خبر الإرهاب المسكوت عنه!!/ بقلم: داود أحمد شهاب

الساعة 08:11 ص|08 يونيو 2017

فلسطين اليوم

يعيش الكيان الصهيوني حالة من النشوة الكبيرة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من صدامات ونزاعات داخلية ، فيما يتنافس المتنافسون ليس فقط على مجرد التطبيع معه ، بل في إعلان حركات المقاومة الفلسطينية حركات إرهابية ومحاصرتها وتجفيف مصادر دعمها وتمويلها.

فبينما يُصرح وزير الخارجية السعودي متهماً المقاومة بالإرهاب ، ويتوعد إعلاميٌ سعودي بالقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية ، خرج رئيس حكومة الاحتلال يوم الثلاثاء الفائت ليتعهد بمواصلة البناء الاستيطاني في كل أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلة ، ويؤكد نتنياهو في ذات الوقت أن الجولان ستبقى تحت السيادة الصهيونية إلى الأبد!.  

التوسع الاستيطاني ازداد بشكل ملحوظ بعد تسلم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو الذي بدأ جولاته الخارجية بزيارة الرياض التي استدعت له عدداً من الدول العربية والإسلامية ليبلغها قراراته التي تهدف لتحقيق الأمن لـ« إسرائيل » واعتبارها شريكاً أساسياً في المنطقة. ليتوجه بعدها لـ« إسرائيل » محملاً بالمليارات التي ستستفيد منها الحكومة الصهيونية في إقامة مشاريع الاستيطان والتهويد. في المقابل جاءت مطالبه من السلطة الفلسطينية بوقف صرف مخصصات ذوي الشهداء والأسرى والمحررين ، وهو ما تم بالفعل بقطع رواتب العديد من المحررين ، أما عن مخصصات الشهداء فحدث ولا حرج ولك أن تذهب يوم الثلاثاء إلى مقر مؤسسة الشهداء والجرحى في غزة لتسمع أوجاع الأهالي بسبب رفض السلطة اعتماد أبنائهم الذين استشهدوا في الحروب على قطاع غزة.!

لا يمكن فصل كل ذلك عن تصريحات جبريل الرجوب للتلفزيون الصهيوني حول حق اليهود في حائط البراق ، وهو التصريح الذي لا تجد له تفسيراً سوى أنه يتماهى تماماً مع الرؤية الأمريكية الصهيونية للتسوية ، ولقد حملت زيارة ترامب لحائط البراق مؤشرات واضحة وجاءت بعدها تصريحات الرجوب لتكشف عن توجهات السلطة القادمة.

يتابع المرء كل هذه التطورات مذهولاً ومصدوماً من حجم وتسارع خطوات إنهاء الصراع لصالح الكيان الصهيوني ، ولعل الأكثر قسوة في المشهد هو تزامن هذه التطورات مع ذكرى مرور 50 عاماً على احتلال المسجد الأقصى المبارك والسيطرة على كامل الأرض الفلسطينية ، وقد أطلقت « إسرائيل » على احتفالاتها « عام السيادة » ورفعت شعار : « توحيداً لا احتلالاً » !!

كان المنطق يقول إن مرور خمسة عقود على احتلال المسجد الأقصى المبارك وما حملته من تهويد وسرقة لتاريخ تلك الأرض المقدسة ، وإرهاب وتهجير بحق أهلها ، كان المنطقي أن يشكل ذلك باعثاً للعرب أن يقفوا وقفة مراجعة على الأقل أو أن تتداعى الزعامات لإدانة الإرهاب اليهودي في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص ، وأن تفتح فضائياتهم في شهر رمضان المبارك نافذة يطل منها المشاهد العربي على حجم التهويد والتدنيس اليهودي للمسجد الأقصى وعذابات المقدسيين التي مر من عمرها خمسة عقود !! كان ذلك سيشكل بالحد الأدنى تكريساً لوعي الشعوب بأن القدس عربية إسلامية وأن الإرهاب اليهودي عابرٌ وزائلٌ طال الزمن أم قصر.

مرت الذكرى ولم تُعقد ندوة واحدة على الأقل في أي عاصمة عربية حول القدس!! ، لأن العرب منشغلون حتى أخمص القدمين في برامج التفكيك والتقسيم التي رسمها ترامب في زيارته الأخيرة للمنطقة ووسائل إعلامهم ونخبهم منهمكة في حملات التعهير والانسلاخ من كل القيم والمبادئ ، والسياسات الجديدة تعيدهم إلى عصور التخلف والاقتتال وتلفيق التهم واختلاق الأكاذيب والفبركات لخدمة الرواية الصهيونية التي تتهم العرب والمسلمين بالإرهاب. بينما يتم التغافل والسكوت بقصد وتعمد شديدين عن أيدي ملطخة بدماء الفلسطينيين وإرهابٍ ماثل للعيان بحقهم منذ عشرات السنين.

 

كلمات دلالية