التوصل إلى أشبه مذكرة تفاهم مشتركة لترتيب العلاقات

خبر ماذا تخبئ ابتسامة السنوار في القاهرة على ضفاف النيل؟

الساعة 12:23 م|10 يونيو 2017

فلسطين اليوم

أكد محللان مختصان بالشأن الفلسطيني أن مؤشرات ومعلومات إيجابية كبيرة رشَحَتْ عن لقاء وفد قيادة حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار مع وزير المخابرات العامة المصرية خالد فوزي.

وتوقع المحللان في تصريحاتٍ منفصلة لـ« فلسطين اليوم » أن تشهد العلاقات بين مصر وحماس تقدمًا كبيرًا في ملفات عدة، وان ينعكس التطور الجديد في العلاقة ايجاباً على الأوضاع في قطاع غزة، ومن شأنه أن يهيئ لمرحلة جديدة تتطور إيجابياً بشكلٍ تدريجي.

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني يرى أن المعلومات والتصريحات تشير إلى أن قيادة وفد حماس برئاسة السنوار، حقق إنجازاتٍ جيدة على صعيد تطوير العلاقة بين الحركة وحماس، ويرى أن الزيارة تجاوزت المعضلة التي نتجت عن تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي تحرض على « حماس » وتصفها بالإرهاب.

 الدجني: حماس والمخابرات المصرية توصلا إلى أشبه بمذكر تفاهم مشتركة لترتيب وتطوير العلاقة

وأوضح الكاتب الدجني في حديثه لـ« فلسطين اليوم » أن حماس المخابرات العامة المصرية توصلا إلى (أشبه بمذكرة تفاهم) مشتركة في ترتيب وتطوير العلاقة، مشيرا إلى انه تم مناقشة العديد من القضايا الشائكة والحساسة بما فيها الأوضاع في قطاع غزة والأزمات التي يعاني منها، لافتاً إلى أن اللقاءات التي تجريها حماس ستنعكس على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة؛ خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح البري.

وذكر أن الواقع سيكون أفضل على قطاع غزة نتيجة الحوارات، وسيكون أفضل على صعيد العلاقات الحمساوية المصرية خاصة إذا ما اشرنا إلى نقطة مهمة وهي أن من يقود اللقاء من الجهة المصرية وزير المخابرات المصرية العامة بنفسه، وليس كالمرات السابقة وكيل جهاز المخابرات، الأمر الذي يعطي مؤشراً إيجابياً على جدية اللقاءات، وجدية مصر في التعاطي مع حماس في هذه المرحلة الحساسة.

وأوضح الدجني « أن زيارة وفد حركة حماس للقاهرة وما يتسرب من نتائج إيجابية للاجتماعات بين الطرفين، يبدو أنه حال دون إدراج قادة الحركة ضمن قوائم الإرهاب »، داعياً الدول العربية خاصة مصر ودول الخليج بضرورة تحييد المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية من الاصطفافات الإقليمية والاحلاف التي تتشكل في المنطقة.

وذكر أن من المؤشرات التي تدل على نجاح زيارة الحركة للقاهرة إضافة للمعلومات والتصريحات ومشاركة وزير المخابرات بنفسه في الحوارات، الصورة التي التقطت لوفد الحركة على ضفاف نهر النيل والتي تظهر ابتسامتهم والاريحية التي يشعرون بها، مشيراً إلى أن الصورة تعبر عن ذاتها، وتحمل دلالات كبيرة من ناحية المكان، والزمان، والكيفية، وهي دليل ان هناك تحولاً كبيراً في العلاقة، وإيجابية متبادلة في العلاقات المشتركة.

سويرجو: اللقاء حقق بعض الإنجازات والمرحلة القادمة ستكون متميزة بين مصر وغزة سيتخللها تسهيلات كبيرة يشعر بها سكان القطاع

بدوره، أتفق الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو مع سابقه في أن الزيارة حققت بعض الإنجازات، ولبت الحد الأدنى من تطوير العلاقات الفلسطينية – المصري، وأن المرحلة القادمة ستكون متميزة بين مصر وغزة سيتخللها تسهيلات كبيرة يشعر بها سكان القطاع، لكنها ستأخذ طابعاً تدريجياً، يبدأ من تحسن الحركة على معبر رفح البري.

وأوضح لـ« فلسطين اليوم »  أن الزيارة عززت العلاقة مع مصر وتأتي امتداداً لتحسين الأجواء وتطوير العلاقة التي بدأت بمؤتمر عين السخنة (1) و(2) التي عقدت أواخر العام الماضي على ساحل خليج السويس، مشيراً إلى ان نتائج مؤتمرات عين السخنة كان من المفترض أن تتجسد على الأرض مباشرة عقب انعقادها، لكنها تأخرت نتيجة أسبابٍ إدارية وإنشائية على حدود غزة ومصر.

وبين أن العلاقة الجديدة ونتائج الزيارة لن تكون كما يروج على حساب القضية الفلسطينية، قائلاً « ما يجري في القاهرة لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، نحن امام حالة فلسطينية جديدة قد تكون مدخلاً لبداية فكفكة عُقَد الانقسام، تلعبُ مصر خلالها دوراً مميزاً ».

ويرى سويرجو « انه تم التوافق على الكثير من القضايا، ولن يكون هناك حالة من التصادم مع الاخوة المصريين، ومن خلالهم سنتجاوز الضغط على قطاع غزة، وخيار إما رفع الراية البيضاء او الحرب، وخيار الحرب من وجهة نظري ابعد مما كان عليه قبل الزيارة »

ويرى ان السلطة حاضرة في كل الملفات واللقاءات التي تتم بين حماس ومصر وان الأخيرة تلعب دوراً مهماً من اجل التجهيز للمرحلة المقبلة، التي قد ينتج عنها حكومة وحدة وطنية تتغلب على عديد الازمات التي تضرب بأطنابها بالحالة الفلسطينية.

وتوقع ان تكون هناك اجتماعات لاحقة بين وفد حماس والمخابرات المصرية في ظل المرحلة الحساسة، مشيراً إلى أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق سيعود للقاهرة لملاحقة القضايا الطارئة والعالقة خاصة ان الجميع لا يرغب بإشتعال النيران في المنطقة، لافتاً أن التفاهم والحوارات واللقاءات تصب في مصلحة الطرف المصري والفلسطيني في هذا التوقيت.

وكان وفد « حماس » وصل القاهرة بصورة مفاجئة وبسرية تامة مساء الأحد الماضي، ودون أن يتم فتح معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، كما جرت العادة عند خروج الوفود؛ ما يعني أن وفد « حماس » خرج من قطاع غزة عبر ترتيبات خاصة وسرية مع الجانب المصري.

ويضم فد « حماس » شخصيات قيادية مركزية من المستويين السياسي والأمني، ويترأسه يحي السنوار قائد حركة « حماس » في إقليم قطاع غزة، ويضم في عضويته كلاً من: روحي مشتهي عضو المكتب السياسي للحركة، واللواء توفيق أبو نعيم قائد الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، كما يضم شخصيتين مركزيتين، إحداهما شخصية عسكرية كبيرة، والأخرى أمنية، رفضت المصادر الإفصاح عن هوية أي منهما، كما ونفت وجود الدكتور خليل الحية، نائب رئيس الحركة في إقليم قطاع غزة ضمن أعضاء الوفد، كما كانت ذكرت بعض وسائل الإعلام.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، اختتم على رأس وفد من الحركة زيارة لمصر استغرقت عدة أيام، في يناير/كانون الثاني الماضي. وأفاد بيان لحماس آنذاك، بأن الوفد عقد سلسلة من « اللقاءات المثمرة » مع المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم وزير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي.

 

 

 

كلمات دلالية