خبر تدوير زوايا الارهاب بين العرب والغرب.. كتب:فريح أبو مدين

الساعة 09:07 ص|07 يونيو 2017

فريح ابو مدين

يضرب الارهاب الاسود الدموي في عواصم غربية وعربية وغيرها كان اخرها في بريطانيا ومصر ناهيك عن العراق وسوريا وليبيا حتي الفلبين ………. الخ

والسؤال أين باض وأين فرخ ؟!!! فالبداية كانت بانشاء طالبان بأموال عربية وتحديدا السعودية ورعاية أمريكية واستنادا الي فقهاء الوهابية ففتح صندوق الشر  Banadoras Box وأصبح المسمي اسلامي لافتة وعنوان وتبارى المتبارين في استخراج النصوص واستلهام فقه التطرف وأفكار الخوارج وقياس ما لا يقاس عليه وصولا الي همجية الفكر والفعل .

كانت الظواهر بالشواهد بائنة للعيان وهاكم دليلي علي ذلك : كان عام 1997 هو عام ترؤس فلسطين الدوري لوزراء الداخلية العرب ونظام المجلس لا يسمح بالمشاركة لأي وفد ان لم يكن رئيس الوفد بدرجة وزير كونهم حقيقة حكام بلادهم , وفي حالتنا كان الرئيس ياسر عرفات رحمه الله هو وزير الداخلية ولكنه بروتوكوليا أعلي من وزير بصفته رئيس , وكان المخرج ان نصبت وزيرا للداخلية حلا للمعادلة وهي تجربة صعبة وغير مريحة .

المهم سارت الامور ووصلنا الي تونس بصفتها المقر الدائم وأثار الوفد المصري نقطة هامة برئاسة اللواء الألفي في زيارة لي بجناح فلسطين وهي خارج جدول الأعمال وذلك بطرح مسألة ايواء بعض المطلوبين المتهمين بالارهاب تحديدا في الدول الغربية , وعلي سبيل الحصر بريطانيا وألمانيا وسويسرا وتجنبنا الدول العربية حتي يمر النقاش , وكانت لدي الجانب المصري معلومات موثقة في هذا الشأن وكانت صعوبة الأمر أن أي قرار أو موضوع يطرح يجب أن يحصل علي الاجماع وليس الأغلبية , وكان دينمو الوفد الفلسطيني العميد أبو السعيد عصفور ونوه لي أنه لن يكون هناك اجماع أو حتي موافقة علي النقاش خاصة أنها غير مدرجة علي جدول الأعمال , و تداولنا حتي استقر الرأي علي أن نطرحها لأهميتها تحت غطاء أي بند يتعلق بالأمن وكون الرئاسة لفلسطين وثقلها المعنوي اعتقدت أنه لن يعترض أحد علي مبدأ النقاش , وهكذا كان , ومن موقعي علي المنصة تحدثت عن الأمن المشترك وما يهدد الشعوب والدول العربية من ارهاب محتمل بدأت تلوح ملامحه في المنطقة وكنت راضيا عن مرافعتي,  ثم فتحت باب النقاش طالبا من الوزراء ابداء الرأي وبداية حاولت أن أحث الأمير نايف بن سعود بصفته الرئيس الفخري الدائم لوزراء الداخلية العرب للبدء بالحديث الا أنه ترك القاعة , وفوجئت بأنه أجلس ابنه وعمره احدي عشر عاما فقط مكانه وغادر القاعة بحجة ما و كان بجانبي الأمين العام للمجلس فقال لي عادي استمر يا أستاذ , ولكنني فهمت أنها رسالة من السعودية الي دول الخليج بتجاهل الأمر فأعطيت الكلمة للعراق وأنا أعرف العراقيين كيف يتحدثون بقوة وبدون دبلوماسية أحيانا فأبدع الوزير العراقي في تشخيص الأمر وختم كلامه قائلا : أعرف أنكم لن توافقوا علي قرار نوجهه الي الدول الحاضنة فحولت الأمر بأن المطلوب أن تكون توصية وليس قرار,  و أعطيت الكلمة الي الوزير الليبي محمد حجازي فهو كان وزير عدل وداخلية بالمناسبة وكان شجاعا وصريحا فقال : لا ترجو من الاقتراح أو التوصية شيئا فالتمويل من هنا في اشارة واضحة لدول الخليج والملجأ هناك وهنا وتوتر الجو وتداخلت سوريا واليمن والأردن والجزائر بالحديث أسفرت عن فكرة ادراج الأمر في الدورة القادمة حتي هذه الفكرة لم تنجح :!!

وفي طريق العودة لغزة عن طريق القاهرة كنا في طائرة واحدة مع الوفد المصري فعقب الوزير الألفي قائلا : الكل سيدفع الثمن .

 وفعلا بعد مدة وجيزة جرت مذبحة الأقصر في صعيد مصر وقتل فيها العشرات من السياح اليابانيين وطار اللواء الألفي وحل محله حبيب العادلي وتداعت الأمور التي تعرفونها واللهم لا شماتة , ولكن البدايات والمقدمات كانت حتما ستؤدي الي ما يجري والأدهى أن الارهاب تضخم وكبر وأصبحت له مسميات دول ,  بل وأصبح ارهاب دولة الذي تمارسه السعودية ودول الخليج في اليمن وسوريا وليبيا والعراق والمهزلة يبحثون مع الرئيس الامريكي ترامب ارهاب حماس وحزب الله وايران وعجبي وأذن يا بلاااال .

كاتب ووزير عدل فلسطيني سابق

 

كلمات دلالية