خبر مؤشرات ضعف- اسرائيل اليوم

الساعة 11:06 ص|10 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: اللواء احتياط يعقوب عميدرور

(المضمون: رغم ثراء قطر الاسطوري فانها متعلقة بقدر غير قليل بجيرانها ولا سيما بالسعودية - المصدر).

ان قطع العلاقات مع قطر والذي أعلنت عنه السعودية، مصر، امارات الخليج والبحرين ودول اخرى، هو مؤشر ضعف. فحقيقة ان العالم العربي – السُني لم ينجح في أن يفرض نهجه

الاساس على إمارة صغيرة، هو مؤشر آخر لأزمة عميقة، تنبع ضمن امور اخرى من ان ليس للسُنة زعامة حقيقية.

 

هم الاغلبية الكبرى، 85 في المئة من الاسلام كله وكذا ايضا في اوساط الامة العربية، ومع ذلك فان الشيعة بقيادة ايران هم القوة المحركة للسياقات في أرجاء الشرق الاوسط. لا يبدو أن الامر تم بسبب زيارة الرئيس الامريكي الى المنطقة أو بتشجيع من الولايات المتحدة، كما يفهم من ردود الفعل المشوشة في واشنطن. يبدو أننا نرى ثمار مسيرة اوضح في اثنائها للزعماء السُنة « لدول الوضع الراهن » بان قطر لن تدخل الى التلم الذي يحاولون خطه كمجموعة. ويخشى هؤلاء الزعماء من قوة ايران، مثلما ايضا من منظمات الاسلام السُنية المتطرفة ومن استئناف الربيع العربي.

 

في كل المجالات الحرجة الثلاثة هذه – تتخذ قطر سياسة مستقلة حين تلعب بين المعسكرات المختلفة وتحاول الامساك بالعصا من طرفيها، سياسة ذات وجهين على افضل صورها، حتى الان على الاقل.

 

هكذا، مثلا، توجد في قطر أيضا احدى القواعد الاهم للاسطول الامريكي في الخليج وكذا موقع قيادة كبير للجيش الاسرائيلي – ولكن لقطر علاقات طيبة مع ايران – العدو اكبر للولايات المتحدة في المنطقة.

 

قطر هذه ظاهرا جزء من مجموعة الدول السُنية الراغبة في الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة، ولكنها هي الداعمة الاساس للاخوان المسلمين.

 

بسبب هذا العطف تطور قطر حماس ايضا حماس الذراع الفلسطيني للاخوان المسلمين، والتي يعيش ويعمل قادتها ونشطاؤها الارهابيون من الدوحة، عاصمة الامارة. في السعودية ايضا يمقتون رجال الاخوان المسلمين، وتدعي الدول العربية بان قطر تساعد محافل ارهاب واضحة كالقاعدة وداعش، ولكن لهذه الادعاءات اساسا أضعف بكثير.

 

الادعاء الاخر تجاه قطر ثقيل الوزن من زاوية نظر زعماء هذه الدول: تملك قطر قناة « الجزيرة » التي تشعل النار في الشارع العربي ضد السلطات في كل تلك الدول العربية. وكان دورها

 

حرجا في تجنيد الجماهير واثارتها ضد مبارك، وقادة حملة المقاومة لخطوة الجنرال السيسي ضد الاخوان المسلمين.

 

في دول عربية اخرى ايضا تنشط الشبكة جدا ضد الحكم القائم، ولكن لن تجد في الجزيرة كلمة نقد على الحكم في قطر، رغم أن اغلبية ساحقة من سكان الجزيرة هم اجانب يحملون على اكتافهم جنون العظمة للاسرة المالكة القطرية.

 

مثلما في كثير من المجالات فان موقف قطر من اسرائيل ذو وجهين ايضا. فمن جهة تسمح للاسرائيليين بالوصول اليها والسفر في شركة طيرانها. ومن جهة اخرى كما أسلفنا، هي السند الوحيد لحماس في العالم العربي، بما في ذلك استضافة جهات عملياتية تشغل من هناك الارهاب ضد اسرائيل. في واشنطن ايضا خرجت مؤخرا عدة جهات لتتحدث ضد لعبة قطر المزدوجة.

 

قبل بضع سنوات هددت دول الخليج بالمس بالعلاقات الدبلوماسية مع قطر، ولكن وجد حل وسط. ليس بعد اليوم، رغم ان الكويت وعُمان شرعتا منذ الان بحملة وساطة يبدو أنه في ضوء حساسية الوضع في الشرق الاوسط من جهة، واحساس التعزيز المتبادل بين المتصدرين للمجموعة العربية من جهة اخرى – تقرر بين زعماء هذه الدول وضع حد للعبة القطرية. فرغم ثراء قطر الاسطوري فانها متعلقة بقدر غير قليل بجيرانها ولا سيما بالسعودية.

 

اذا نجح المسعى السُني تجاه قطر – اذا جمدت علاقتها مع ايران، كفت عن دعم الاخوان المسلمين (وربما حماس ايضا)، فرضت قيود متشددة على الجزيرة وتوقفت عن استقبال محافل متطرفة في العالم السُني – فستكون هذه خطوة هامة للغاية في بناء معسكر سُني منسجم، تجنده معا وحده في الصراع قد يكون بوسعه ان يحتوي ايران في المنطقة. من ناحية معينة فان بناء قيادة فاعلة للعالم السُني يمكنه أن يحدث تغييرا هاما في الشرق الاوسط. اسرائيل هي الاخرى سيتعين عليها أن تعتاد العمل مع هذا الجسم. ومع ذلك، بسبب حقيقة أن اعداء اسرائيل هم ايضا اعداء الدول التي يتشكل منها ثمة هنا فرصة حقيقية من ناحية اسرائيل، ويمكن استغلال ما يجري مع الدول القليلة في المجموعة حتى الان.

كلمات دلالية