خبر ضرر غير مسبوق- يديعوت

الساعة 10:41 ص|13 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: اذا كانت المعلومات التي كشفت عنها « نيويورك تايمز » عن تسلل اسرائيلي لحواسيب داعش صحيحة فهذا ضرر عرضي للقدرات الاستخبارية الاسرائيلية - المصدر).

 

إذا كان النبأ الذي نشر امس في « نيويورك تايمز » صحيحا – فان الرئيس ترامب كشف للروس بان اسرائيل تسللت الى داعش في هجمة سايبر وهكذا اكتشفت المؤامرة لاسقاط طائرات مع قنابل ذكية – فالحديث يدور عن كارثة استخبارية. هذا ليس خللا، بل وليس أزمة عابرة تتعلق بضياع المعلومات، بل انهيار عرضي لقدرات استخبارية اكتسبت بكد ومخاطرة شديدين.

 

حسب تقرير الصحيفة الأمريكية روى الرئيس في لقائه في البيت الابيض الشهر الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف عن أن خبراء سايبر اسرائيليين (وكان عزا ذلك الى « حليفة في الشرق الاوسط ») نجحوا في التسلل قبل نحو نصف سنة الى خلية معدي القنابل في سوريا ممن طوروا موادا متفجرة حديثة لا تكتشفها الات الكشف في المطارات وتتخذ شكل بطاريات لحواسيب محمولة. وأدت المعلومة الى قرار منع حمل الحواسيب المحمولة في الطائرات في الرحلات الجوية الى الولايات المتحدة من دول اسلامية.

 

ومنذ أن علم في الولايات المتحدة بان ترامب نقل الى لافروف معلومات عن مصدر اسرائيلي في داعش، تنافست فيما بينهما « واشنطن بوست » و « نيويورك تايمز » من يكشف أكثر عار الرئيس – وعلى الطريق ايضا اسرار اسرائيل لتعظيم غباءه. في البداية جرى الحديث عن عميل جندته اسرائيل في سوريا. كان يكفي هذا لالحاق ضرر شديد، إذ من المعقول الافتراض بانهم في داعش اغلقوا الصفوف ووضعوا المصاعب في وجه استمرار جمع المعلومات. حتى لو كان عميل كهذا – سواء كان عمل أم لا – ينجح في الخلاص، فقد قضي على مصدر معلومات نادر.

 

أما التسريب أمس في « نيويورك تايمز » بان المعلومة الحساسة جاءت كنتيجة لهجمة سايبر فمن شأنها منذ الان أن تلحق اضرارا استخبارية من نوع آخر وبحجم أكبر بكثير. فداعش يفهم في الاخفاء ويعرف بانه لا يوجد جسم استخباري لا يحاول التسلل الى داخله. وعليه، فمن المعقول انه

 

أمر بالابقاء على قطع الاتصال: فرجال التنظيم يمتنعون عن استخدام الوسائل المحوسبة واذا ما استخدموها فانها مشفرة. نشر في الماضي ان التنظيم يقيم اتصالا مع رجاله من خلال العاب « بلاي ستيشن » او « اكس بوكس ». والتسلل الى داعش، وان كانت الكترونية ايضا تنطوي احيانا على خطر على الحياة. فكل تسلل يستوجب عملا استخباريا كلاسيكيا يتضمن: تحديد هدف، دراسة المنظومة وايجاد نقطة ضعفها، وتطوير معاملات تخفي حصان طروادة الذي يتم ادخاله من أجل جمع المعلومات السرية. وكل كشف لنشاط داعش ينتهي، من ناحية الاستخبارات، بقنبلة على الرأس، بكل معنى الكلمة.

 

ولكن عندها جاءت « نيويورك تايمز » وكشفت النقاب لداعش بانه تلقى هجمة سايبر اسرائيلية. والان لا يتبقى لرجال النظيم غير محاولة الكشف عن تلك المنظومة التي تلبستهم في حواسيبهم. وليس هم فقط: في الدول التي لها مصلحة بالقدرات الاسرائيلية هي الاخرى ستحفر في حواسيب داعش لتمسك ذاك الفيروس – الدودة أو الشيطان يعرف ماذا. ومن اللحظة التي تمسك بها « اداة » السايبر – هناك احتمال كبير ان تنكشف ايضا نقطة الضعف. وتلك النقطة – التي بالتأكيد تظهر ايضا في منظومات محوسبة لدول ومنظمات معادية لاسرائيل – ستغلق. المعنى: انهيار استخباري للمهاجم الذي وظف سنوات طويلة في تطوير الاداة وادخالها الى اماكن مختلفة.

 

جهاز استخباري يدخل برنامجا مغرضا الى حواسيب العدو يموه نشاطه باستخدام منظومات الخدمة الالكترونية في ارجاء العالم. وعليه فان هذا الكشف في واقع الامر يقصر لكل جهاز استخبارات اكتشف « الاداة » السايبرية الطريق الى الحواسيب ذات الصلة. والاسوأ من ذلك: اذا كان المهاجم نفسه لا يعرف انه انكشف، فيمكن تحميله معلومات كاذبة واستخدام معطياته لمهاجمة دول اخرى.

 

لحرب السايبر توجد فضائل هائلة على الاستخبارات التقليدية. ومع ذلك، فانها تنطوي على مخاطر واضرار للمدى البعيد على المهاجم. اذا كان في المنشورات الاخيرة ذرة حقيقة – أحد ما يحرث على ظهر اسرائيل حربه ضد ترامب ويلحق، عن قصد، ضررا شديدا لحليفة الولايات المتحدة، على شفا الخيانة.

كلمات دلالية