خبر ليس كأس الشاي خاصتهم -معاريف

الساعة 10:49 ص|14 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ابراهام تيروش

(المضمون: حزب العمل بحاجة في رئاسته الى زعيم من الطوائف الشرقية، اذا كان يرغب في الانتصار في الانتخابات القادمة. وهذا يعني عمير بيرتس او آفي غباي- المصدر).

عندما رأيت في الساحات يافطة حمراء تهتف « اليساريون يعودون » ظننت أن شركة تجارية ما تتذاكى في نشرها ولاحقا سنعرف عما يدور الحديث. وعندما رأيتها مرة اخرى قلت لنفسي لعله جسم يميني ما يقف خلفها، غير أنه كان سيكتب هنا بالتأكيد « يسرويون ». وسرعان ما تبين أن اليافطة من النائب ارال مرغليت الذي يتنافس على رئاسة العمل.

 

توجهت الى الانترنت لافحص ماذا يقصد الكاتب. يتبين ان مرغليت يستخدم في الانتخابات الداخلية خط الفخار باليسرويين، ممن جعل لقبهم اليمين موضع شجب. وهو يكتب بان العمل خفض رأسه منذ اغتيال رابين، وان اليساريين هم الذين بنوا البلاد، استوطنوها وطوروها وما شابه، وان « اليساريين » ليست شتيمة وانه لا يخجل من هذا اللقب. اي باختصار هذه عزة الانتماء الى الوحدة العسكرية.

جميل. أتفق مع خلاصة الامر. ولكنه أخذ على عاتقه مخاطرة جدية. يمكن الافتراض بانه اذا انتصر في الانتخابات في العمل وتنافس على رأسه في الانتخابات العامة، سيحرص الليكود على أن ينتزع ربحا انتخابيا من « اليساريون يعودون ». فهذا يرن، مع الفرق، مثل « العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع » التي قالها نتنياهو في الانتخابات السابقة، مما حفز جموع اليمينيين العلمانيين والمتدينين القوميين الى حضن الليكود. ولكن قبل تتويج مرغليت، ينبغي القول ان هناك اشكالية في ترشيحه لرئاسة الحزب، واكثر من ذلك لرئاسة الوزراء. فسيرته الذاتية مثيرة للانطباع بالفعل، سواء من ناحية نجاحه التجاري الاقتصادي أم من ناحية استثماراته في صالح الجمهور في بلدات المحيط، في

الشمال وفي الجنوب. ولكن هذه لا تزال لا تضمن ان يكون مناسبا وان ينجح في المنصب المعقد لرئاسة الوزراء. فلهذا الغرض هناك حاجة لتجربة سياسية – جماهيرية اطول والعبور عن طريق منصب وزير، كما يوجد وزن للمزايا الشخصية والعلاقات الانسانية (انظروا حالة ايهود باراك). يخيل ان لمرغليت بعض نقاط الضعف في هذا المجال.

وأكثر من ذلك، ينبغي القول بوضوح: حزب العمل بحاجة في رئاسته الى زعيم من الطوائف الشرقية، اذا كان يرغب في الانتصار في الانتخابات القادمة. وهذا يعني عمير بيرتس او آفي غباي. إذ من اجل الانتصار، فان حزب العمل ملزم بان ينقل الى تأييده ناخبين محتملين لليكود من وسط البلاد ومن بلدات المحيط، والكثيرون منهم من ابناء الطوائف الشرقية. لقد نجح عمير بيرتس في ذلك نسبيا في الماضي، وارال مرغليت ليس الرجل الذي يمكنه فعل هذا رغم مساهمته لبلدات المحيط. فهو ليس كأس الشاي الخاص بهم.

يبث مرغليت تعالٍ، بل ووقاحة كما وجد الامر تعبيره في مهاجمته لافي غباي. لقد استغرق مرغليت وقتا كي يفهم بانه تورط، واعتذر في وقت متأخر. اما غباي، المهان، فلم يرد على الاعتذار، ولكن يجب به أن يبعث بالورود الى مرغليت. فقد صنع له جميلا إذ جند له العطف في اوساط جمهور الناخبين في داخل الحزب وخارجه. فمن جهة اخرى، فان سلوك مرغليت تجاه غباي لم يضف له نفسه مؤيدين، على أقل تقدير، من بين ابناء الطوائف الشرقية. واذا كان لا يزال يتباهى بيساريته، فان مصيره على ما يبدو حسم بين قسم كبير من هذا الجمهور.

لقد قال مرغليت انه لم يقصد الاستخفاف بغباي بتلميحه أنه لا يعرف الانجليزية. أحقا. ان الافتراض المدحوض بان ابناء الطوائفة الشرقية لا يعرفون الانجليزية يكاد يكون رد فعل شرطي لسماع اسمهم. هكذا مثلا، رد غير قليلين على تعيين سلفان شالوم وزيرا للخارجية وتعيين داني دانون سفيرا في الامم المتحدة. صحيح، الانجليزية على لسانهم ليست كما هي على لسان نتنياهو. ولكن انظروا العجب، دانون يخطب ويخطب في الامم المتحدة – وبالانجليزية! - وسامعوه يفهمون كل ما يقوله.

كلمات دلالية