خبر الجنرال عميدرور: عبّاس هو من طلب إبعاد حماس من قطر وليس إسرائيل

الساعة 08:51 م|09 يونيو 2017

فلسطين اليوم

جريًا على العادة الإسرائيليّة الممجوجة، فقد استغلّت تل أبيب قرار قطر بطرد عددٍ من قادة حماس من أراضيها استجابةً لطلبٍ من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، خصوصًا وأنّه عند زيارة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب إلى الرياض، أعلن عن إدراج حركة حماس على لائحة الإرهاب، استغلّت إسرائيل هذه الأزمة لتُوقع بين حركتي فتح وحماس، وذلك عن طريق اتهّام رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس بالوقوف وراء خطوة طرد قادة حماس، وليس إسرائيل.

وفي هذا العُجالة، زعم المستشار السابق لمجلس الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور أنّ طرد قادة حماس وعلى رأسهم خالد مشعل من دولة قطر تمّ بناءً على طلب من رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس، وليس بطلب من إسرائيل، وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّ مصلحة رئيس السلطة الفلسطينيّة عبّاس إضعاف حركة “حماس″ التي تتلقى تمويلاً ودعمًا من قطر، فعندما تضعف “حماس″ تتعزز مكانته، على حدّ زعمه.

وخلال حديث لموقع « I24NEWS »العبري، قال عميدرور: إنّ قطر استجابت لمطالب دول الخليج، فعبّاس يتلقى دعمًا من كل من مصر والمملكة العربية السعودية، واللتين طالبتا قطر دون شك بطرد قيادات “حماس″ من الدوحة.

وأوضح الجنرال المُتقاعد عميدرور أنّ إسرائيل لم تطلب شيئًا من هذا القبيل، رغم أنّه قد يصب في مصلحتها أيضًا، لكنّه نوّه في الوقت نفسه إلى أنّ خطوة كهذه من شأنها أن تدفع نحو استئناف عملية التسوية، على حدّ قوله.

كما تحدّث عميدرور عن القانون الذي سنّه البرلمان التركي، والذي يعنى بإرسال قوات عسكرية للدفاع عن قطر، وأكّد على أنّه وبالرغم من سنِّه، لا يعتقد أنّه سيتم تفعيل هذا القانون وإرسال قوات برية تركية كبيرة إلى الدوحة، خصوصًا في ظل تواجد قوات أمريكيّة كبيرة في إحدى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، أيْ قاعدة (العديد)، موضحاً في السياق عينه أنّه حتى لو أرسلت تركيا بضع مئات من القوات إلى قطر، فهذا لن يؤثر كثيراً.

علاوةً على ذلك، وفي معرض ردّه على سؤالٍ استبعد عميدرور إمكانية حدوث تدخل عسكريّ تركيّ مباشر في قطر أوْ مواجهة عسكرية مباشرة مع السعودية، على حدّ تعبيره.

وتابع أنّ إسرائيل هي دولة قوية عسكريًا واقتصاديًا، ولديها قدرة واستعداد للدفاع عن مصالحها الحيوية، وهذا هو الأساس لشبكة العلاقات الجديدة الآخذة في التطور بين إسرائيل وبين الدول السُنيّة، التي هي دول تقليديّة تحافظ على الوضع القائم وموجودة في منطقة لا تتوقف عن التغير، وتبحث عن مرساة من أجل تحقيق الاستقرار، وإسرائيل هي هذه المرساة، وهذا زواج مصلحة وليس علاقة حب لكن له أهمية كبيرة ومضطردة، على حدّ وصفه.

وساق قائلاً إنّه من أجل التوصل إلى تقدم حقيقي في العلاقات يجب أنْ نتعاون، مثلما قال لي أمير سعودي جمعتنا منصة مشتركة في واشنطن. لكن تعاونًا جديًا علنيًا من دون حدود ممكن فقط إذا جرى توقيع اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، ليس لأنّ الموضوع مهم بالنسبة لزعماء هذه الدول، بل لأنّه من دونه لن يسمح لهم الشارع العربيّ بالتقدم علنًا في شبكة العلاقات مع إسرائيل. إنمّا بالنسبة للفلسطينيين الدفع قدمًا باتفاق ومن بعده بشبكة العلاقات مع إسرائيل ليس ملحًّا، بل العكس، وإدراك الفلسطينيين بأنّهم المفتاح من أجل تحسن هذه العلاقات يزيد من أهميتهم ومن سعرهم.

وبرأي الجنرال الإسرائيليّ، فإنّ السبيل الوحيد للتغلب على هذه الصعوبات هو تغيير ترتيب المراحل: يجب بناء منظومة علاقات تشكل مظلة مشتركة من أجل تحرك تقوم به الدول السنية وإسرائيل، ومن ثم يمكن ضم الفلسطينيين إليه من أجل البدء بالمفاوضات.

وخلافًا للماضي، شدّدّ، فإنّ تحسين العلاقات في هذا الوقت لا يقل في نظر الدول العربية أهمية عنه بالنسبة لإسرائيل، لكن العقبة الفلسطينية تعيقهم عن ذلك، وليس واضحًا ما إذا كانت هذه الدول قادرة على التغلب على هذه العقبة على الرغم من مصلحتها في ذلك.

وخلُص إلى القول إنّه من الأفضل أنْ تفكر إسرائيل في كيفية تقديم المساعدة من أجل تحقيق ذلك، لأنّ ما يجري هو فرصة تاريخيّة، على حدّ وصفه.

كلمات دلالية