خبر ولا يزال السمك جائعًا!! بقلم: هيثم أبو الغزلان

الساعة 08:28 ص|08 يونيو 2017

فلسطين اليوم

ولا يزال السمك جائعًا!!  بقلم: هيثم أبو الغزلان

مرّت الذكرى الخمسون لاحتلال « جيش الاحتلال الإسرائيلي » باقي أراضي فلسطين ومناطق عربية، في ظل أوضاع شديدة التعقيد، وغدت معها الإجابة عن سؤال: لماذا هُزمت الجيوش العربية، وانتصرت « إسرائيل »؟، مجرد رصف لكلمات، لأن الأرض انتُهبت، وحالنا في الوضعين الفلسطيني والعربي، لا تُسر صديقًا، ولا تُغيظ عدوًا!! وظلّت الآثار المريرة لهذه النكسة مستمرة رغم مرور نصف قرن على النكسة، والأخطر من ذلك هو « هجوم السلام والتطبيع » والقبول بإسرائيل « جارة » يمد لها « العرب » يدهم للسلام معها، ويراهن البعض منهم على « حل/ تصفية » القضية الفلسطينية وفق ما يريد، الرئيس الأمريكي « دونالد ترامب »، الذي يسعى إلى تحقيق « صفقة العصر »، وإنهاء القضية الفلسطينية.

وبهذه « النكسة والوكسة » وقبلها النكبة في العام 1948، تغيّرت مجريات الصراع وفُرضت معادلات جديدة استطاع من خلالها الاحتلال الإسرائيلي أن يواصل إجرامه ضد الشعب الفلسطيني وشعوبنا العربية... والأخطر من ذلك، أن هذه النكسة أصابت الشعوب العربية في صميمها، ففي الوقت الذي كانت فيه هذه الشعوب تنتظر انتصارًا تُحرر فيه الجيوش العربية فلسطين، وتُلقي بالإسرائيليين في البحر، كما كان يتوعّد كبير مذيعي إذاعة « صوت العرب »، المذيع أحمد سعيد، لكن النتيجة كانت: أن شعار « تجوّع يا سمك »، في إشارة إلى قذف العرب لليهود في البحر، لم يتحقق وظلّ السمك إلى يومنا هذا جائعًا!!

..وبين نكبة العام 1948، ونكسة العام 1967؛ حصلت الإنقلابات، وأُزيحت الأنظمة الملكية، وصودرت الحريات، وشاعت حالات القمع، ولم تتحقق شعارات التقدم، ولا التنمية، ولا الوحدة العربية، ولا حصل تحرير فلسطين!! بل على العكس من ذلك، بتنا نعيش واقعًا أكثر سوءا، بفعل تجزئة المُجزّء، وتقسيم المقسم، والحروب الداخلية البينية التي تقضي على الأخضر واليابس، وبتنا نستجر كل الأسباب لاشعال الصراعات على نمط حرب « داحس والغبراء »، متوهم بعضنا أنه يستطيع بذلك أن يصنع تاريخًا مجيدًا.. ولا يدرك أنه يُدخل الأمة في أتون صراعات بينيّة طائفية ومذهبية وإثنية وعرقية تأكل الأخضر واليابس؛ فيقاطع « بعضنا البعض الآخر »، ويحاصر بعضنا الآخر، ونقطع العلاقات الدبلوماسية مع « بعضنا »، ونشن الحروب على بعضنا، وفي الوقت عينه، « يستضيف » بعضنا على الأرض العربية قواعد للقوات الأمريكية، ويدعم « البعض الإرهاب »، ويقاتل الأشقاء، وتحصل الولايات المتحدة على صفقات بمئات المليارات.. فيما « العدو الإسرائيلي »، يسيطر على الأرض والمزيد منها، ويبني المستوطنات، ويعمل على تهويد المقدسات، ويفرض شروطه، ويحصل على المليارات، ويُفرض الحصار ويتم تشديده على قطاع غزة، في محاولة لقوى محلية وإقليمية ودولية، لتفجير الأوضاع الداخلية في القطاع، والعمل على « تثبيت » مقولة إن المقاومة ضد إسرائيل هي عمل « إرهابي ».. رغم أن « إسرائيل » تنهب الأرض وتحقق مشروعها على أرض كان العرب يسعون إلى تحريرها، فخسروها..

في العموم، إن الواقع السوداوي الموجود لا يلغي وجود مقاومة استطاعت في أكثر من مرة أن تفرض نفسها وتقاتل « إسرائيل » وتُفشل أهدافها في أكثر من عدوان في لبنان، وفي غزة.. فهل يعتبر البعض من ذلك؟!!

 

كلمات دلالية