خبر الكلاب تنبح والقافلة تمر -معاريف

الساعة 10:10 ص|07 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: بن كسبيت

(المضمون: الخطيئة الاولى لمرغليت هي مجرد الانضمام الى بيبي تون (صحيفة بيبي) منذ البداية. الى الابد سيخط اسم دان مرغليت في عصبة المؤسسين الذين أقاموا هذا الامر المشين - المصدر).

ليس لدان مرغليت من يشكو منه غير نفسه. منذ البداية لم يكن واضحا كيف واصل تلقي الاجر من « اسرائيل اليوم » في الفترة الاخيرة، حين تعاظم نقده لسياسة وسلوك بنيامين نتنياهو.

الخطيئة الاولى لمرغليت هي مجرد الانضمام الى بيبي تون (صحيفة بيبي) منذ البداية. الى الابد سيخط اسم دان مرغليت في عصبة المؤسسين الذين أقاموا هذا الامر المشين. اعرف واحدا أو اثنين من هذه العصبة ممن كانوا مستعدين لان يتبرعوا بكلية على أن يشطب اسمهم من صفحة العار. في هذه الاثناء، فانهم يركلون من هناك بوتيرة سريعة. قبل بضعة اسابيع اربع من هناك بركلة فظة « المحرر والمؤسس الاول » عاموس ريغف، والان مرغليت. عندي احساس بانه لم تركل بعد الركلة الاخيرة. شخص آخر، وستكون ثلاث ركلات من البيت في شارع الثلاثة.

لقد وفر مرغليت للاديلسونيين البضاعة. مرحلة الانشاء هي الاكثر تعقيدا وتحديا في مشروع الدعاية والتعظيم من هذا النوع. « اسرائيل اليوم » كانت تحتاج لان تقنع الجمهور في اسرائيل بانها صحيفة وان لم تكن كذلك. فكيف يتم هذا؟ يتم التخفي في صورة صحيفة. بخلاف نشرات الدعاية في العالم التي تبدو كنشرات دعاية وتلقى معاملة نشرات الدعاية، كانت « اسرائيل اليوم » نشرة الدعاية التي تتخفى في صورة صحيفة حقيقية، مع أسرة تحرير متطورة، مواهب صحفية، ملاحق، وسائل وظاهرا ايضا جينات صحفية.

دان مرغليت كان الدرة في تاج التخفي. حلق ذهب في أنف خنزير. والان يكتشف انه كان طبق فضة عرضت عليه آلة الدعاية الخاصة الاغلى التي اقيمت في اي مرة في اسرائيل لسارة وبنيامين نتنياهو. الداني قام بعمله، ويمكنه الان ان يرحل. هكذا قالت السيدة وهكذا غردت امس ابنة مرغليت المقال. وبالذات عندما بدأت تضخ الانباء عن ان الصحيفة بدأت تبدي بوادر التمرد والاستقلال، جاءت اقالة مرغليت لتجسد لنا بان العالم كعادته يسير وبسموت يحترم أوامر أسياده. أهكذا ينقضي المجد؟ أشك. أيام مجد مرغليت (وكانت كهذه)، لم تكن في « اسرائيل اليوم »، بل في اسرائيل أول أمس.

أعرف القصة التي باعها مرغليت لنفسه. اصدق انه يصدق هذه القصة وضميره نقي. كما ينبغي أن نفهم الوضعية. صحافيون كمرغليت، ولد في المهنة وسيموت فيها ملزمون بمواصلة العمل. اقول هذا في صالحه. عندما تقل الخيارات وتغلق ويأتي ثري امريكي مع قسيمة أجر خيالية، فان الانسان يجد طرقا ابداعية ليشرح لنفسه بان كل شيء على ما يرام. في هذا المقطع يذكر مرغليت بايهود باراك بقدر غير قليل. في كل مرة سئل فيها باراك كيف جلس في حكومة نتنياهو أربع سنوات والان يغرقه بمثل هذه الفظاظة يشرح الشرح الذي يذكرنا بدان مرغليت: الحكومة اياها في 2009 تضمنت وعدا، كان الموضوع الايراني وكانت آمال – باراك وبوغي وبيغن ومريدور، كان أمل.

كلما أخذ نتنياهو يفقد التوازنات والكوابح، هكذا بدأ مرغليت ينقط أيضا. في البداية تغريدات، بعد ذلك مقالات ايضا، أخذت في التناقص في البيبي تون، حتى ركلة امس.

حتى هنا الظروف المخففة. أعرف الكثير جدا من الصحافيين ممن كانوا يقعون في هذا الفخ، مثلما وقع مرغليت. ومع ذلك، رغم الشماتة الاسرائيلية اللازمة، ليس يوما فرحا كان امس للصحافة الاسرائيلية بل يوم آخر لا يمكنه فهمه في سلسلة طويلة لا تنتهي من الاحداث التعيسة، كل واحدة منها تحطم الارقام القياسية لسابقتها، وفي السطر الاخير كل شي يمر بهدوء تام. الكلاب تنبح والقافلة تمر.

الحزن الحقيقي أمس كان على رحيل شعيا سيجال، صحافي قديم ومقدر، رجل « معاريف »، فارس طبريا والجليل، انسان كله روح، حماسة، تفاني وصهيونية. توفي سيجال محطم القلب. حبه الكبير حقا، فقده قبل بضع سنوات، عندما غرق صديقه القديم ارئيل شارون في سبات وبعد ذلك توفي. سيجال ابعد من محيط شارون عندما اصبح رئيس وزراء، ووجد بديلا مهترئا في قاطع نتنياهو. اصبح رجل الصلة بين شارون ونتنياهو وبعد ذلك المستشار الاستراتيجي المقرب من بيبي كوزير مالية وبعد ذلك كرئيس المعارضة ورئيس الوزراء.

لم يعرف نفسه ابدا كصديق نتنياهو، مثلما كان بالنسبة لشارون. كان رجل سارة وبنيامين لحملات تنظيف خاصة، مستشار استراتيجي يهان، يلقى به في كل مرة من جديد، ولكن تثور في حينه مرة اخرى فضيحة عامة واحد ما يحتاج لان يصعد الى موجات الموقع ويضحي بنفسه في سبيل جلالة قدره. سيجال فعل هذا طواعية، حتى عندما رفض كل الآخرين، ومع كل القلب، وعلى الرغم من أنه عرف بداخله الحقيقة. فقد أكل كل السمكات المتعفنة وفي نهاية اليوم طرد من المدينة ايضا.

منذ وقت غير بعيد، قفز رئيس الوزراء نتنياهو الى بيت سيجال في أزور. كان يعرف ان شعيا مريض. العقيلة لم تأتي معه. يحتمل أن يكون نتنياهو رغب في الوداع، يحتمل أن يكون سعى لان يتأكد بان الكتاب الذي انكب عليه سيجال في السنوات الاخيرة (وركز على قصص العائلة الملكية) لن يرى النور. مهما يكن من أمر كان لدى الزوجين ما يكفي من الجرأة لان ينشرا امس بلاغ عزاء: « باسم عقيلتي وباسمي، أنقل تعازي لسارة وعائلة سيجال على وفاة عزيزنا شعيا رحمه الله »، كتب رئيس الوزراء.

كلمات دلالية