ما أن أعلنت مجموعة من الدول العربية العقوبات على قطر، سارعت غالبية الدول العربية والأوروبية إلى إصدار موقفاً من تلك العقوبات سواء بالإيجاب أو السلب، إلا أن موقف السلطة الفلسطينية جاء متأخراً وعلى لسان رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، بدعم الموقف الفلسطيني لـ « السعودية ومصر والبحرين والإمارات وموريتانيا » وضد أي مخططات فارسية إيرانية في المنطقة العربية« . دون أن يتم ذكر اسم »قطر« .
يشار إلى أن دول السعودية والامارات والبحرين ومصر وموريتانيا واليمن قطعوا علاقاتهم نهائيا مع قطر بسبب دعم الأخيرة للإرهاب وهو ما نفته قطر عنها جملة وتفصيلا.
وعن الأسباب التي جعلت السلطة تتأخر في موقفها خلافا لموقفها من »عاصفة الحزم« ضد اليمن والذي جاء سريعاً بتأييد السعودية، وهل هي أسباب خاصة بالرئيس محمود عباس كونه يحمل الجنسية القطرية وله مصالح اقتصادية، أو خشيته من أن يتأثر الدعم القطري للمشاريع الفلسطينية وخزينة السلطة، أم قناعته بالوقوف على الحياد مع الكل العربي حرصا على ان القضية الفلسطينية بحاجة لجميع الدول العربية دون استثناء.
وكان اللواء »فرج« قد صدر موقفا رسمياً للسلطة من الأزمة الخليجية قائلاً: » شعبنا الفلسطيني بالخليج وبالدول العربية ليس بحاجة لذبح، ونحن مع العرب لأنهم هم عنوان للمنطقة العربية، وأننا مع وحدة العرب ومع موقف كل العرب. لذلك نحن مع « السعودية ومصر والبحرين والإمارات وموريتانيا » ولسنا مع أي مخططات فارسية إيرانية في المنطقة العربية. دون أن يذكر قطر بالاسم التي فرضت عليها العقوبات العربية بزعم دعمها للإرهاب، وعلاقاتها مع إيران.
وأضاف، البلاد العربية للعرب وشيء مخجل ما سمعناه من هتافات قبل أيّام بقطاع غزة (حماس) ضد الدول العربية. مؤكداً أنه يجب أن نهتف للحياة مع الدول العربية، التي تحتضن أبناءنا في الخليج ولا نريد لأي دولة عربية أن تأخذ موقفا مضادا من شعبنا وقيادتنا، وفي الماضي كان لنا درسا في ذلك، في إشارة إلى موقف الرئيس ياسر عرفات من الغزو العراقي للكويت.
وقال:« إن حركة حماس تجرنا إلى مكان لا يحمد عقباه بتدخلها بالأزمة العربية.
ولتفسير الموقف الفلسطيني، أوضح الدكتور ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي لـ »فلسطين اليوم« ، أن موقف السلطة الفلسطينية مهم جدا بالنسبة للدول الرئيسية الأربعة (السعودية والامارات والأردن ومصر)، يختلف عن موقف أي دولة أخرى وهذا تكمن مشكلة الموقف الفلسطيني.
وقال: » لأن أحد الضغوطات المفروضة على قطر هو موضوع حركة حماس، وبالتالي هذا يجعل من موقف السلطة له ثمن سياسي كبير.
وأضاف، أن موقف السلطة من قطر تحكمه عدة أبعاد تجعل من الصعوبة بمكان مهاجمتها، خاصة أنها تعلن دائما دعمها للفلسطينيين والحكومة الفلسطينية والاعمار وأن علاقتها مع حماس كباقي الفصائل، إلى جانب أن لها تأثير في ملف المصالحة وملفات فلسطينية أخرى.
والبعد الآخر وهو وجود علاقات شخصية مع رئاسة السلطة واقتصادية يعلمها الجميع.
وأعرب عن اعتقاده، انه امام هذه المحددات تم الايعاز للواء فرج بالخروج بهذا التصريح الدقيق جدا، ليمثل مخرجا للسلطة.
وأكد على أن تصريح اللواء فرج كان مدروسا جيدا ليلبي جميع الأطراف ولا يخسر طرفا على حساب طرف. لذلك قال:« نحن مع التحالف السني وضد المخططات الإيرانية » ولم يمس قطر بشكل مباشر.