بالصور الداعية فورة يتحدث عن حقائق وتواريخ ومحطات هامة حول القدس

الساعة 12:15 م|15 يونيو 2017

فلسطين اليوم

نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأربعاء (14/6)، ندوةً تثقيفية، بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، في ذكرى 50 عامًا على سقوط مدينة القدس.

وحضر الندوة - التي كانت بمسجد الفاروق، بجوار مستشفى ناصر بعد صلاة العصر مباشرةً – لفيفٌ من المصلين، وأبناء وكوادر حركة الجهاد الإسلامي.

وتحدث للحضور الداعية الإسلامي الشيخ عمر فورة، بطريقة استعرض خلالها أرقامًا وتواريخ ومحطات هامة شهدتها مدينة القدس، واسترسل كذلك في الحديث عن ما شهدته فلسطين من مؤامرات وتسهيلات قدمتها بريطانيا لتمكين العصابات الصهيونية من السيطرة عليها.

وتأتي الندوة ضمن سلسلة ندوات تنفذها لجنة التثقيف الحركي بالتعاون مع اللجنة التنظيمية العامة، لاستنهاض وعي الجماهير، ووضعهم في صورة الحقائق والتواريخ الهامة حول مدينة القدس، ليتسلحوا بهذه المعلومات، ويكونوا على قدر أمانةِ التضحية من أجل تحريرها.

واستهل الشيخ فورة حديثه، قائلًا :« عندما نتحدث عن القدس، إنما نتحدث عن جزءٍ من عقيدتنا، فالقدس آيةٌ من الكتاب، ربط الله بينها وبين مكة المكرمة، برباطٍ عقائدي لا يمكن أن ينفصل ».

وأشار إلى أن القدس هي الأولى من حيثُ القبلة؛ حيث ظل الرسول والمسلمون يؤدون الصلاة ووجهتهم إليها مدة 17 شهرًا، معتبرًا أن التفريط بها هو مقدمة للتفريط في القبلة الثانية.

كما وأشار إلى أن القدس الثانية من حيثُ البناء؛ فقد بُني المسجد الأقصى المبارك، بعد المسجد الحرام في مكة بـ 40 عامًا.

ولفت الشيخ فورة إلى أن القدس هي الثالثة من حيث شد الرحال لمسجدها المبارك، منوهًا إلى أن المدينة مركز التطاحن الحضاري في العالم، وهي القضية المركزية للمسلمين.

كما لفت إلى أنه تم احتلال المدينة وغزوها أكثر من 25 مرة عبر التاريخ، مبينًا أن القدس وجهة كل الفاتحين، وكل الغزاة، وفي القدس كان الصراع قبل 24 قرنًا هنا مع أوروبا عندما خرجت بقيادة الإسكندر الأكبر سنة 332 ق.م لاحتلال المدينة، لتدخل القدس في مرحلة الحضارة اليونانية.

ونوه الشيخ فورة إلى أن اليونانيين بقوا في القدس نحو 3 قرون، إلى أن جاءت قوة عظمى احتلت القدس وكانت الدولة الرومانية في زمن يوليوس قيصر، تحديدًا سنة 63 ق.م لينهوا بذلك الحكم اليوناني. استمر حكم الرومان للمدينة 7 قرون إلى أن بعث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وبدأ يفكر في محاربة الروم، فكانت غزوة تبوك في العام 9 للهجرة، ثم توفي الحبيب محمد وأكمل الصحابة المرحلة الحضارية.

وبيّن أن المرحلة الحضارية، سبقتها مرحلتان أكملهما رسول الله هما بناء الفرد وتركزت في مكة المكرمة وامتدت 13 عامًا، ومرحلة بناء الدولة وكانت في المدينة المنورة، واستمرت 10 أعوام.

ونوه الشيخ فورة إلى أنه بعد التحاق الرسول بالرفيق الأعلى، واصل المسلمون الفتوحات، ففي زمن الخليفة عمر بن الخطاب كانت هزيمة الروم في معركة اليرموك سنة 15 للهجرة، 636 ميلادي، ليدخل قائد الجيش أبو عبيدة بن الجراح مدينة القدس، إلا أن بطريرك المدينة سفرونيوس، اشترط تسليم المدينة للخليفة بنفسه.

وفي عهد المسلمين – كما ذكر الشيخ فورة – تم تغيير اسم المدينة من « إيلياء كابيتلونيا » إلى بيت المقدس، موضحًا أن المدينة حملت أسماءً عديدة عبر التاريخ وصلت بحسب ابن حجر العسقلاني إلى 20 اسمًا، منها يبوس الذي أطلقه الكنعانيون نسبةً إلى جدهم، وأورسالم نسبة لملك كنعاني، ولما دخلها النبي داوود سميت باسمه، وفي العصر اليوناني كان اسمها « هيروسيلم »، وفي عهد الرومان « إيلياء كابيتالونيا » وفي عهد المسلمين بيت المقدس، وفي زمن الدولة العثمانية سميت القدس الشريف.

وبحسب المعطيات التاريخية التي تناولها الشيخ فورة، ظلت القدس في عهد المسلمين حتى عام 492 للهجرة، 1099 ميلادي، حيث تعرضت لمحنة الاحتلال الصليبي، حيث قدِم الصليبون من غرب أوروبا، وذبحوا داخل المسجد الأقصى وحده ما يزيد عن 70 ألف مسلم، حتى أن أحد قادتهم تباهى بأن خيولهم غاصت حتى ركبها في دماء المسلمين. وأساء الصليبون للمقدسات الإسلامية، وأطلقوا على مدينة القدس، اسم مملكة بيت المقدس اللاتينية.

ونوه الشيخ فورة إلى أن المدينة ظلت ترزح تحت الحكم الصليبي نحو 90 عامًا حتى جاء القائد صلاح الدين الأيوبي، وحررها في معركة حطين سنة 1187 ميلادي، مشيرًا إلى أن المسلمين حصنوا أبراجها، وقووا أسوارها، وجددوا عمارتها بعد أن عاث الصليبون فيها خرابًا ودمارًا.

وبخصوص مزاعم وادعاءات اليهود في القدس، أوضح الشيخ فورة أن اليهود ظهروا في تاريخ المدينة مع ظهور الأنبياء، موضحًا أن اليهود ظهروا من أولاد يعقوب (عليه السلام)، الذي كان متزوجًا من أربع سيدات هن: زلفى، ليئا، بلها، وراحيل وله منهن 12 ولدًا.

وأوضح أن اليهود الذين يطلق على آبائهم تسمية أسباط بني إسرائيل، هؤلاء ليس لنا كمسلمين مشكلةٌ معهم، لكن المشكلة مع اليهود، الذين احتلوا أرضنا ومقدساتنا.

وكشف الشيخ فورة عن أن اليهود في واقعنا اليوم لا تعود جذورهم لبني إسرائيل الأوائل، فغالبيتهم الساحقة والتي تصل لنسبة 98% يهود أشكناز، أي قبائل « خزرية »، نسبةً إلى الإمبراطورية « الخزرية »، وأصولهم من شمال القوقاز.

وأشار إلى أن اليهود استغلوا ضعف الدولة العثمانية، لتبدأ أطماعهم، وأحلامهم في احتلال فلسطين والقدس، فظهر المفكر اليهودي موسى هس، الذي ألّف كتابًا أسماه (روما والقدس)، وطالب فيه اليهود أن يتحرروا من المجتمعات التي يعيشون فيها، ويتجهوا لفلسطين، ثم جاء بعده مفكر آخر اسمه ليو بنسكر، الذي ألّف كتاب (التحرر الذاتي)، وفيه دعا اليهود لإحياء اللغة العبرية، واعتبر الفرصة مهيأةً للانقضاض على العثمانيين، وأخذ فلسطين منهم، بعده كان الصحفي اليهودي ثيدور هرتزل، وهو نمساوي مجري، ألّف كتابًا أسماه (الدولة اليهودية) عام 1896 ميلادي، وصف فيه دولتهم الحلم قبل أن تقوم بحوالي 55 سنة.

وأوضح الشيخ فورة أن هرتزل وضع حجر الأساس لتأسيس الحركة الصهيونية، بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول، في مدينة بازل السويسرية، بين 28 إلى 30 أغسطس/ آب عام 1897، بحضور 300 صهيوني جميعهم نخب، حاخامات، وأثرياء؛ حيث انتخب خلاله « هرتزل » رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية. 



الجهاد الإسلامي

الداعية الشيخ عمر فورة

الداعية الشيخ عمر فورة أبو أسامة

الشيخ عمر فورة

كما وأوضح أن هرتزل لم يترك شاردةً أو واردة عن تفصيل وبناء الدولة الصهيونية إلا ذكرها في كتابه، واليوم لا تخلو مدينة في كيان الاحتلال من اسمه، فأكبر الشوارع في المدن باسمه، وصورته معلقة على جدران الكنيست والمؤسسات الرسمية، وصمم أعداؤنا مدينة حديثة على أطلقوا عليها اسم « هرتزيليا »، تيمنًا باسمه.

وبالحديث عن الصهيونية، بيّن الشيخ فورة أن « صهيوني » مشتقة من كلمة صهيون، نسبةً لجبل صهيون غرب القدس، أما من صاغ مصطلح « الحركة الصهيونية » فهو الفيلسوف اليهودي ناتان بيرنباوم في عام 1890، وكان لوصف حركة « أحباء صهيون »، وأقرّ التسمية المؤتمر الصهيوني الأول في بازل.

وبحسب المعطيات التاريخية، فقد انضم للحركة الصهيونية مع تأسيسها عدد كبير من يهود أوروبا، وتلقت دعمًا سخيًا من أثرياء اليهود، الذين كان أبرزهم ادموند روتشيلد، فرنسي الأصل، حيث تبرّع بـ 30 مليون فرنك، كانت كفيلة ببناء 14 مستوطنة، وتأسيس مدينة أطلقوا عليها اسم « ريشون ليتسيون » سنة 1882 ميلادي، أي قبل إعلان دولة الاحتلال بـ 66 عامًا.

ولفت الشيخ فورة إلى أن الصهاينة جلبوا رفات ادموند روتشيلد بعد موته، ودفنوه في مدينة حيفا المحتلة، وقبره صار مزارًا.

ونوه إلى أنه بعد وفاة هرتزل، خلفه في قيادة الحركة الصهيونية العالمية، الكيميائي حاييم وايزمان، الذي طوّر طريقة متقدمة في التخمر الصناعي، ساعدت في إنتاج كميات كبيرة الأسيتون الذي يعتبر مهمًا للغاية لإنتاج الـ « كوردايت »، وهي مادة متفجرة، أعطى تركيبتها للإنجليز كي يستخدموها في الحرب العالمية الأولى، مما زاد اهتمامهم به.

وفي مقابل ما توصل له وايزمان من مادة كيمائية قدمها للإنجليز – طبقًا للمعطيات التاريخية التي استعرضها الشيخ فورة – كان وعد بلفور في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917، هذا إلى جانب أمور أخرى كالضغط اليهودي المتزايد، ودفع رشى مالية للعائلة المالكة في بريطانيا.

وكشف الشيخ فورة عن أشهر رشوة في التاريخ قدمها الثري اليهودي روتشيلد للعائلة المالكة والحكومة البريطانية، ليصدر عن وزارة الخارجية مخاطبةٌ رسمية موجهة له، جاء فيها : « إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية .. ».

وطبقًا لهذه المخاطبة التي عُرفت فيما بعد باسم « وعد بلفور »، نسبةً إلى آرثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني آنذاك، عملت بريطانيا بكل ما أوتيت من قوة على تحقيق وعدها، حيث شدد الشيخ فورة على أنه لولا ذلك الوعد ما قامت « إسرائيل »، ولاستطاع الشعب الفلسطيني القضاء على الحركة الصهيونية.

ولفت إلى أن الانجليز عندما فكروا بالانسحاب من فلسطين، سلموا الحركة الصهيونية 270 مبنىً حكومي، 50 محطة قطار، 3 آلاف كيلو متر من الاسفلت، و37 مركز جيش مجهز بالسلاح والعدة.

ومن المعطيات الذي ذكرها، وسهلت احتلال فلسطين، أن الانجليز منحوا الصهاينة تسهيلات لبناء « دولتهم » ومرافقها المستقبلية الهامة، على سبيل المثال لا الحصر: تأسيس الجامعة العبرية، سنة 1925 أي قبل قيام كيان الاحتلال بـ 23 عامًا، وإنشاء المدرسة الزراعية، التي يطلقون عليها اسم « المَكفيه »، قبل قيام الكيان بـ 78 سنة، وكذلك إنشاء معهد « التيخنيون »، وفيه يتم إعداد المهندسين عام 1890، أي قبل بناء الكيان بـ 58 سنة.

ونوه الشيخ فورة في ضوء حديثه، إلى أن الصهاينة اهتموا بالنهوض العلمي لأبنائهم في كافة المجالات، التي تضمن لهم بناء « دولتهم » فيما بعد بسهولة ويسر، وهو الأمر الذي تحقق مع الأسف.

وختم الداعية الإسلامي الغزي حديثه قائلًا :« لم اذكر ما سبق إلا لكي ننهض بواقعنا، علينا أن نهتم ببناء أنفسنا، وإعداد أبنائنا جيدًا، ونرتقي بهم أكاديميًا، وفي كافة الصعد المتاحة، يجب ألا نترك لليأس طريقًا ليتسلل إلى نفسونا، ويسلب منا إرادتنا وعزيمتنا، رغم كل ما مررنا به من مؤامرات وآلام وأزمات ».

كلمات دلالية