبلة.

والثاني تطوير صواريخ دقيقة قادرة على حمل أكبر والتحليق لمسافات أطول، إضافة إلى ذلك، قامت « المقومة » ببناء أنفاق عميقة جداً وباطون سميك كي تستطيع التعامل مع الأسلحة الجديدة الموجودة بحوزة جيش الاحتلال « الإسرائيليّ »، وأكّد أنّ حماس بنت قوتها العسكرية ولم تبق هادئة.

من ناحيته، رأى الدكتور آيال زيسر، أن حماس تستغل الوقت لتجنيد عناصر وقوات أكثر لصالحها وتدريب هذه القوة بحسب قدرتها، مضيفًا أنّ حماس أدركت بعد المواجهات في عملية “الجرف الصامد” أنّ عليها التدرب أكثر وزيادة قدراتها القتالية، لذلك انشغل عناصرها منذ ذلك الحين بتدريب المقاتلين في الميدان، وقاموا بتجنيد العناصر وأخضعوهم لتدريبات عسكرية كي يتمكنوا في المواجهة المقبلة من التعامل بشكل أفضل مع جيش الاحتلال « الإسرائيلي ».

وتابع قائلاً إنّه على الرغم من الصعوبات، فقد استوردت المقاومة كثيرًا من السلاح إلى القطاع، ونجحت بإدخال صواريخ وأسلحة أخرى، وحسّنت بشكلٍ جوهريٍّ قدرتها المستقلة لتصنيع السلاح وذلك عبر بناء صناعة تشمل مختبرات أبحاث، مصانع لتصنيع ذاتي لسلاح جيد، وكان لدى المقاومة الوقت لفحص تطويراتها ونشر السلاح، معتبرًا أنّ المقاومة استفادت من التهدئة تمامًا مثل « إسرائيل ».

وزعم رئيس قسم التخطيط الاستراتيجيّ السابق في جيش الاحتلال الجنرال شلومو بروم، أنّ حماس لم تنجح باسترجاع القوة التي كانت لديها قبل المواجهات في عملية “الجرف الصامد”، لكنها حسّنت قدرة التصنيع الذاتيّ.
وأضاف أنّ حماس تُواجه اليوم مشكلة إمداد صعبة، المصريون يعملون بقوة على حدود القطاع ويمنعونها من إمكانية التجهز من الخارج بأسلحة نوعية كما كان الوضع عليه قبل عملية “الجرف الصامد”، ومع ذلك، وبسبب الوضع استثمرت “حماس″ كثيرًا في الأبحاث وتصنيعٍ ذاتيٍّ للسلاح، لذلك تستطيع لوحدها صناعة صواريخ أقوى وأدق.

وأضاف بروم أنّه بشكلٍ مشابهٍ حسّنت “حماس″ قدراتها الدفاعية وقامت ببناء شبكة متشعبة من الأنفاق الدفاعية تحت كل أراضي قطاع غزة، لمواجهة « إسرائيل » في حال حاول جيشها احتلال القطاع.

وأشار إلى أنّ حماس لم تحفر أنفاقًا هجومية خلف الحدود كما يدعي كثيرون في « إسرائيل »، لافتًا إلى أنّه ليس لدى “حماس″ مصلحة بحفر أنفاق هجومية لأن هناك احتمالًا كبيرًا بأنْ يتم كشفها، لذلك تعتمد أسلوب حفر أنفاق حتى حدود القطاع وليس أكثر من ذلك.

وعبّر بروم عن اعتقاده بأنّه على الرغم من ذلك، فإنّ حماس ستُهاجم فقط في حال لم يكن لديها خيار، مُوضحًا أنّه في حال هاجمت حماس في الصيف، فإنّ هذا سيكون كردّ فعلٍ على الصعوبات التي تواجهها لإطعام سكان القطاع، والنقص في الكهرباء والانتقادات الداخلية لها من قبل سكان غزة، على حدّ قوله.

وللتدليل على خشية « إسرائيل » من حماس، لا بُدّ من التذكير في هذه العُجالة بأنّ حكومة نتنياهو صادقت مؤخرًا، لأوّل مرّةٍ في تاريخ « الدولة العبريّة »، على إخلاء جميع مُستوطنات ما يُسّمى “غلاف غزّة” لمنع وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم كما حدث في عدوان 2014.

كلمات دلالية