قال مسؤول المكتب الاعلامي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين داود شهاب، إن « الشهيد البطل عائد خميس جمعة كان يمشي بيننا وفي وجهه حياء الشهداء، ولم يكن كمثله من الشباب، فكان شاباً ترعرع في حب المساجد وتولد داخله الانتماء والعشق لفلسطين وللمسجد الأقصى المبارك في زمان تتخلى فيه الجيوش عن القدس والقضية ».
وأكد شهاب في كلمته خلال مهرجان تأبين الشهيد جمعة، اليوم الأحد، أننا نعيش في زمان تشتد فيه المعركة على وعي الأمة وعلى وعي الشباب بشكل خاص، مضيفاً « هم يريدون منا أن ننسى المسجد الأقصى المبارك، وتاريخ الفتوحات الإسلامية، لكننا لن ننكسر، فنحن نستشهد لكننا لا نستسلم ولا نموت ».
وأضاف، « نقول لكل من يحاول أن يجرم مقاومة هؤلاء الشباب في سرايا القدس والقسام وألوية الناصر وكافة المقاومين الأطهار، خبتم وخسئتم، فالشعب الفلسطيني يقاتل ويدافع عن إرادة الحق، وعن القدس، وعن أشرف وأقدس قضية في الوجود قضية فلسطين ».
وتابع، « لا تعجبوا عندما يخرج عائد إلى هناك إلى الحدود الزائلة ليطل بنظراته الخليل والقدس ويافا حيفا، فهؤلاء الشباب هم من يدافعون عن فلسطين ولسان حالهم يقول: إنا عائدون ».
وأردف، « من يراهنون على حصار فلسطين أن بإمكانه أن يدفع بالشعب الفلسطيني وأهل غزة إلى اليأس والإحباط فهو خاسر، وإلا فما رأيتم هؤلاء الشباب يحملون سلاحهم في انتظار اللحظة الحاسمة، التي سينفجر فيها كل الشعب الفلسطيني في وجه محتله ».
وشدد على أن هذا الاحتلال الذي أطلق الرصاص على رأس عائد، سيأتيه يوم يقتص فيه الشعب الفلسطيني منه، لافتاً إلى أن « مشوارنا طويل ومعركتنا مستمرة وعدتنا وعتادنا هي الصبر والوحدة أولاً وأن نواصل العمل ولا نكل ولا نمل حتى يأتي فرج الله تبارك وتعالى، ويأذن الله من عنده بالنصر والتمكين ».
من جانبه قال خميس جمعة والد الشهيد عائد إن « عائد بالنسبة لكم هو المواطن الحر، وهو المجاهد الصادق، وهو المدافع عن حق شعبنا، وهو شرارة كسر الحصار، أما بالنسبة لنا، فإن عائد هو مشوار أمه منذ أن حملته وهناً على وهن وفصاله في عامين، وتربى على عينها حتى صار شاباً يافعاً تنتظر يوم فرحتها به ».
وفي رسالته للشهيد أضاف جمعة، « ولدي الحبيب اليوم ترحل عني وقد بلغت من العمر عشرين عاماً، لكن عزائي أنك حيٌ عند رب العرش العظيم تنعم في جنة الخلد بإذن الله مع خير صحبه في الدنيا والاخرة – مع الحبيب المصطفى محمد، ولدي الحبيب وقرة عيني عائد، يا نبض الفؤاد ونسيم الروح، يا حبيب والدك، يا حبيب أمك، يا حبيب أخوتك وأخواتك، نفخر بك وأنت تلتقي إخوانك الشهداء والصالحين بإذن الله في دار الخلد منعما مكرماً ».
وتابع، « دمك الأحمر لن يُنسى ومظلمتك لن تَبلى، وهو في رقاب الباحثين عن الحق أمانة، أنت يا ولدي كما كل الشهداء، في ضمير الأحرار، والمجاهدين والأبطال حي، وفي ضمير التاريخ صفحة مشرقة وهاجة ».
وأردف، « رسالتي كوالد شهيد من شهداء فلسطين الجريحة والحبيبة لكل العرب والمسلمين وللعالم أجمع، إننا لا نلقي بأبنائنا في فم الموت طواعية؛ فالموت بالنسبة لنا وجع كما تتخيلوه لفلذات أكبادكم؛ إننا ندفع من هذا الوجع ثمن صمتكم، عن قساة القلوب الذين يحاصرون غزة، تحت ادعاءات زائفة، تشبه الحرص على إنقاذ سكان القطاع أو المصلحة الوطنية؛ إن عائد خرج أعزلاً من السلاح وهو المدرب والمقاتل وسيد السلاح، لكنه خرج أعزلاً ليوصل رسالة لكل المحاصرين أن يجدوا مخرجاً لحصار حليب الاطفال وعلاج المرضى في أقسام العناية المركزة وعلى أسرة الموت البطيئ، خرج بدون سلاح ليكشف قبح العدو المدجج بالحقد والإرهاب وبأدوات القتل، أراد أن يقول للجندي الصهيوني وكل من يقف خلفه محاصراً شعبنا أنكم لا تمتلكون شيئاً من الأخلاق ».
وأكد أن عائد ذهب ليقول إن الفلسطيني لن تموت قضيته ومن حقه العودة وتقرير المصير، وذهب إلى حدود القطاع ليطل على جبال الخليل ويرمق القدس بنظراته ويستصرخ الضفة الصامتة عن حصارنا، مستذكراً سنوات كانت تخرج فيها القوافل من غزة تهرع لنصرة الأقصى والدفاع عن ساحاته في وجه الغزاة المستوطنين.
واختتم والد الشهيد كلمته قائلاً، « هذه رسالة عائد التي سيحملها كل المحبين لعائد وللشهداء الراحلين إلى علياء المجد، وأدعو الله أن يجعل مقامه عالياُ في جناته، وأن يرحنا بعملك الطيب وهدفك النبيل، وأن يصبرنا على الفراق لحين اللقاء، وستظل ذكراك محفورة بقلوبنا، ونتذكرك حياً بيننا لأنك لم تمت بقلوبنا ولن تمت ».
وارتقى الشهيد عائد ابن « سرايا القدس » الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي برصاص قوات الاحتلال، الجمعة الماضية، بالقرب من الشريط الحدودي شمال قطاع غزة، خلال مسيرة الغضب التي خرجت مناهضة للحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 10 سنوات.