خلال ندوة نظمها منتدى الإعلاميين
بالصور مختصون يحذرون من « شيطنة المقاومة » والإجهاز على القضية بأيدٍ عربية
الساعة 07:17 م|10 يونيو 2017
فلسطين اليوم
نظم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، مساء اليوم السبت، ندوة سياسية حول (زيارة ترامب للمنطقة ووصفه للمقاومة بالإرهاب) بحضور عدد من الكتاب والمثقفين والصحفيين.
وأكد الكتاب والسياسيين على ضرورة أن تكون هناك استراتيجية فلسطينية لمواجهة الأخطار التي تحدق بالقضية الفلسطينية في ظل سياسة إدارة ترامب في المنطقة العربية، مؤكدين على ضرورة التخلص من الانقسام كخطوة أولى لتحصين القضية الفلسطينية من المخاطر المحدقة.
الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أوضح أنه لا يمكن فهم ما يُحضر للقضية الفلسطينية بمعزلٍ عن فهم ما يجري في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن ما يجري في المنطقة عبارة عن حلقات مترابطة تؤثر كل واحدة بالأخرى.
وقال سويرجو "إن سياسة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لا تتعارض مع الديمقراطيين أصحاب فكرة شرق أوسط جديد، والاختلاف بينه وبين الديمقراطيين يكمن في كيفية التعامل مع المنطقة العربية، واستبدل ترامب قاعدة النفط مقابل المال بقاعدة جديدة وهي النفط مقابل الحماية لتعويض التدهور الاقتصادي الذي منيت فيه الولايات المتحدة (..) دونالد ترامب رجل يفهم بالحساب ولا يفهم بالكيماء ويتعامل بعقلية رجل الاعمال".
وأشار إلى "أن المبدأ الثاني لرئيس الولايات المتحدة الذي يتعامل بعقلية رجل الاعمال، إذكاء الحروب بالوكالة، الأمر الذي تقوم به بعض الدول العربية نيابة عن الولايات المتحدة وعلى رأسهم السعودية التي تدير حرباً أمريكية إسرائيلية ضد اليمن لتحقيق أهدافٍ عديدة منها ضمان سايكس بيكو جديد يفتت المنطقة، ويضمن مصالح الولايات المتحدة وحركتها الملاحية في المنطقة".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي إن ما تشهده المنطقة سينعكس على الإقليم برمته، ولن ينعكس على قطر وحدها، مشيراً إلى أن ما يجري هو تحضير لسايكس بيكو الذي يفتت المفتت.
وحذر العجرمي من المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية والمحاولات العربية للتوصل لحل إقليمي تنفذه مصر والامارات والادن والسعودية، مشيراً إلى أن ما يجري في المنطقة هو إعادة بناء تحالفات على أسس تفرض نفسها، والتي قد تقود إلى كوارث كبيرة على القضية الفلسطينية من بينها اوسلوا جديدة برعايةٍ عربية.
وأكد أن الشعب الفلسطيني الصامد قادر على إفشال المخططات التي تحال ضد قضيته مستشهداً بمراحل الصراع وتذويب القضية من احتلال فلسطين عام 48.
من جانبه، قال الكاتب السياسي ناجي الظاظا إن رئيس الولايات المتحدة لا يحمل تصوراً ولا مبادرة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وصرح بذلك مراراً وتكراراً انه لا يعنيه حل الدولة او الدولتين، وان أي اتفاق يتفق عليه الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون محل احترام اداراته، ويفهم من ذلك أنه لا يوجد لديه أي مشروع يطرحه على طاولة الصراع.
وأوضح أن القضية الفلسطينية لم تعد العنوان الواضح لدى العرب، وان ما يجري في المنطقة يتجه نحو تصفية القضية الفلسطينية من اجل التمهيد للسلام الإقليمي.
وذكر الظاظا أن المطلوب من ضمن ما يجري في المنطقة رأس المقاومة الفلسطينية لأجل التمهيد لتسوية يقودها طرف عربي مع إسرائيل، مشيراً إلى أن مفهوم المقاومة للمشروع الإسرائيلي والغربي تراجع عند العرب والأنظمة العربية، وبدأ الجميع يتساوق ويتشارك مع مشروع ترامب ضد المقاومة.
وشدد الظاظا على أن المقاومة تعبير طبيعي عن احتلال فلسطين، وليس تعبير عن أي دولة عربية، لافتاً إلى أن فكر المقاومة متطلب أساسي للمشروع الوطني تجمع عليه كافة التيارات والفصائل الفلسطينية في العموميات ويختلفون في الأساليب فقط.
وأضاف: لا يمكن الاطمئنان للحالة العربية المتساوقة مع مغامرات ترامب الهوجاء الذي يعاني من عدم اتساق بين ما يقوله من تصريحات، وبين ما تتحدث به الإدارة الامريكية التي تراجعت عن تصريحات كثيرة رددها خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه، مؤكداً أن المشكلة الأكبر التي تعاني منها الدول العربية غياب المقاومة الداخلية للمشاريع التي تُفرض عليها.
وأوضح أن كبرى المشاكل تكمن في غياب الموقف الفلسطيني الرسمي من الصفقات التي تتم وما يحاك ضد القضية الفلسطينية من مشاريع، مشيراً إلى ان الموقف الفلسطيني للأسف لا يحمل املًا ولا افقًا تجاه التسويات والمشاريع التي تحاك ضد القضية.
وبين أن وسم المقاومة بالإرهاب يحمل إشارات خطيرة على تراجع الحالة العربية والإسلامية، ويفتح باباً كبيراً لتنفيذ مشروع كبير ضد القضية الفلسطينية، متوقعاً فشل المشروع خاصة أن تداعيات السياسة الجديدة وزيارة ترامب للمنطقة لم تنته بعد.
