خبر ليس مسألة وقت- معاريف

الساعة 10:16 ص|08 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: شموئيل روزنر

أحيت اسرائيل  هذا الاسبوع خمسين سنة على حرب الايام الستة. معظم باقي العالم أحيا هذا الاسبوع خمسين سنة على الاحتلال. يدور الحدث، بالطبع، عن ذات الحدث ولكن مع تشديدات مختلفة. اسرائيل تحيي نجاحا، فيما يحيي العالم مأساة. ما هو جوهر المأساة؟ حكم احتلال: في يهودا والسامرة يسكن مليوني نسمة ليس لهم حقوق سياسية كاملة. وهذه مشكلة. حالة مواجهة حادة لم تجد حلها: السكان اليهود والعرب الذين يسكنون في الارض الاقليمية التي نسميها نحن بلاد اسرائيل لا ينجحون في الوصول الى تفاهمات تسمح لهم بالعيش بسلام. فما هو السبب الخاص لإحياء المأساة الان بالذات؟ مرت حتى الان خمسون سنة. الكثير من الوقت.

صحيح، خمسين سنة هو حقا وقت طويل. لكن هذا وقت لا صلة له بالبحث في المسائل الراهنة. فحرمان الناس من الحقوق السياسية – وليس للفلسطينيين في يهودا والسامرة، كما اسلفنا، حقوق سياسية كاملة – كان اشكاليا قبل 45  سنة ايضا وسيبقى اشكاليا بعد 200 سنة أيضا. فالمواجهة الحادة بين اسرائيل والفلسطينيين كانت قاسية وأليمة قبل 30 سنة ايضا وستكون هكذا بعد 30 سنة ايضا. على ماذا يشهد مرور الوقت؟ يشهد على أن النزاع ليس نوعا من القضية التافهة، وحده قصر نظر المشاركين او بؤس الزعماء او غياب خيال الوسطاء يمنع انهائه. مرور الزمن يفيد بان النزاع صعب على الحل حقا.

ستقولون: ألم يحن الوقت بعد خمسين سنة لانهائه؟ الجواب الصحيح: الزمن لانهائه حان منذ زمن بعيد، قبل 49 سنة، ربما 47. والسؤال هو اذا كانت هناك امكانية لانهائه. بكلمات بسيطة: لا معنى لقياس مدة الزمن التي مرت حتى الان، عند مراجعة الاقتراحات لحل النزاع. الامر الوحيد الذي لقياسه معنى هو ما الذي يقف امامنا اليوم. فرص، عوائق، أفكار، احتمالات، مصالح، مخاطر، آمال. اذا كان هناك سبيل لانهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فينبغي السير به دون صلة بحقيقة أنه مرت 50 سنة. واذا لم يكن هناك سبيل لانهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني فليس ثمة ما يمكن عمله، حتى لو مرت 100 سنة او 150 سنة او 300 سنة.

ستقولون: العالم لن يحتمل استمرار الاحتلال لخمسين سنة اخرى. يمكن. ولكن من الافضل اتخاذ قدر من التواضع في مثل هذه التوقعات. قبل خمسين سنة كان العالم غارقا في حرب باردة، وامريكا كانت لا تزال عالقة في فيتنام، وناصر كان يتحكم بالمضائق، وفي جنوب افريقيا كان حكم أبرتهايد، تشيكيا وسلوفاكيا كانتا دولة واحدة، بريطانيا لم تتصور أن يقتل ارهابيون مسلمون من انتاج محلي في شوارعها مواطنين ابرياء. في خمسين سنة يمكن ان تحصل كل أنواع الامور.

ستقولون: ولكن يجب التفكير الى الامام. وهذا بالطبع صحيح. غير أنه لا يمكن التفكير بالمستقبل دون التفكير قبل ذلك بالحاضر. ماذا يقف أمامنا في الحاضر؟ فرص، عوائق، افكار، احتمالات، مصالح، مخاطر، آمال. اذا كان ثمة سبيل لانهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني فيجب السير فيه دون صلة ماذا سيحصل في المستقبل. واذا لم يكن هناك سبيل لانهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني فليس ثمة ما يمكن عمله, حتى لو كانت هذه الحقيقة تطرح أسئلة متشددة بالنسبة للمستقبل.

ستقولون: نحن في الطريق الى دولة ثنائية القومية. هذه امكانية. يحتمل أن تكون اسرائيل مطالبة مع حلول اليوم ان تحسم اذا كانت تريدها أم تعارضها. برأيي، خيار الدولة ثنائية القومية سيكون مصيبة. ولكن يوجد على اي حال ايضا من يعتقدون خلاف ذلك. مهما يكن من امر، فان امكانية تفضيل اتفاق سيء، بل وحتى اتفاق سيء جدا وخطير، على دولة ثنائية القومية، ستكون مفتوحة في المستقبل ايضا. وحتى في اللحظة الاخيرة سيكون ممكنا، على اي حال، ان نقرر التنازل عن المناطق المحتجزة لدى اسرائيل منعا لوضع دولة ثنائية القومية. وبالفعل مرت خمسين سنة ولكن هذا ليس مبررا لعمل هذا الان.

كلمات دلالية