نصائح عند الشراء والاكل لتجنب الغش

خبر أصباغ (غير غذائية) خطيرة توضع على المخللات في غزة

الساعة 12:09 م|31 مايو 2017

فلسطين اليوم

تُزينُ بَرطمانات المخللات المنوعة والملونة الأسواق وابواب المحال التجارية في قطاع غزة، وتصبحُ أكثر جاذبية للزبائن الصائمين عندما تشتد ألوانها، إذ يصبح مخلل اللفت أكثرَ زهاءً، والباذنجان اشدُ حمرةً، ومخلل الزهرة أكثرُ صُفرةً، غير أن تلك المخللات تخبأ وراء إشراق الوانها « كوارث صحية » بفعل استخدامات خاطئة لبعض  أصحاب مصانع التخليل، التي قد تكون أخطاء مقصودة احياناً، وناتجة عن جهلهم بصناعة التخليل في أحيانٍ أخرى.

وتعتبر الطراشي/المخللات احد الأطعمة التي تحتل مكانًا رئيسيًّا على مائدة إفطار الأسرة الفلسطينية في شهر رمضان المبارك، وهي عادة رمضانية، متأصلة، ومهنة يزداد رواجها في قطاع غزة.

المخللات احد الأطعمة التي تحتل مكانًا رئيسيًّا على مائدة إفطار الأسرة الفلسطينية في شهر رمضان المبارك، وهي عادة رمضانية، متأصلة، ومهنة يزداد رواجها في قطاع غزة

وتُخفي ألوان المخللات الزاهية « مخاطر جمة »، خاصة لو عرفنا أن بعض المصانع في قطاع غزة تستخدم اصباغ (غير غذائية) أثناء عملية التخليل، وهي اصباغ معدة خصيصاً لصبغ الملابس، ويستخدمون تلك الحيل لجلب مزيدٍ من الزبائن من خلال ألوان المخللات الزاهية، وفقاً لإفادة صاحب مصنع مخللات.

وما لفت الانتباه لتسليط الضوء على المخللات التي تباع في الأسواق، اقبال الناس الكثيف على تلك السلعة التي تحمل العديد من المخاطر وتزداد نسبة خطورتها مع الإضافات الصناعية التي يضعها أصحاب بعض المصانع، كذلك كان الدافع لتسليط الضوء على جوانب الغش في المخللات هو اتلاف الجهات الرقابية المسؤولة عدد كبير من المخللات العام الماضي وبداية العام الجاري، نظراً لاستخدام بعضهم اصباغ غير غذائية، وفساد الكميات، وعدم حصول أصحاب بعض المصانع على ترخيص لمزاولة الحرفة.

هيثم فتوح صاحب أحد مصانع المخللات في قطاع غزة أَكد أن بعض مصانع المخللات في غزة استخدمت صبغات غير غذائية (صبغة ملابس)، لجذب الزبائن من خلال الألوان الزاهية، وتتفاوت دراجات القصد في وضع تلك الصبغات؛ فهناك العديد من المصانع كانت تضعها وهي تجهل تأثيراتها وتداعياتها على صحة الإنسان.

صاحب مصنع مخللات: بعض مصانع المخللات في غزة استخدمت صبغات غير غذائية (صبغة ملابس) لجذب الزبائن

وأوضح فتوح لـ« فلسطين اليوم » أن وزارة الاقتصاد والصحة في غزة حذرت أكثر من مرة بعض أصحاب المصانع من استخدام تلك الأصباغ الصناعية غير الغذائية (الخاصة بالملابس)، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من أصحاب المصانع عاد عن استخدام الصبغات الصناعية، واستبدلوها بصبغات طبيعة مثل (الشَمَنْدَرْ/البَنْجَر) المعروف بلونه الأحمر الداكن الصابغ.

ولفت فتوح إلى أنه قد يكون هناك بعض المصانع لازالت تستخدم الصبغات الصناعية (صبغة الملابس)، على الرغم من التحذيرات التي تقوم بها وزارة الصحة والاقتصاد.

وزارتا الاقتصاد والصحة في غزة حذرت أكثر من مرة بعض أصحاب المصانع من استخدام تلك الأصباغ الصناعية غير الغذائية، وعدداً كبيراً من أصحاب المصانع عاد عن استخدامها، واستبدلوها بصبغات طبيعة مثل (الشَمَنْدَرْ/البَنْجَر) المعروف بلونه الأحمر الداكن الصابغ

وعن استخدام بعض المصانع للمواد الكاوية مثل (ماء النار)، قال « أعتقد أنه لا توجد أي مصانع تستخدم ماء نار للتسريع من عملية استواء المخلل، وما تحدث به بعض الناس عن ان بعض المصانع تستخدم ماء نار ناتج عن استخدام المصانع الخل المركز الذي يعبأ في جالونات زرقاء اللون ».

وأضاف: الناس من شدة حموضة الخل المركز، وللحرقة التي يسببها حال ملامسته الجلد يفتكرونه ماء نار، ولكن ليس كذلك بل هو خل شديد التركيز ومسموح العمل فيه من قبل وزارة الصحة والاقتصاد، وأفضل من المخلل الذي يباع في البقالات نظراً لتركيزه.

صاحب مصنع: لا تستخدم المصانع في غزة ماء النار إطلاقاً وانما يستخدمون الخل المركز للتسريع من عملية استواء المخلل، وبعض الناس اعتقدوا ان المصانع تستخدم ماء نار من شدة حموضة الخل وللحرقة التي يسببها حال ملامسته الجلد

وأشاد فتوح بالرقابة التي تنفذها وزارتا الصحة والاقتصاد على مصانع المخللات، داعياً إياهم للتركيز على المصانع التي تستخدم الاصباغ بكثرة.

ونصح فتوح المواطنين بضرورة شراء المخللات من تجار ومحال أصحاب ثقة، وعدم الإنغرار بالألوان الفاقعة، وشراء المخللات ذات الاولوان المتوازنة.

من جانبه، أكد استشاري التغذية والصحة العامة د. عدلي سكيك ان المخللات تحمل تأثيرات كارثية على صحة الإنسان، خاصة على صحة الصائمين، الذين يقبلون عليها بكثرة.

وأوضح لـ« فلسطين اليوم » أن مضار المخللات على الصحة ناتجة عن أمرين هما، الاصباغ والأملاح الشديدة، مشيراً إلى أن الأملاح (كلوريد الصوديم) الشديدة التي تضيفها المصانع للحفاظ على صلاحية المخلل لأطول مدة ممكنة تتسبب بفقد الصائم الكثير من المياه، وتشعره بالعطش الشديد.

يفضل الشراء من ثقة وعدم الانغرار بالألوان الفاقعة وشراء المخللات ذات الألوان المتوازنة 

ولفت إلى ان الأملاح الشديدة ترفع من ضغط الدم، وتعمل على احتباس الماء في الجسم، وعلى المدى البعيد للذين يقبلون بشراهة على المخللات يصابوا أمراض الكلى، والقلب، والشرايين.

وفيما يتعلق بالأصباغ، ذكر أنها تحمل تأثيرات كبيرة على الصحة ومصنفة على أنها مواد مُسرطنة، ومن الممكن على المدى البعيد ان تتسبب في تلف خلايا المخ، والكبد، والكلى، ناصحاً مصانع المخللات بضرورة استخدام الاصباغ بالنسب التي تسمح بها منظمة الصحة العالمية.

سكيك: تحمل تأثيرات كبيرة على الصحة ومصنفة على أنها مواد مُسرطنة

لفت إلى أن دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة تُشرفُ وتُراقب على الأسواق خاصة في أيام رمضان المبارك، وهي في نشاط دائم رغم قلة عدد الكوادر، داعياً الأجهزة الرقابية الأخرى لتكثيف الرقابة خاصة مع ارتفاع اعداد المصانع وباعة المخللات في الأسواق والمحال التجارية، ودخول تجار ليس لديهم خبرة كافية في هذا المجال.

ونصح سكيك المواطنين بضرورة عمل المخللات في البيت، للتحكم بنسب الملح، وجودة المواد المخللة، ولضمان عدم وضع أي نوع من الاصباغ، لتفادي مخاطر الاصباغ والاملاح الشديدة.

ودعا المواطنين الذين لا يتمكنون من عمل المخللات في منازلهم، وليس لديهم خيار غير الشراء من السوق بضرورة نقع المخللات بالماء قبل الأكل بساعات، وذلك للتخفيف من نسبة الملح، والتخلص من الأصباغ إن وجدت.

يفضل عمل المخللات في المنزل، وفي حال الاضطرار للشراء من الأسواق نقعها قبل ساعتين من الاكل للتخلص من الاملاح الشديدة والاصباغ الممرضة

بدوره، أكد مدير عام دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني في غزة د. رائد الجزار في تصريحٍ سابق، أن مسألة ضبط المخللات تحتاج إلى وقت، خاصة وأن غالبية من يتقن هذه المهنة ليس متعلماً، فهو يحتاج إلى مزيد من الدورات في الصحة والسلامة، لافتاً إلى أنه تم تنبيه التجار لمخاطر استخدام الأصباغ في المأكولات.

وكانت الإدارة العامة لحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني ووزارة الصحة، اتلفتا منذ العام الماضي عشرات الأطنان من المخللات الفاسدة، وذكرت أن أحد أسباب الإتلاف ناتج عن استعمال بعض المصانع (أصباغ غير غذائية).

حماية المستهلك: غالبية من يعمل بمهنة التخليل ليس متعلماً وهم بحاجة إلى مزيد من الدورات في الصحة والسلامة

ورغم تطوير العديد من الدول لمواصفات المواد المسموح باستخدامها في الأغذية إلا أن مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية لم تعمل على تطوير مواصفاتها منذ عام 2006، وما زالت اللائحة تتضمن المنتجات المسموح باستخدامها ومن ضمنها صبغة E110 والمسموح فقط باستخدامها في المربى والجيلي والمرتديلا والمخللات والألبان المتخمرة، دون أي رقابة على بيعها او استخدامها، وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة الحياة الجديدة.

 

كلمات دلالية