خبر المناطق تحرر- هآرتس

الساعة 10:13 ص|07 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ب. ميخائيل

(المضمون: لقد وجد الشباب المتدينون في العام 1967 في المناطق التي تم احتلالها في الحرب مكانا لاخراج غرائزهم وفعل كل شيء دون أي تدخل أو ازعاج من أحد - المصدر).

مثل اليوم قبل خمسين سنة، في 7 حزيران 1967، خرج المارد الطائفي من الحائط.

لقد كان مسجونا في الحائط حوالي عشرين سنة، لكنه لم ييأس من محاولات الخروج. وعندما سمع صوت بوق الحاخام غورين، عرف أن اليوم قد جاء. قريبا سينادون عليه، وهذا ما حدث. وهكذا خرج المارد الى الخارج.

حركة قليلة للذيل وشحذ سريع لقرون حجارة المبكى، وها هو المارد الطائفي حر، عاد لتأدية رسالته.

كانت مهمته سهلة في هذه المرة. لم يحتج الى جهد كبير من اجل التجنيد. جيل كامل من الشباب المتدينين كان جاهزا لأوامره. الجيل الذي ولد مع قيام الدولة. الجيل الذي أقام غوش ايمونيم. الجيل الذي أوجد جيلي.

إن من يشاهد الآن القطيع الحريدي – سلوكه وشبابه وفظاظته وثقته المطلقة بعدالة قضاياه البلهاء – لن يستطيع تصور كم كان هذا الجيل محبطا ومثارا للسخرية في العشرين سنة للدولة.

ليس من الصعب فهم لماذا لم يعتبر الجمهور الديني المفدالي في حينه جزء من النخبة الصهيونية. هو لم يكن من « الطلائعيين » ولم يشكل الخلايا السرية ولم يقم ببناء الجدران والأبراج ولم يبرز في حربه ضد « المحتل البريطاني القبيح » ولم ينشأ في اوساطه جنرالات لهم كاريزما أو ابطال ولم يسبق له أن كان في البلماح أيضا.

هل من الغريب أن اللقب الدارج لشاب متدين في تل ابيب في الخمسينيات والستينيات كان « متدين الفستق »؟ وكانت الاعتداءات تحدث احيانا. وكانت القبعة على الرأس مثابة وصمة عار، ومن أعراض المرض المحرج أو شيء يجب القضاء عليه. ويضاف الى كل ذلك الفصل بين المتدينين وبين السكان والحصار الذي فرض على نشاط هؤلاء الشباب. كل مساهمة شبابية سليمة كانت تتحول على الفور الى غيمة سوداء وشعور بالذنب أمام الآباء والمعلمين والخالق.

منبوذون اجتماعيا ومنفصلون ومكبوحون هرمونيا، جمع أبناء هذا الجيل أكوام من خيبات الأمل وبراكين مشتعلة من الهرمونات المكبوتة.

عندها، في حزيران 1967 وصل المارد الطائفي، نشيطا ومتذاكيا ومغريا. ويحمل معه « المناطق » ومفاتيح الحرم. وكل ما كان مطلوب من اجل الاستيلاء على قلب متديني الفستق كان متوفرا. فسارعوا الى احضان المارد، الاحضان التي هي عدد من المشاعر المشتعلة والتمرد والتنفيس.

(هذا هو اذا شئتم، عنصر الاحتلال الهرموني. فليس هناك احتلال بدون عنصر هرموني).

في البداية أعطى المارد للمناطق الجديدة التي تم احتلالها لقب « المناطق المحررة »، وليس لا سمح الله « المحتلة ». ولسخرية القدر كان في هذه التسمية الكثير من الحقيقة. فقد اصبحت المناطق محررة، محررة من عبء القانون، محررة من الاخلاق الدينية، محررة من كل القيود المزعجة التي قمعت وسيطرت على غرائز الشباب المتدينين.

وهم قاموا بالاحتفال. أخيرا سُمح لهم أن يفعلوا كل ما يريدون: الركض في الليل فوق التلال مع الفتيات، النوم في العراء، الالتقاء مع الآخر من اجل معارضة الاخلاء، العودة بشكل متأخر الى البيت، شرب الماء بعد البطيخ، وبالطبع، وتعليق مسدس كبير وبارز في البنطال.

كل ذلك دون التوبيخ أو الصراخ، بل على العكس، فقط كلمات التشجيع والمباركة أثرت فيهم.

لم يمر زمن طويل وأصبحت المناطق المحررة مناطق محررة بالفعل. مكان مسموح فيه، بل من الواجب، السرقة والاعتداء والخداع والضرب والكذب والتزوير والافساد ... هذا أمر يبعث على الفرح. وفي السياق أفلت الزمام أكثر.

المارد الطائفي لا يهدأ، يريد المزيد، يريد كل شيء، وبأمر منه بدأت الخلافة الحريدية التي أقامها في الشرق في الانتشار نحو الغرب، وعما قريب ستتم السيطرة على كل شيء.

بعد مرور خمسين سنة على التحرير والتحرر، يتم استكمال مهمة المارد. وفي القريب سيقف بفخر أمام خالقه كي يُحدثه عن نجاح آخر. افشال آخر لمحاولة اقامة مملكة « يهودية »، بالضبط مثلما فعل في زمن الهيكل الثاني وزمن كارثة باركوخبا.

من المحتمل أن تكون رسالة المارد الديني هي فقط الاثبات للشعب المختار صحة القول التلمودي المعروف: « الله حقق العدالة لشعب اسرائيل الذي توزع بين الأمم ».

كلمات دلالية